صرخة في وجه العنف والعنف المضاد

> «الأيام» ناهد شرف أنعم /كريتر - عدن

> في كلمة د. عبد العزيز المقالح التي كتبها في صفحة يوميات صحيفة «الثورة» الصادرة في 2007/8/21 جاء: «والملاحظ أن جانبا كبيرا من الموجة العالية للعنف التي باتت تعم العالم، كان يمكن إيقافها وإطفاء نيرانها ووضع حد نهائي لما تسببه من خوف وهلع، ومن ردود أفعال قاسية لو أن العقلاء القادرين حزموا أمرهم منذ البداية، ودرسوا بوعي مكونات العنف ومسبباته، وأدركوا بيقين الفارق الكبير بين عنف المظلوم وعنف الظالم. ولندع عنف المظلوم جانبا وهو ما يراد لنا تجاهله وعدم تشجيعه، أو تعريفه، ونخلص إلى الحديث عن عنف الظالم، عنف القوة الباطشة التي تزعم لنفسها الدعوة إلى مواجهة العنف، وحشد الأنظمة والطاقات في هذه المهمة (النبيلة)، وسوف نتبين أن قادة العنف الظالم لم يحسبوا الحساب الكافي للأسباب التي صنعت نماذج من العنف المظلوم، ولم يتمعَّنوا أو يتفحصوا الواقع الذي أفرز تلك النماذج الظاهرة من العنف الاضطراري، إذا جاز توصيفه كذلك».

نجد الرجل في حديثه عن العنف والعنف المضاد حريصا كل الحرص على فهم الواقع، هذا الواقع الذي يتجاهله القائمون بالأمر لاعتبارات هم الأعلم بأسبابها، ولكنهم بتجاهلهم يثبتون بؤرة الفساد إذ يتبنون مفهومات ديمقراطية لا تمت لطبيعة العربي -حاكما أو محكوما- بصلة فإذا هم يتخبطون خبط عشواء في طريق يرسمه المبطلون.

ومن الأهمية بمكان أن يقف عقلاء اليمن ضد هذا العنف وقفة الحكيم فإن النشء بحاجة لأن تزيح الحكمة اليمنية العصابة عن عينيها لكيلا يستغل المرجفون في الأرض ما يعتمل في أفهام الشباب من عدم القدرة على التمييز بين ما هو حق وباطل لحداثة سنهم، ولا أقول هذا من فراغ وإنما من طبيعة مهنتي، فقد راعني أن أجد أحد النشء يقول: «أنا لا أحب وطني» بعد أن علم أن حب الوطن من الإيمان وبعد نقاش تيقن الشاب أنه يحب وطنه ولكنه لا يحب الفساد في الوطن.

هؤلاء الشباب أنتم كولاة أمور من يبلور لهم الواقع وأنتم من قد يهدي فكره أو يُضله، ولست من خلال قولي هذا متنكرة لسعيكم الحثيث في النهوض بالشباب وتبصرتهم ولكن هذا وحده لا يكفي، فالواقع هو المحك، وتغيير سلبياته وشن الحرب العوان على الفساد فيه هو الفيصل في القضاء على العنف والعنف المضاد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى