المذاهب الدينية ومـظاهر الفرقة

> «الأيام» فهد علي البرشاء:

> اليمن كغيرها من البلدان العربية والإسلامية متعددة المذاهب والاتجاهات، ولكل جماعة اتجاه ومذهب على أساسه تبنى عقائدهم، ومن منطلق تمسكهم بهذا المعتقد يناضلون لإظهاره في أحسن صورة حتى يجد فيه الآخرون غاياتهم، ومن أجل اتساع رقعتهم المذهبية يهيمون على وجوههم لنيل رضا البعض ومناصرة البعض الآخر بغية اجتذاب الكثير من البشر على أسس يضعونها لتتناسب والنهج الذي يسيرون عليه.

تتعدد الأحزاب وتتنوع وكأنهم ليسوا أبناء جلدة واحدة تجمعهم كلمة واحدة ودستور واحد، فتلاحظ الفرقة تحت ذريعة الدفاع عن المذاهب التي يندرج تحتها هؤلاء حتى لو استدعى الأمر محاربتهم دون الرجوع إلى كتاب الله وسنة الرسول التي تحث على الألفة والتراحم ونبذ الفرقة ولمّ شمل الأمة تحت مظلة الدين الإسلامي الذي يتسم بالسماحة والمساواة والمحبة حتى نكون كالبنيان الواحد الذي يشد بعضه بعضاً وحتى نردع كل من تسول له نفسه المساس بحرمة هذا الدين الحنيف.

لقد تناسى هؤلاء حديث الرسول عن إفشاء السلام بينهم لينعموا بالمحبة والرحمة.. تناسى هؤلاء حرمة الهجر فوق الثلاثة أيام، واستفحل بينهم داء الفرقة والقطيعة واستشرت بداخلهم الأحقاد، فأي دين يحث على القطيعة والفرقة؟

أين تلك القيم والمبادئ التي تعلمناها من سنة الرسول المطهرة والنزيهة عن كل الأهواء؟.. من أي نبع ينهل هؤلاء علمهم ليصدروا فتوى بالمقاطعة لكل من ليس على ملتهم؟ إن الدين الإسلامي أعظم من أن يشوهه هؤلاء (الدخلاء) تحت مسميات الدين وهو بريء منها براءة الذئب من دم يوسف.

إذا كان هؤلاء وهم عماد الأمة والقدوة والنبراس الذي يضيء دروبنا في الليالي المعتمة قد تحولوا إلى عتاولة للفرقة ومروجي الشتات بين أبناء الأمة الواحدة فهل نأمل أن يستقم عود ديننا الإسلامي؟!

بات الفرد منا حائراً بين هؤلاء وهؤلاء، فكلٌّ يدعي الاستقامة وكل يدعي الصلاح، ولكن مظاهر الفرقة بادية على وجوههم وتتسم بها أعمالهم التي لا تمت للإسلام بصلة.

أنا لست ضد المذاهب الإسلامية ولست ضد الأئمة الكرام ولكننا في زمن تجرد أصحابه من مبادئ الدين وأخلاق الأئمة الكرام، عشش في قلوبهم الكره لبعضهم بعضا تحت ذريعة الدفاع عن الدين، فلماذا يظلمون الدين بأفعالهم التي باتت تشوهه وتمس مبادئه البعيدة عما نراه اليوم في أغلب مدننا.

هل آن لهؤلاء ردع أنفسهم الأمارة بالسوء.. وهل آن لهم أن يتجردوا من تلك الضغائن والأحقاد؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى