اثيوبيون من اوجادن يروون ما عاشوه من (جحيم) قبل لجوئهم إلى الصومال

> الصومال «الأيام» لوسي بيترمن:

>
لاجئ أثيوبي من أوجادن يبين آثار اطلاق الرصاص عليه من قبل الجنود الأثيوبيين أمام مكتب المفوضية
لاجئ أثيوبي من أوجادن يبين آثار اطلاق الرصاص عليه من قبل الجنود الأثيوبيين أمام مكتب المفوضية
تكشف النظرات التائهة لفردوسة التي غادرت اوغادن باثيوبيا ولجأت كمئات آخرين إلى الصومال، ما قاسته من آلام وهي تروي قصة “اغتصابها من قبل مجموعة من الجنود الاثيوبيين قامت ايضا بشنق اثنين من اشقائها”. فهؤلاء الاثيوبيون هربوا من اوغادن لينتهي بهم المطاف في مخيم تولا ابسامي في مدينة بوساسو، المرفأ الرئيسي في شمال شرق الصومال، تحديدا في منطقة بونتلاند التي تتمتع بحكم شبه ذاتي.

وبالرغم من ارتفاع الحرارة التي تصل إلى 45 درجة مئوية ومن غياب المساعدات فالجميع يعبرون عن ارتياحهم لانهم “تخلصوا من رعب” حكومة اديس ابابا.

فاوغادن الواقعة على الحدود مع الصومال التي تشهد حربا اهلية منذ 1991، هي منطقة غير مستقرة في اثيوبيا ومعقل حركة المتمردين في “الجبهة الوطنية لتحرير اوغادن” التي تأسست في 1984 وتطالب بالحكم الذاتي.

وأكدت الحكومة الاثيوبية انها قتلت مئات المتمردين اثر غارات شنتها في الاشهر الماضية، لكن الجبهة الوطنية لتحرير اوغادن نفت هذه المعلومات وتبنت هجمات عدة منذ بداية العام 2007.

ويضع غالبية اللاجئين كل آمالهم في الرحلة البحرية -غير المشروعة والمحفوفة بالمخاطر- في خليج عدن علهم يجدون حياة افضل في اليمن او المملكة العربية السعودية.

وتقع مدينة بوساسو التي تعد مركزا للهجرة غير الشرعية على بعد 500 كلم إلى شمال شرق اوغادن.

يروى عثمان حسن احمد (27 عاما) صاحب القامة النحيلة والذي وصل في الاول من سبتمبر إلى بوساسو لوكالة فرانس برس “رأيت اثنين من اصدقائي يشنقان واعتقدت اني ساكون الثالث.

اثيوبيان هاربان يرويان ما حدث لهما
اثيوبيان هاربان يرويان ما حدث لهما
لقد افلت مرات عدة من ملاك الموت، وآمل ان افلت منه مرة اخرى”.

وقال هذا الشاب المتحدر من اقليم وردر الذي تحدث عن مشروعه للذهاب إلى اليمن، “ان المقهى الذي املكه اغلق في فبراير بعد اتهامي بتمويل الجبهة الوطنية لتحرير اوغادن (...) وقد اعتقلني الجيش مطلع يوليو مع اثنين من اصدقائي اعدما شنقا (...) وقد تمكنت من الهرب في اواخر يوليو”.

وبحسب المنظمة الصومالية غير الحكومية “ترايبل رايتس ووتش” فقد توافد آلاف من الاثيوبيين من اوغادن في الاشهر الاخيرة تجاوز عددهم عدد الوافدين في الفترة نفسها من العام 2006. وتحدث لاجئون عديدون آخرون عما عانوه من عذابات وعن عمليات نقل كثيفة للمدنيين قام بها الجيش.

وفردوسة (وهو ليس اسمها الحقيقي) البالغة من العمر 28 عاما والتي وصلت إلى بوساسو في 29 اغسطس بعد رحلة استمرت ستة ايام، روت وهي تجلس متقوقعة على نفسها على حصيرتها المليئة بالغبار انها اغتصبت من قبل اربعة جنود في مطلع اغسطس وأن اثنين من اشقائها شنقا وكانا “من عناصر الجبهة الوطنية لتحرير اوغادن”.

وقالت “ان ما يجري هناك اسوأ من الجحيم”. ويستطرد عبدي احمد عبدالله (31 عاما) وهو فلاح من كوس باقليم وردر قائلا ان “دارفور (المنطقة التي تشهد حربا اهلية في غرب السودان) تجذب كل الانتباه (...) انه امر مخز ان يبقى العالم صامتا ازاء ما يجري في اوغادن”.

ويفكر علي عبدي الذي هرب من المنطقة في يوليو بالذهاب إلى اليمن معتبرا ان العودة إلى اثيوبيا مجازفة اخطر من الرحلة البحرية.

لاجئون اثيوبيون ينتظرون خارج مكتب المفوضية العامة التابعة للأمم المتحدة في مدينة بصاصو يوم الاثنين الماضي بعد هروبهم من تحرشات وقتل من قبل الجنود الاثيوبيين في اقليم اجادن
لاجئون اثيوبيون ينتظرون خارج مكتب المفوضية العامة التابعة للأمم المتحدة في مدينة بصاصو يوم الاثنين الماضي بعد هروبهم من تحرشات وقتل من قبل الجنود الاثيوبيين في اقليم اجادن
وقال “ان الوضع يزداد تفاقما منذ سنة (...) ان الحكومة صادرت ماشيتي واتهمتني بالارتباط بالجبهة الوطنية لتحرير اوغادن. ان حياتي كانت في خطر وبعض اقربائي شوهوا (...) وإحدى عماتي تعرضت لاغتصاب جماعي من قبل القوات الاثيوبية وقد شنقت”.

وقال جمعة علي عدن والوجوم باد على محياه انه هرب قبل عشرين يوما بعد ان فرضت السلطات “عقابا جماعيا” على قريته دانود باقليم وردر و”احرقت قرية اراويلو المجاورة”.

وخلص عثمان حسن احمد إلى القول “يجب على الحكومة والجبهة الوطنية لتحرير اوغادن ان تتفاوضا وتسعيا إلى ايجاد حل” لهذا الوضع. أ.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى