التعليم والثقافة سلطان العقل

> «الأيام» ماهر عثمان الشعبي/صنعاء

> لن تذهب بنا الإجابة بعيداً عن السؤال المفترض أن يطرح على عينة من الناس بينهم المتعلم والمثقف والأمي حول أهمية الثقافة والتعليم بالنسبة لجيل الغد.. جيل المستقبل.. جيل الشباب.

وقبل الإجابة عن مثل هذا السؤال، الكل منا يعرف هذه العلاقة. فالتعليم والثقافة الصحيحة والمتينة هي كل شيء بالنسبة لهذا الجيل, فلا تعليم بدون ثقافة ولا ثقافة بدون تعليم. إذن هما وجهان لعملة واحدة وهما سلطان العقل، وهما الحامل الفعلي للتغيير والتنوير في أي مجتمع من المجتمعات. فقد ظل الإنسان منذ عصوره الأولى متعلقا بما وراء الطبيعة ومشدودا بفطرته إلى القوة المسيطرة على الكون، فعبر عما يختلج بداخله إزاء تلك الظواهر ومدى العلاقة التي تربطه بتلك الثقافات.

فالثقافة هي الأداة الإيجابية التي تساهم في الرقي والازدهار، وخاصة أن المثقف الإيجابي هو الذي يستطيع توظيف آلياته وأدواته التقليدية وعلاقته بالسلطة في التعبير عن المجتمع سياسياً واقتصادياً وثقافياً بعيداً عن ثقافة الخوف والاستسلام وعقدة النقص. أما المثقف السلبي فهو ذلك الكاتب والأديب والمبدع، غير أن علاقته بالبالونات المنتفخة ربما أقرب إلى الشجرة الوارفة..فهم يتكاثرون كالفئران وينتشرون كالجراد.

إذن عمل المثقف هو الغوص في همه اليومي وعذاباته المتواصلة والمحركة للمشاعر والأحاسيس.. فهو يرى إنساناً يموت وبلداً يحترق وامرأة تبكي ولدها.

كل هذا الهيجان الحسي يجعله يعانق أدوات من قلم وريشة وكاميرا.. فمثلما يصاب الإنسان بعدوى ثم بمرض كذلك هو حال الثقافة.لكن المشكلة في الثقافة العربية على وجه الخصوص أنها طريحة الفراش ردحاً من الزمن. كما أنه ليس من سمات المثقف أن يكون متآمراً أو ضالاً أو داعياً إلى بيع وطنه بالمزاد العلني. فالمثقف الحي لا يطفو على سطح البحر كسمكة ميتة، أو كمن غلبه النعاس.

إذاً الثقافة هي ولادة مستمرة يسبقها مخاض.. وإذا ما عدنا إلى بداية موضوعنا عن السؤال الذي طرحناه حول التعليم والثقافة فهناك الكثير من الاتهامات الموجهة للتعليم، فهو بنظر المتهمين أدى إلى تدني مستوى المخرجات والخطط المرسومة وبالتالي أعاق عملية التنمية بسبب المخرجات الركيكة والهشة من طلاب المدارس والمعاهد والجامعات، الذين خذلتهم نظم التعليم وفقدوا الاتجاه الصحيح وذلك بسبب العشوائية في اختيار العاملين.

بالعودة إلى ما سبـق يمـكن القول إنـه لا تعليم بدون ثقافة حقيقية، وهما متغيران لازمان لهـذه الحـياة، كـما أنـه يصعب كثـيرا أن يكتب المـرء عن حـال الثقـافة الملـيء بالغيوم وبالوعود والعهـود والذي تتغير فيه قواعد اللعبة كل يوم بسرعة خاطفة ويقتحم العلم والتكنولوجيا فيه كل جوانب الحياة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى