الصحفيون الصوماليون يحصون التضحيات

> نيروبي «الأيام» اندرو كاثورن:

> اغتالت قنبلة شريكه في العمل منذ فترة وجيزة وأردي أحد مذيعيه اللامعين قتيلا بالرصاص في ذات اليوم ولا تزال آثار القصف بالقذائف في وقت سابق من هذا العام واضحة في مكاتبه. وباستطاعة احمد عبدالسلام عدن وهو أحد مؤسسي ومديري مؤسسة “هورن افريك” للاعلام الصومالية المؤثرة التخلي عن ذلك كله بسهولة والعودة للأمان في كندا غدا.

ولكن بدلا من ذلك فهو يهم بالعودة إلى مقديشو. وقال رجل الأعمال البالغ من العمر 47 عاما والأب لطفلين اثناء زيارة لكينيا “هناك آخرون سيستمر استهدافهم أو يموتون ولكن هل رأيت يوما دولة تتقدم دون تضحيات..

أشعر بالفخر للمشاركة في العملية مهما كانت صعوباتها.” وترك عدن منفاه المختار في كندا عام 1999 ليؤسس هورن افريك وهو يأمل في استخدام الصحافة لإطلاق حرية التعبير كوسيلة لايجاد مخرج من وباء الحرب في الدولة الواقعة في القرن الافريقي.

ولأنها تضم ثماني محطات اذاعية وقناة تلفزيونية وموقعا على الانترنت ويعمل بها 105 موظفين أصبحت هورن افريك أكبر شبكة اعلامية في الصومال.. لكن هل كان الأمر يستحق التضحية؟.

فقدت «هورن افريك» خمسة من موظفيها خلال الأعوام الماضية في العنف الذي لا تلوح له نهاية في الصومال. وأصيب آخرون.وتعرضت المؤسسة الاعلامية للاغلاق لفترات ولانتقادات مستمرة من المحاكم الاسلامية التي سيطرت على مقديشو لمدة ستة أشهر العام الماضي ومن الحكومة الانتقالية الصومالية المدعومة من اثيوبيا التي سيطرت على البلاد في مستهل العام. وضربت سبع قذائف مباني المؤسسة خلال القتال بين القوات الاثيوبية والمتمردين الاسلاميين في ابريل، ثم قتل اثنان من ابرز شخصيات المؤسسة في عمليات استهدفتهم في اغسطس. فقد قتل مقدم البرامج الذي يتمتع بالشعبية مهاد احمد علمي باطلاق الرصاص على رأسه اربع مرات من مسافة قريبة لدى وصوله لباب مكتبه للعمل ذات صباح، ثم زرعت قنبلة لصديق عدن المقرب وشريكه في ادارة «هورن افريك» علي ايمان شارماركي لدى عودته من جنازة علمي.

وقال عدن “خلال الأعوام الثمانية الماضية لم يمر يومان دون أن نتحدث.. الأمر ما زال يفوق تصوري.” وكانت زوجة عدن في السيارة مع شارماركي عندما قتل. ولم تخرج منها خشية أن تتعرض للاغتيال لكنها اتصلت بسرعة بزوجها عبر الهاتف قبل الفجر في تورنتو. وقال “لست نادما على ما حققناه وما نحاول تحقيقه. العدد الكبير من الناس الذين تأثروا بموت علي أكد لي ذلك.. عرفنا دائما أن الأمر سينطوي على مخاطرة”. وتسبب مقتل علمي وشارماركي في 11 أغسطس في صدمة بين زملائهم.

واعتاد الصحفيون الصوماليون ان يجدوا انفسهم وسط عنف عشوائي لكنهم أصبحوا هذا العام مستهدفين بشكل متزايد.

وقتل سبعة منهم في عام 2007 ولم يقدم أحد للعدالة لمحاسبته. وتلقى بالمسؤولية على متشددين من جانبي الصراع والأمر يعتمد على الطرف الذي تتحدث معه.

وفر ما يقرب من 12 صحفيا من مقديشو خلال الأسابيع الماضية إلا أن كثيرين ظلوا فيها معرضين أنفسهم لخطر شديد لتغطية صراع لم يعد الكثير من المراسلين الأجانب مستعدين أو مسموحا لهم بتحمل مخاطرة تغطيته بأنفسهم.

وقال عدن “لا تراجع.. حتى وإن لم يكن لأي سبب آخر أكثر من الابقاء على ذكرى علي وكل من ماتوا” متعهدا بأن هورن أفريك لن توقف عملياتها. ويضيف عدن أن الحل الوحيد هو السلام ومن أجل ذلك فعلى الحكومة أن تمد يدها لمعارضيها وتعيد النظر في الحظر على الأسلحة الذي أدى لخروج الصحفيين إلى الشوارع دون حماية حراس شخصيين.

وقال “الحكومة أخذت البنادق ولم توفر الأمن عوضا عنها. انت تحت رحمة صبي يمسك بمسدس..

لكن الأمر لا يقتصر على الصحفيين أغلب الجماعات البارزة في المجتمع وفي مجال الأعمال غادرت البلاد. كل من يحاول فعل شيء ذي معنى مستهدف.” رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى