في مدرسة الصوم

> «الأيام» عوض علي بن حداد:

> شهر رمضان موسم الخير والبركات والغفران، فيه أنزل القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، وفيه ليلة القدر خير من ألف شهر، وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، وفيه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد الشياطين، وينادي في كل ليلة مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، وفي وجوب صومه يقول تعالى: ?{?يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون?}? وفي فضل صوم رمضان يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.»

وفي رمضان يتضاعف الأجر للمسلم أضعافا كثيرة تفوق ما سواه من الأوقات وتتنزل الرحمات من الله سبحانه وتعالى ويستجاب فيه الدعاء، وما دمنا قد عرفنا هذه الصفات والخصائص والفضائل العظيمة لهذا الشهر المبارك فلا بد أن نحسن ضيافته واستقباله بصيامه وقيامه والتعرض فيه لنفحات الله ومرضاته، وقد أخبر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بأنه لو يعلم الناس ما في رمضان من الخير لتمنوا أن يكون العام كله رمضان. ثم إن رمضان يعتبر في الأخير مدرسة إيمانية وتربوية يفتحها الله سبحانه وتعالى أمام المسلمين لكي يلتحقوا بها لمدة شهر كامل من كل عام وفيها يتدرب المسلم على تقوية الإرادة وإعداد نفسه كي يكتسب صفة التقوى المتضمنة لما أمر الله به واجتناب ما نهى عنه، ويصبح عضواً صالحاً في المجتمع المسلم بعد أن يتحرر من سلطان غرائزه ويتغلب على نزعات شهواته ويتحكم في مظاهر حيوانيته.. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى