الفساد شمل كل شيء

> «الأيام» حمام أحمد غابري /خورمكسر - عدن

> الفساد في بلادنا مثل الوباء المعدي انتشر في كل مكان، في المستشفيات التي صارت مرتع الحشرات والبعوض، والإسعافات فيها معدومة والعمليات لا تجرى إلا في العيادات لأن الطبيب يقرر أن تجرى العملية في عيادته، ونصف الذين تجرى لهم العمليات في العيادات يموتون ولا أحد يسأل وليس هناك مسؤول يُدين أو يدان.

والماء والكهرباء لا يأتي من يقرأ العداد في بعض المناطق ومن يغلق بيته ويذهب في الإجازة الصيفية يتسلم نفس الفاتورة وإذا قال أنا لم أكن موجودا قالوا اذهب إلى صنعاء، وإذا اعترض قالوا انفصالي! والشرطة إذا دعاهم المواطن قالوا ادفع مقدماً وإذا جاء الجاني إلى الشرطة ودفع لهم المطلوب قبضوا على المشتكي الفقير وأطلقوا الجاني لأن معه فلوس.

وفي بعض المدارس هناك يضربون الأطفال بدون رحمة في مدارس (إب) و (ذمار) حتى تسيل من الأطفال الدماء، والمدرسون والمدرسات يأمرون الطالب بكتابة الدرس من السبورة وهم في المكتب يتحادثون.

أما النظافة فإن الشوارع الخلفية قذرة مزرية، ومدينة يريم مثلاً للقذارة المفتوحة على العالم حيث إنها طريق بين صنعاء وحمام دمت الذي يقدم إليه السباح من كل بلدان العالم، و المناطق الزراعية التي تدمرها أكياس النايلون، ولا أدري لماذا نستعمل هذه الأكياس السامة نحن دون العالم.

وطبعاً المسؤولون عن كل ذلك يرفعون التقارير للأخ الرئيس أن كل شيء بخير ومن يقول غير ذلك فإنهم انفصاليون، سبحان الله خلصنا من شمالين وجنوبين وأصبحنا انفصاليين.

طبعاً هذة التقارير خدعت جمال عبدالناصر حيث كانت البطانة المحيطة بجمال ترفع تقاريرها أن كل شيء بخير وإذا وصل له كلام غير كلامهم قالوا له: هؤلاء شيوعيون. حتى جاءت نكبة 1967م هنا فقط عرف جمال أنه مخدوع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى