تركيا والعراق يوقعان اتفاقا لمكافحة الارهاب وسط خلاف حدودي

> أنقرة «الأيام» افرين مسجي :

>
وزير الداخلية التركي بشير أتالاي ونظيره العراقي جواد البولاني
وزير الداخلية التركي بشير أتالاي ونظيره العراقي جواد البولاني
وقعت تركيا والعراق أمس الجمعة اتفاقا لمكافحة الإرهاب يستهدف المتمردين الاكراد الاتراك المتمركزين في شمال العراق لكنهما لم يتوصلا الى اتفاق بشأن خطة كانت ستسمح للقوات التركية بمطاردتهم عبر الحدود.

وتقول انقرة ان من حقها بموجب القانون الدولي ارسال قواتها عبر الحدود الجبلية لمطاردة مقاتلي حزب العمال الكردستاني المحظور لكن اكراد العراق اعترضوا على أي تنازل من جانب بغداد بشأن هذه المسألة.

وقال وزير الداخلية التركي بشير أتالاي بعد مراسم توقيع الاتفاق "لم نتمكن من التوصل الى اتفاق بشأن البند المتعلق بتحسين التعاون الامني على الحدود,مفاوضاتنا بشأن هذه القضية ستستمر."

ويستخدم ما يقدر بنحو ثلاثة آلاف متمرد من حزب العمال الكردستاني شمال العراق قاعدة انطلاق لشن هجمات ضد أهداف أمنية ومدنية داخل الأراضي التركية.

وبموجب الاتفاق تعهد البلدان باتخاذ كل الاجراءات اللازمة بما فيها الاجراءات المالية والاستخباراتية لمحاربة مقاتلي حزب العمال الكردستاني وجماعات متشددة اخرى. وسيعقد الجانبان اجتماعات كل ستة اشهر لتنسيق عملهما.

وتلقى تركيا باللوم على حزب العمال الكردستاني في مقتل أكثر من 30 ألف شخص منذ بدأ صراعه المسلح عام 1984 من أجل وطن في جنوب شرق تركيا الذي تسكنه أغلبيه كردية.

وقال وزير الداخلية العراقي جواد البولاني ان الاتفاق بالغ الاهمية بالنسبة للعراق مضيفا ان حكومته ستفعل كل ما في وسعها لتنفيذ هذه الاجراءات.

لكن أنقرة تعلم ان نفوذ الحكومة المركزية في بغداد محدود على المنطقة الكردية التي تتمتع بحكم ذاتي في شمال العراق وان سلطات المنطقة الكردية غير راغبة في التحرك ضد متمردي حزب العمال الكردستاني.

وسارع أكراد العراق إلى التشكيك في مدى شرعية اتفاق اليوم قائلين إنه ينبغي أن يحظى بموافقة برلمان إقليم كردستان إلى جانب بغداد وأنقرة.

كما قالوا إن الهدف الحقيقي من الاتفاق ينبغي ألا يكون حزب العمال الكردستاني بل الجماعات المسلحة التي تنشط في العراق مثل تنظيم القاعدة.

وقال جبار ياور المتحدث باسم قوات حرس الإقليم لرويترز "وزير الداخلية ليس من حقه توقيع اتفاقيات تسمح لقوات أجنبية بدخول العراق دون موافقة البرلمان العراقي والحكومة العراقية."

وكانت مسودة سابقة للاتفاق قد ذكرت انه يتعين على انقرة ان تطلب تصريحا من بغداد في كل مرة تريد فيها القيام بأي عملية ملاحقة داخل الاراضي العراقية.

لكن ذلك لم يكن مقبولا بالنسبة لتركيا التي يقول دبلوماسيون انها تقوم بغارات عبر الحدود من وقت لاخر. وتقول انقرة ان طلب تصريح من بغداد في كل مرة سيعرقل عملياتها ضد المقاتلين الاكراد.

وفي واقعة سلطت الضوء على استمرار خطر حزب العمال قالت مصادر أمنية اليوم (أمس) إن 20 متمردا قتلوا خلال عملية كبيرة للجيش على مدى الأيام الخمسة عشرة الماضية في إقليم سرناك بجنوب شرق تركيا المتاخم للحدود العراقية.

وأضافت المصادر أن الجنود دمروا مخابيء كانت المجموعة تستخدمها وصادرت أطعمة وأدوية وملابس.

وهدد جنرالات وساسة أتراك ضاقوا ذرعا بهجمات حزب العمال الكردستاني المتواصلة بشن غزو شامل لشمال العراق لسحق المتمردين الأكراد الاتراك هناك.

لكن الولايات المتحدة حليفة تركيا عضو حلف شمال الاطلسي أثنت أنقرة عن هذا التحرك خوفا من أن يؤدي لزعزعة الاستقرار في المنطقة التي تتمتع بسلام نسبي.

وتم التوصل الى اتفاق أمس الجمعة بعد ثلاثة ايام من المحادثات ويجسد وعودا بمحاربة حزب العمال الكردستاني قطعها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اثناء زيارة للعاصمة التركية في الشهر الماضي.

وتعتقد انقرة ان الزعيم الكردي العراقي مسعود البرزاني يهدف الى انشاء دولة كردية مستقلة في شمال العراق وتخشى احتمال ان يثير ذلك المشاعر الانفصالية بين سكانها الاكراد في جنوب شرق البلاد.

(شارك في التغطية مكتب بغداد) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى