خطباء مساجد المكلا يحذرون من الفتن ويطالبون الدولة برفع المظالم عن الناس وبالمواطنة المتساوية

> المكلا «الأيام» خاص:

> انقسم المصلون يوم أمس عقب صلاة الجمعة بين مؤيد ومستاء في مدينة المكلا عطفاً على ما تناوله خطباء المساجد في خطبتي الجمعة حول الأحداث التي شهدتها مدينة المكلا السبت الماضي، وما تلاها من أحداث أسفرت عن وفاة شاب في ربيعه الثامن عشر، حيث استعرض الخطباء الأحداث بشكل مستفيض، وأكد معظمهم على الانتباه من مغبة الانجرار وراء الفتن ورفع الشعارات الداعية إلى الانفصال، وقالوا إن الوحدة مطلب ديني، كما انتقدوا أعمال الشغب والتكسير مستنكرين في الوقت نفسه إطلاق الرصاص الحي من قبل قوات الأمن على المتظاهرين غير المسلحين، مؤكدين أن الإسلام دين التسامح والعدل والمساواة ولا يجوز قتل الأبرياء من الناس تحت أي مبرر.

ودعوا في سياق خطبتي الجمعة الدولة إلى المواطنة المتساوية وإيجاد فرص عمل للشباب والعمل على تخفيض الأسعار وزيادة المرتبات ورفع المظالم عن الناس والنظر بعين الاعتبار إلى قضاياهم ومطالبهم العامة، وقالوا إن مثل هذه الأمور قد تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه.. إلى شتات وتفرقة وحروب كما هو الحال في الصومال الشقيق.

وفي مضمونها العام جاءت خطبة الشيخ ناظم عبدالله باحبارة يوم أمس في جامع مسجد الروضة بالمكلا، أحد أكبر وأقدم مساجد المدينة، والشيخ ناظم باحبارة أحد الوجوه الشابة المقبولة لدى الناس في مدينة المكلا، متفقة مع ما ذهب إليه كثير من خطباء مساجد المدينة.

وألقى الشيخ سالم عبدالله باقطيان، خطيب جامع مسجد الشهداء بالمكلا، أحد أكبر مساجد المدينة خطبة ضافية أمس الجمعة استعرض فيها الأحداث التي شهدتها مدينة المكلا السبت الماضي وأسفرت عن وفاة الشاب صلاح سعيد القحوم وإصابة آخرين واحتجاز عدد كبير من المواطنين.

وقال في خطبته الثانية: «فاتقوا الله يا أيها المسلمون ?{?يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفسٌ ما قدمت لغد، واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون?}? الحشر: 18.

عباد الله.. لقد مرت على مدينة المكلا خلال الأسبوع الماضي أحداث مهمة، هذه الأحداث لا بد لنا فيها من رأي، لا بد لنا فيها من موقف، ولا بد لنا من بيان رأينا لجماهيرنا بوضوح لا لبس فيه ولا غموض، نصيحة لشعبنا، ونصحية لولي أمرنا ونصيحة لديننا، ونلخص هذا الرأي في النقاط الآتية:

أولا: نبدي تأيدينا ومساندتنا لشعبنا الصابر في التعبير عن رأيه ورفع مطالبه وشكاواه، والمطالبة بحل مشكلاته، عبر التظاهر العلني والتجمع الجماهيري والمسيرات الحاشدة، ورفع صوته ليسمع شكاواه ويعلن مطالبه ومشكلاته التي يعانيها، كل ذلك في حدود المطالب السلمية التي كفلها الدستور والقانون.

ثانيا: ندين ونستنكر كل أعمال الشغب والفوضى والتخريب التي أحدثها بعض المتظاهرين، لأن ذلك يسيء لمطالب الشعب ويخل بالأمن العام والسكينة العامة والمطالب المشروعة.

ثالثا: ندين ونستنكر ما تعرض له بعض أبنائنا من قتل واعتداءات ونطالب الجهات المختصة بمحاسبة المسؤولين عن هذه الأعمال الإجرامية التي تسيء إلى الوطن، وتقلق أمن المواطن وسكينته، وترهبه من أن يطالب بحقوقه المشروعة، وتجذر الشقاق والعداوة بين أبناء الوطن الواحد.

رابعا: ندين ونستنكر الاستفزازات التي يتعرض لها المواطن في حضرموت من قبل أشخاص لا تهمهم مصلحة الوطن سواء في ذلك الاستفزازات العسكرية أثناء المظاهرات أو الاستفزازات المدنية التي يتعرض لها المواطن من قبل أبناء المحافظات الأخرى، كقول بعضهم (يا حضارم يا جبناء أيش بتسووا)، فإن ذلك يسيء لأمن الوطن ولوحدته، ويعرضهما للخطر. فالحضرمي بطبيعته سلمي وحضاري ومثقف وواع، وقادر على الاندماج في أي مجتمع كما حصل في شرق آسيا والهند وشرق افريقيا ودول الخليج وغير ذلك، غير أنه لا يقبل الاستفزازات ولا الظلم ولا مصادرة الحقوق والحريات ولا الاعتداءات عليه.

خامسا: نؤيد القرار الذي اتخذته السلطات لمنع المظاهر المسلحة في المدن الرئيسية- الذي طالما انتظره أبناء حضرموت على مدى سبعة عشر عاما- وتأييدا لهذا القرار نطالب السلطات بتجريد المسلحين العاملين في أسواق حضرموت المدججين بالسلاح، والذين يعرضون حياة المواطن المسالم وأمنه للخطر، عند أدنى شجار أو مشكلة. فقد ألف أبناء حضرموت وعلى مدى قرون متطاولة عدم الجمع في الأسواق بين السلاح والتجارة.

سادسا: نطالب السلطات المختصة برفع النقاط والمظاهر العسكرية المنتشرة داخل مدينة المكلا، وتفويض ضبط الأمن إلى الأمن العام. كما ندعو الأمن العام إلى التحلي بالصبر والحكمة وسعة الصدر في التعامل مع مواطنيهم.

سابعا: نطالب السلطات المحلية ممثلة في سعادة الأستاذ المحافظ ومن حوله من المسؤولين بمعالجة قضايا المواطنين وشكاواهم وتظلماتهم معالجة صادقة وواقعية، وأن يتلمسوا هموم المواطن ومشكلاته ويرفعوا الظلم عنه، وأن يفتحوا صدورهم لمواطنيهم ويعاملوهم بحكمة وسعة صدر من أجل المصلحة العامة للبلد وفق توجيهات فخامة الرئيس وبرنامجه الانتخابي ووعوده التي قطعها لأهل حضرموت.. وختاما أسال الله جل وعلا أن يصلح الأمور، وأن يجنب البلاد والعباد الفتن، ما ظهر منها وما بطن. فاتقوا الله أيها المسلمون وتمسكوا بتعاليم دينكم واستقبلوا شهر رمضان خير استقبال».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى