عندما صرخ الفنان أبو بكر سالم بلفقيه ..خائف على الحب خائف ما الذي أراده يومئذ!!

> «الأيام» علي سالم اليزيدي:

> عندما بحثنا عن زعيم نجمع عليه ذات يوم من خارج القوالب السياسية، زعيم نرى فيه صوتاً يحملنا إلى خارج الأسوار ويقتحم الحصار، لم نكن نبحث عن الصوت يومئذ لوحده، فالصرخة تحدث الالتفاتة أحياناً ولكنها تخمد بعدئذ! كنا لحظتئذ نبحث عن ثقافة وصوت وفكر وفنان ودبلوماسي شعبي ينبع من وسطنا ويعرفنا فرداً فرداً، ويعلم ما نريد منه! هذه المقاصد التي تجمعت لدينا في يوم من أيام الزمن، وتقابل الزمن والفنان ابوبكر سالم بلفقيه وكانت الصرخة القوية والزعيم العاقل الذي افتقدناه هنا ووجدناه عند بلفقيه.

ما هو الحب الذي يخاف عليه الفنان بلفقيه ويزعق حتى يحفظه ويعلن حمايته له بصوت وترحاله وعلاقاته.. قال خائف على الحب خائف! ونحن لدينا نفس الشعور عندئذ! فصرح الفنان بما نود أن نبعثه من أننا مازلنا لأهلنا محبين! لكننا مقصورون حقاً! وظهرت في هذه الأثناء الأغاني والأشعار التي أرادها بلفقيه! فهم بثقافة متعلم ورجل وطن ومطرب وشاعر أنها تحتاج إلى من يبعثها وهناك من يحتاجها أيضاً، وصاح (ولا هي الأوله منك، ولا هي الثانية، ولكن باتجي وحده ولا تلقى قبول) وبلغت ذروتها ولبث الغاية إذ قفزت الأفئذة وحكت ما يتطلبه الوقت، وصارت صوتاً تحطى الأسوار، وأعلن أن وحدة قد تجيء وستنهي الأمر برمته.

هذا هو الفنان أبوبكر سالم بلفقيه، ثقافة واسعة ومجد من الغناء الشعبي الطويل وعلاقات جسدت حسن الفكر قبل الطرب لهذا الرجل، قال (تجاهد في خلاك، تعاندنا بلا حجة وتظهر جفاك، ذا ايش لي جاك)! ثم قال مغنياً (تظن الارض أرضك والسماء قدها سماك)!! وهذا إعلان بليغ بحقوق ومكان ونبذ التجاهل وإذا عرف المحضار الشاعر الكبير كيف يوظف الكلام، فإن الفنان أبوبكر سالم عرف ايضاً كيف يفهم معنى الرسالة.

وقال (مالك وللناس ياعيسى)، ثم غنى ايضا: وراك مثل البشر أو فيك نبهة زائدة! وقال: مجروح منك أنا مجروح، بل شدا: رح ما أنت أول من تحداني وراح! كل هذا غناء رائع! يقف عنده المرء بتعجب ودهشة وحيرة، وهو كل هذا الفن والفنان ابوبكر سالم.. مدرسة بها الثقافة والتجربة والمعاناة، صوت لا يسكت، كنا نحتاجه يوماً ما، وجسد هذه اللحظة دون تردد.

الفنان أبوبكر سالم قال ذات ليلة: (ياليالي الأنس في وسط سيئون، وذكرتنا صحابي، وبلادي وكل شيء) أليس هذا عشقاً فكرياً يدخل من كل الأبواب وينتشر في الساحات، للغناء حدود، وللطرب مواقع! أما عند الفنان المثقف البديع أبوبكر سالم فلا حدود للصوت واللحن والشعر، لأنه يدرك معنى الرسالة والمقصد وجماهيرية الانتشار، أجاب هذا الفنان من زمن طويل امتد من عمره الغنائي عن أسئلة كثيرة وأما في لحظة إن أردنا زعيماً فنياً يقول صوتنا، تصدى بصدق وقلب ونبل للتحدى وجعلنا في مقلتيه سنوات وسنوات.

أبوبكر سالم بلفقيه زمن ذهبي ورسالة فنية ومجد كبير، كان كافياً لغيره ليجعله في أزهى كبريائه، إلا أن بلفقيه دائماً رسول وديع صدوق يقول: قدنا من قديم الزمن سالي!

وأجاب بدقة وربما بها بعض الخبث لكنه مجاز.. ما قصدهم سوى عثرة جوادي! ثم ما يهزك ريح.. لكن أبلغ ما وصلنا إلى الآن هي صرخة الفنان أبوبكر سالم: خائف على الحب خائف!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى