ماذا قيل في الاستنباط والاجتهاد في القرآن

> «الأيام» محمد شفيق أمان:

> قال الزركشي: للناظر في القرآن لطلب التفسير مآخذ كثيرة أمهاتها أربعة.

الأول: النقل عن النبي (ص) لكن يجب الحذر من الضعيف والموضوع فإنه كثير.

والثاني: الأخذ بقول الصحابي، فإن تفسيره بمنزله المرفوع إلى النبي (ص).

والثالث: الأخذ بمطلق اللغة، فإن القرآن نزل بلسان عربي.

والرابع: التفسير بالمقتضى من معنى الكلام والمقتضب من قوة الشرع، وهذا هو الذي دعا به النبي (ص) لابن عباس حيث قال: اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل.

قال النبي(ص) في الحديث الذي أخرجه كل من أبي داود والترمذي والنسائي: من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ! قال الماوردي:قد حمل بعض المتورعة هذا الحديث على ظاهره وامتنع من أن يستنبط معاني القرآن باجتهاده ولو صحبها الشواهد ولم يعارض شواهدها نص صريح، وفي ذلك عدول عما تعبدنا بمعرفته من النظر في القرآن، ولو صح ما ذهب إليه لم يُعلم شيء بالاستنباط ولما فهم الأكثر من كتاب الله شيئاً، أما وإن صح الحديث فتأويله أن من تكلم في القرآن بمجرد رأيه ولم يعرج على سوى لفظه وأصاب الحق فقد أخطأ الطريق وإصابته اتفاق، إذ الغرض أنه مجرد رأي لا شاهد له، وفي الحديث:(القرآن ذلول ذو وجوه فاحملوه على أحسن وجوهه( أخرجه أبو نعيم وغيره من حديث ابن عباس، وقوله ذلول يحتمل معنيين أحدهما أنه مطيع لحامليه الناطق به ألسنتهم، والثاني أنه موضح لمعانيه حتى لا يقصر عنه إفهام المجتهدين، وقوله ذو وجوه يحتمل معنيين أحدهما أن من ألفاظه ما يحتمل وجوهاً من التأويل، والثاني قد جمع وجوهاً من الأوامر والنواهي والترغيب والترهيب والتحريم. وقوله فاحملوه على أحسن وجوهه يحتمل معنيين أحدهما الحمل على أحسن معانيه والثاني أحسن ما فيه من العزائم دون الرخص والعفو دون الانتقام، وفيه دلالة ظاهرة على جواز الاستنباط والاجتهاد في كتاب الله تعالى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى