> نعمان الحكيم:

«قراقر.. قراقر ..كل اليوم .. تمرض باكر» ..تصاعدت أسعار اللحمة في شهر رمضان، حتى للبراير والتيوس (القراقر) بحسب ما اصطلح على تسميتها هكذا.. وصارت قيمة الكيلو منها (1100) ريال بدلاً من (700) في البداية.. وهي حكمة (يمانية) أصلاً، إذ يبدأ الترويج بالسهل حتى يصير الزبائن كثراً، فيبدأ التصاعد يوماً بعد يوم وبتلاعب يخلو من الآداب والأخلاقيات المعتادة.. حتى لكأن المواطن صار يلعن الزمن الفاسد.. وهو حرام.. فاللعنة لا تجوز إلا على أولاد الحرام المتلاعبين بأقوات الناس من منطلق قول الشاعر:

يقولون الزمان به فسادٌ

وهم فسدوا وما فسد الزمان

اليوم وفي هذا الشهل الفضيل، شهر الرحمة والرأفة والتآلف، هناك من يغالي ويغالط، وكأنه قد جبل على هذا السلوك خاصة وقاصداً في شهر الصوم الذي يفترض فيه نقاء وصفاء النية والتوبة من الذنوب، لكن البعض يستمرئ الأذية في هذا الشهر والعياذ بالله!

برابر.. قراقر.. إكسباير، وتيوس لا تقطع لحمها حتى الفؤوس.. إنها شبيهة بالإسفنج أو قل (العرّيص) جمع (عُراص) وهو العصب الموجود في اللحم، ولكنه لا ينجح ولا يخمد ويظل عراصاً صعب الأكل أو الابتلاع.

هذه القراقريات سعرها طال الألف للكيلو الواحد، شكلها يلمع لميع وكأنها لحم تيس أو خروف بلدي.. يبهرك منظرها ولكنك تعاف أكلها ولا ينضجها حتى القدر الكاتم (البريستو) بل كلما زادت النار في إنضاجها، زادت تصلباً وتعريصاً، صعب الأكل وبشع المنظر.. فلونها يتحول إلى السواد وريحتها تبعث على التقيؤ، يعني (الطرش) عزكم الله!

اليوم بعد أن فاق سعر الكيلو البلدي (1600) ريال، وكل جزار يزيد على كيفه دونما رقيب أو حسيب، كنا نريد من المجلس المحلي لمحافظة عدن أن يتدخل على الأقل، بمثلما أضاف (5) ريالات لأجرة الباصات ووسائل المواصلات - باطلاً - لأننا لم نتسلم زيادة حتى اليوم لكي يحملونا هذه الزيادة.. نقول كان المؤمل أن يتدخل المجلس ليحمينا من جشع اللحامين الذين لا يهمهم إلا الكسب.. حتى وإن برروا ذلك بارتفاع أسعار المواشي!!

ترى من سيتورد هذه المواشي.. ومن يصرح بسلامتها وصلاحيتها للاستهلاك.. وحتى اللحوم، بعد الأسماك صارت لنا مصدر إزعاج بدل سد رمق جوع في أضعف الإيمان؟!

من يسمح بذلك، وهل من رقابة على محلات اللحوم ثم الأسماك لكي تتم حمايتنا من الأمراض ومن الجشع.. من ينقذنا من هؤلاء.. وهل كتب علينا في عدن أن نكون منكدين، ومظلومين في كل شيء.. أم هي هموم مشتركة في الوطن كله؟!

قراقر .. قراقر.. كل اليوم تمرض باكر.. واستر يا ساتر.. فكل شيء صار في الحياة مغاير مغاير، والجو فاير فاير!!

وهذه أبيات مسجوعة لغلبان من الناس.. حاله عاثر.