أوضاع مشروع مياه امعين - امقاع بلودر محافظة أبين ..هل يتم إعادة الأنابيب المنهوبة وتزويده بمضخة ليعود للخدمة؟

> «الايام» الخضر عبدالله محمد :

>
مدير المشروع والعمال
مدير المشروع والعمال
امعين وامقعاع منطقتان زراعيتان تقعان في مديرية لودر بمحافظة ابين وتحتلان موقعا مميزا ويسكنهما حوالي 20000 نسمة تقريبا .. هاتان المنطقتان كانتا في الماضي تشربان وتغتسلان واليوم في زمن دولة وحدتنا المباركة لم تجدا من يسقيهما ويروي لهما مساحات العطش .. تصوروا أن المياه انعدمت من المنطقتين بصورة نهائية .. وصارت الحنفيات الموجودة في المنازل مجرد أطلال يقف أمامها الاهالي يوميا يبكون مشروعهم الذي كانوا يعتمدون عليه في حصولهم على المياه ولسنوات طويلة، وهو مشروع قديم أقامه أهالي المنطقتين مع بداية فترة حكم الرئيس سالمين .. فكانت الدولة حينها تقدم بمتابعته وصيانته باستمرار .. وخلال السنوات القريبة تعرض مشروع مياه امعين - امقاع لسرقات منظمة وسطو هجمي وتخريب في رابعة النهار .. وقد استيقط أهالي المنطقتين على تعرض المشروع للعبث في تكسير وسرقة أنابيب المياه من قبل مواطنين خارجين عن القانون .

«الايام» ارتأت استطلاع معاناة مواطني عدد من القرى الذين حرموا من الحصول على شربة ماء من مشروع كان يقدم إمدادات المياه لعدة قرى محرومة .. فإليكم حصيلته في السطور القادمة.

نقطة البداية

انطلقنا من مدينة لودر في جولتنا الاستطلاعية باتجاه منطقة امقاع التي تبعد عن لودر بحوالي اربعة كيلومترات، ثم اتجهنا ناحية الشرق للمنطقة في طريق فرعية ترابية لمسافة كيلو متر واحد حتى وصلنا إلى غايتنا المنشودة، مكان مشروع مياه امعين - امقاع الذي تعرض للسطو الهمجي والتخريب، وكان في استقبالنا عشرات من المواطنين وعرفنا أن معظمهم من المشايخ والأعيان والعقال .. كان أول المتحدثين لـ«الايام» شيخ قبيلة آل حبيبات الشيخ هادي محمد حسن فضل حبيبات، من أبناء قرية امقاع الذي رحب بنا وبدأ معنا حديثه قائلا: مشكلتنا مع المياه قديمة وقد استمررنا نشكوها ونتحدث حولها دائما لكن المحافظين السابقين في أبين الله يهديهم ظلوا بعيدين عنا ولم يسمعوا ما نقوله ونعيده حول مشاكل مناطقنا، على عكس ما نرى ونلمس من محافظنا الحالي الأخ محمد صالح شملان فهو قريب من المواطن وقد أعانه الله في التغلب على الكثير من المشاكل المعقدة في أبين .. فالرجل للامانة غير مقصر ويعمل ليل نهار، وهذا رأينا ونقوله عبر صحيفة «الايام» ويكفي أنه انعش آمال أبين وبدأ يحرك فيها عجلة التنمية .. وهذا ما يدفعنا لأن نتوجه اليوم للاخ المحافظ لحل مشكلة مشروع مياه امعين - امقاع، طالبين منه أن يمدنا بمجموعة انابيب لا أقل ولا أكثر بدلا عن التي تعرضت للسرقة والنهب من قبل أشخاص عديمي الضمير وخارجين عن القانون .. وأن يعطي توجيهاته إلى السلطة المحلية بمديرية لودر بمحاسبة من قاموا بنهب وتخريب المشروع الذي تستفيد منه عدة مناطق حرمت من خدمة المياه لسنوات طويلة .. وإن شاء الله لن يبخل علينا عندما يصله صوتنا هذا عبر صحيفة «الايام» التي لها مكانة ومعزة غالية في نفوسنا فهي صحيفتنا.

مشكلة المياه تبعاتها كبيرة

> كما تحدث إلينا الشيخ أحمد ناصر مجدع شيخ آل مجدع من ابناء منطقة امقاع فقال: اولا وقبل كل شيء نشكر «الايام» لجهودها ومتابعتها لقضايا وهموم الناس في جميع المناطق اليمنية ككل .. أما بخصوص مشكلتنا التي نعانيها في المنطقة مع المياه فهي مشكلة كبيرة وتبعاتها خطيرة .. ولا ندري من اين نبدأ، فقد تعب أهالي منطقتي امقاع وامعين منذ أعوام مضت حتى يومنا هذا وهم يبحثون عن المياه، فمشروع الماء قد تعرض للتخريب والتكسير والنهب من قبل أشخاص ليس في قلوبهم رحمة، إذ أن الطفل والشيخ المسن والمرأة والمريض كلهم يحتاجون للماء .. والجهات المختصة والسلطة المحلية بالمديرية كلها تتفرج علينا جاعلين أذناً من طين وأخرى من عجين، وكان أمر مشروع مياه امعين - امقاع لا يهم أحدا منهم، فكل يوم من أيام الله نطرق أبواب المسئولين بالمديرية ولكن لا نجد سووى وعود في وعود وكأنهم يستحون من إعطاء توجيهات بإحضار ومحاسبة المتسببين الذين قاموا بتخريب مشروع مياه يقدم إمدادات المياه لمناطق عدة .. ونحن الآن في شهر رمضان نحتاج إلى شربة ما لنفطر عليها .. لقد نسي المسؤولون أن منطقتي امعين وامقاع خسرتا المئات من أبنائهما في سبيل الوطن ابتداء من معارك الثورتين سبتمبر واكتوبر ومرورا بتلك المعارك والحروب الأهلية وصولا إلى حرب الدفاع عن الوحدة، وفي الأخير لم يشفع هذا كله للمنطقتين بحصولهما على أهم المطالب الانسانية ..لقد طرقنا جميع أبواب الدولة وأصبحت مشكلتنا معروفة عند الغفير قبل الوزير ولم يبق أمامنا اليوم غير الأخ محمد صالح شملان، محافظ أبين آملين أن تصله مناشدتنا هذه عبر «الايام» ليحل مشكلتنا فهو الخير والبركة لأبين كلها.

غرفة مضخة المشروع في حالة يرثى لها
غرفة مضخة المشروع في حالة يرثى لها
إذا لم تحل مشكلة المشروع سنتجشم عناء جلب المياه

> والتقينا بالشيخ عبدالله محمد شيخ السعيدي، شيخ قبيلة آل امسعدي قرية امقاع، فقال: نشعر الآن بشيء من التذمر والاحباط لعدم حل مشكلة مشروع مياه امعين - امقاع وتشغيل المشروع وضخ الماء إلى منازلنا في قرانا بسبب عجز المسؤولين عن حلها، وهي سهلة جدا وما عليهم إلا إعطاء التوجيهات بإحضار المخربين استعادة ما سلبوه من معدات وأنابيب المشروع الذي تستفيد منه حوالي عشر عزل بمنطقتي امعين وامقاع، ومحاسبتهم قضائيا حتى يكونوا عبرة لمن تسول له نفسه تخريب مصلحة عامة.

أما إذا لم تحل المشكلة فسنبدأ بقصة جلب الماء، التي نتجشم فيها عناء قطع مسافات طويلة على ظهور الحمير لعدم القدرة على شراء صهاريج الماء (البوز) الباهظة الثمن، ونطالب الجهات المعنية ومحافظ أبين بدعم مثل هذه المشاريع الأهلية المصغرة. وأضاف: وإذا لم تحرك الجهات المعنية ساكنا، ولم تتم إعادة ما أخذه المخربون وتشغيل المشروع فستبدأ رحلة البحث عن الماء التي ترهق الاطفال والنساء.. ولا نخفي ما تحمله صدورنا من معاناة في سبيل الحصول على المياه، كما أن أسعار المياه في المنطقة دخلت موسوعة جينيس للارقام القياسية فقد بلغت أسعار المياه للبرميل الواحد 200 ريال وسعر الوايت 2000 ريال ويصل أقل استهلاك للأسر إلى سبعة آلاف ريال، ولكن عشمنا كبير في محافظ أبين ومدير عام مشاريع مياه الريف لدعم المشروع بالمضخة والأنابيب والدعم المادي ليصل الماء إلى منازلنا وقرانا كما كان.

> الأخ علي عبدربه حبيبات قال : لقد انزعجنا وتذمرنا عندما وصل خبر السطو على مشروع مياه امعين - امقاع، وهناك سلبية وصمت مطبق لبعض الساكنين والمستفيدين من المشروع إذ لم يتفاعلوا وكأن القضية ليست قضيتهم.. الاصل أن نترك المكايدات ونتعاون ونقف صفا واحدا لنناشد الجهات الحكومية بتأهيل المشروع، اذ لايضيع حق وراءه مطالب، واتمنى أن تكون عملية تخريب المشروع دافعا لابناء منطقتي امعين وامقاع لإنجاز المشروع.

خُرّب قبل أن يستفاد منه

> الشيخ محسن حيدان أكد أن المشروع كان حلما من احلام منطقتي امعين وامقاع، لكنه خُرب قبل أن يستفيد منه الناس.

وفي ختام جولتنا الاستطلاعية التقينا بالشيخ صالح عبدالله هيثم، رجل الخير والاحسان ومدير مشروع مياه امعين - امقاع فتحدث قائلا: مشروع مياه امعين امقاع يقوم بتقديم خدمات لأكثر من عشر قرى في منطقتي امعين وامقاع وهي قرى: امقاع وفيها عدة عزل هي: الشابحة، الشبرامة، البطان آل كردة والصيوعي، ومنطقة امعين فيها عدة قرى منها الراضة، دحان، آل سيلان السوق، آل مبرش.. يقوم المشروع بإمداد وتوصيل المياه إلى هذه القرى وقرى أخرى كانت محرومة من الماء، وعندما قمنا بتشغيل المشروع من قبل أن يخرب وينهب وصل ضخ المياه إلى كل منزل في هذه القرى .. ويعاني المشروع من عجز مالي كبير حيث إن الكثير من المشتركين لا يدفعون ما عليهم من مبالغ للمشروع، كما نعاني كثيرا من تكسير خطوط المشروع من قبل مواطنين خارجين عن القانون ونهب الانابيب ومعدات أخرى ..وفي بداية شهر شعبان أخبرنا عن سرقة الانابيب والمعدات وتخريب المشروع من قبل أشخاص معروفين لدى الجهات الأمنية المسئولة، وأبلغنا جهات الاختصاص عن كل ما قاموا بتخريبه، ولم تحرك الجهات المختصة ساكنا.. ولا ندري إلى متى سيستمر هذا الوضع؟.. وإدارة المشروع تعمل ما في وسعها من اجل استمرار المشروع في أداء خدماته الضرورية والحيوية للمواطنين، ونلفت انتباه الجميع إلى أننا في إدارة المشروع لم نتسلم أي دعم من أي جهة .. وقلة الدعم وتخريب المشروع هي معضلة بحد ذاتها. لذلك فإننا نناشد الأخ محافظ ابين محمد صالح شملان ومدير مياه الريف والجهات ذات الاختصاص، بالدعم السخي لنقوم ببناء خزانات مياه ومد شبكات الانابيب إلى بعض القرى التي لم تستفد من المشروع، وبدعمهم نقوم بإنجاز المشروع وإعادة تأهيله من أجل انتشال اوضاع المشروع الحيوي والهام وأن يعطوا توجيهاتهم بإلقاء القبض على من قاموا بتخريب ونهب المشروع.

المضخة التي تعرضت للتخريب والنهب
المضخة التي تعرضت للتخريب والنهب
مسك الختام

من خلال البحث ومتابعة تطورات نهب وسرقة مشروع مياه امعين - امقاع اتضح جليا أن قضية نهب معدات المشروع قضية رأي عام ملابساتها كثيرة وغامضة .. فهل يا ترى ستقوم قيادة المديرية بإلقاء القبض على المخربين ومحاسبتهم وفتح تحقيق مع المتواطئين؟وهل سيجد الشرفاء والطيبون من منطقتي امعين وامقاع آذانا صاغية وضمائر حية للنهوض بالمشروع وتشغيله؟ اسئلة نضعها أمام جهات الاختصاص وأهل الشأن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى