حديث المدينة

> د.علي عبدالكريم:

> -1 مقاطع وكلمات:

مقطع (1)

هي.. ذات المدينة التي ولدتني

ها هي اليوم.. هائمة

ثائرة تستحثُّ الجموع

تقول الوداع

قلتُ.. لم يحن.. بعدُ الوداع

وأسقطتُ.. من عيوني الدموع

وأيقنت أن الفعل قد يكون

عبر المراحل بين الضلوع

وزاملتُ شعري وأرضي

وأبقيتُ عهدي وعقلي

سليما ليوم الرجوع

جردتُ سيفي، مدادي،

سطوري، حروفي

أضأت لمقدم شعبي.. الشموع

مقطع (2)

تعالوا إذن.. تقدموا

أخلوا المدينة من قوارض الدهر وكل مظاهر التسلح وحمل السلاح، أضيئوا بالعلم والمساواة والقانون عنوان رحلتنا القادمة.. تلك بداية معاركنا مع مظاهر القوة الغاشمة التي فتكت وتفتك بحضارة العقل والإنسان.

-2 خطوة على الطريق:

خطوة نرجو لها النجاح والاستمرار لتشمل البلاد كلها ولتصل إلى النتائج المرجوة حتى يتم إخلاء المدن من مظاهر التسلح، ليشعر المجتمع المدني شعوراً حقيقياً أنه آمن فعلاً، ولذا فنحن نقدر كل الجهود التي ستصب في خانة منع حمل السلاح والمظاهر المسلحة من المدن كخطوة أولى على طريق مشوار طويل، نجعل بعدها بلادنا مثل بقية بلاد خلق الله التي لا تتمنطق بأسلحة الدمار الشامل على جنباتها والتي تتجمل أفضل بمظاهر الثقافة والمسرح ونظافة الشوارع والأزقة وقبلهما طهارة اليد واللسان خاصة ونحن في محنة لأن:

مدينتنا السمحاء يقتلها الظمأ

وفي الليل يخنقها القلقْ

وصبحها مثل ليلها أرقٌ

على أرقْ

ناديتها في الفجر

هل يضيع حقنا

بين اللجان والملفات والورقْ..!؟

وهذا سؤال نتوجه به مع التحية للأخ العزيز سالم صالح محمد، الذي أكد في حديثه الشامل مع صحيفة «14 أكتوبر» على جملة من المهام والتوجهات التي ستباشرها اللجنة التي يتشرف برئاستها لإنجاز العديد من الملفات والاستحقاقات العالقة، وإذا كان لي أن أعلق على بعض القضايا التي تضمنها لقاء الأخ سالم صالح مع صحيفة «14 أكتوبر»، والتي نأمل أن تتضافر بشأنها كل الجهود الوطنية المخلصة، جهد وطني يعيد تخليق الأمور من نقطة الأساس لإعادة التوازن العصبي للأرض والإنسان والمشاعر والعقول حتى نمهد لرحلة الغد على راحلة لا تعصف بها الأنواء، وعلى نفس المنوال نشير إلى الفكرة التي وردت في اللقاء والتي تتضمن الدعوة لعقد مؤتمر وطني يتمحور حول قضايا الثأر، فقد يكون من الأفضل والأجدى، والأمر مطروح على الأخ سالم صالح ليطور فكرة المؤتمر الوطني حول قضايا الثأر إلى مؤتمر للحوار الوطني حول قضايا أهم وأشمل وأعمق تدور محاوره حول تجربة البناء الوحدوي ومشاكله وحول قضايا التنمية الاقتصادية والإصلاح السياسي كسبيل لوضع استراتيجيات متكاملة للبناء الوطني الشامل سياسيا واقتصاديا، وضمن رؤية ونهج تشارك في وضع أسسه وملامحه كافة القوى السياسية والشخصيات الاجتماعية والثقافية والفكرية ومنظمات المجتمع المدني ذات الحضور الفاعل في الساحة الوطنية.

إن مؤتمرا كهذا يناقش قضايا بناء الدولة الحديثة وبناء الإنسان على أسس نفارق من خلالها محطات العنف وتركة التخلف ومسلسلات الحروب التي دفعنا ثمنها كثيراً، والعناوين البارزة التي نرى ونقترح كمقدمة لمثل هذا الحوار ستنطلق لا شك من إيمان حقيقي بقضايا العدل الاجتماعي والحريات وحقوق الإنسان والممارسات الديمقراطية قولاً وعملاً.

-3 رسالة على الطريق:

يا.. مدينة

من نار وجدها.. تنبثقُ الأحلام

تبحثُ عن مجدها..

بين الأنامل في الزحام

يا.. مدينة عصماء

يا.. تاج الزمان

يا.. مدينة نجلاء

من يُمسك الراية!؟

في هذا التجاذب والخصام!

والموج يعدو.. بين السقيفة

والسفينةِ

بين البوارج والبحار

من.. يا تُرى يا بحرُ

من تُراه يخرج الحُزنَ

من زيف الكلام

يا.. مدينة عذراء

يسامرها في الليل خُفاش

ويخطبُ ودّها فجراً صائدُ الحمام

لا تحسبي قُبلتي

لا تحسبي قِبلتي

تاهت بين القبائل.. في الزحام

مازال وجداني/ مازال عنواني

مازال شعبي كوكباً

يحمل المزنَ/ يعزف اللحنَ

على عرش بلقيس

في المتن وفي فعل الكرام

ويا.. أيها الأحباب..

في كل البلاد

هيا.. احفظوا بين الفصول

حبات الرمال

وأقول للأحباب.. كلا

لن نضيعَ مجدداً

بين اللجان وبين الملفات

وبين أسرار الورق

عهداً على الدنيا

لا تصالح بين الكتابة

والسرق

عهداً على بلقيس

لا تصالح بين الطهارة

والسرق

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى