> عدن «الأيام» متابعات :

أعلنت منظمات المجتمع المدني بمحافظة عدن تأييدها المطلق للمبادرة السياسية التي اعلنها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الأسبوع الماضي والهادفة تعزيز مؤسسات الحكم المحلي وتعزيز الإصلاحات السياسية في البلاد من خلال حزمة من الاصلاحات الدستورية البنيوية.

جاء ذلك في مهرجان جماهيري أقيم مساء أمس بمديرية الشيخ عثمان ونظمته عدد من منظمات المجتمع المدني بالمحافظة وذلك للتعبير عن تأييدها المطلق للمبادرة الرئاسية .

وفي المهرجان الذي حضره محافظ عدن أحمد محمد الكحلاني والامين العام للمجلس المحلي بالمحافظة عبدالكريم شائف وعدد من المسؤولين والشخصيات الاجتماعية وحشد من المواطنين بالمديرية .. ألقيت كلمة عن منظمات المجتمع المدني من قبل رئيس جمعية تنمية الثقافة والأدب بعدن محمد مبارك, وصف فيها مبادرة رئيس الجمهورية بأنها متقدمة عن كل الاطروحات بل ومستوعبة لحقائق الواقع واتجاهات التغيير، معبرا في ذات الوفت عن أسفه الشديد في أن تجابه هذه المبادرة القيمة بالمقاطعة من قبل بعض الاحزاب .

واشار الى ان مبادرة مثل هذه ومن أعلى سلطة ما هي الا تعبير صادق نحو التغيير والتحديث و تستحق من الجميع المناقشة الجادة والمسئولة لإنضاجها واخراجها الى حيز الواقع في ظل عالمنا المتغير .. لافتا إلى أن مبادرة الرئيس علي عبدالله صالح جاءت بهدف تعزيز مؤسسات الحكم البنيوية وذلك من خلال الحرص على توسيع دائرة المشاركة الشعبية في اطار مقاربة تعتبر النظام السياسي عنصرا اساسيا في دفع مسيرة التنمية بالبلاد وتطوير قدراته البشرية والمادية.

وقال مبارك:« نعلن من هناء من عدن المدينة ، عدن التي اعلن فيها قيام الثورة والوحدة, تأييدنا المطلق للمبادرة المسئولة التي اطلقها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في الأسبوع الماضي والمتضمنة حزمة من المقترحات تستهدف اصلاح منظومة العمل السياسي في البلاد».. معتبرا أن تلك المبادرة حملت دلالات عميقة بشأن جدية القيادة السياسية لإصلاح منظومة العمل السياسي والديمقراطي وتوسيع دائرة الحكم المحلي.

وتابع قائلا:«لقد جاءت تلك المبادرة في إطار حرص فخامة الرئيس على الوفاء بوعوده التي تضمنها برنامجه الانتخابي الذي حظي بثقة الغالبية العظمى من جماهير شعبنا اليمني في الانتخابات الرئاسية العام الماضي».

وقال :« إن هذه المبادرة الجريئة التي قلما يقدم عليها من هم في رأس السلطة في بلد آخر, لم تكن مفاجأة لشعبنا اليمني لكونه اعتاد من فخامة الرئيس الاقدام على مثل تلك المبادرات التي تسير باليمن نحو الارتقاء والتطور وكان أعظمها مبادرته التي اطلقها في العام 1989م بشأن إعادة تحقيق الوحدة اليمنية».

وأضاف:«إن مبادرة كهذه تستحق منا جميعا ان نقف امامها بمسؤولية احزابا ومنظمات مدنية وأهلية وعلى قاعدة الوفاق الوطني نظرا لأهمية ما حملته في طياتها من رؤى حية وموضوعية استمدت مشروعيتها من الاستحقاقات التاريخية والحضارية والاجتماعية لشعبنا اليمن والمعبرة عن تطلعاته».

ودعا مبارك كل القوى السياسية الا تغلق باب الحوار وأن تراجع موقفها بعقلانية وموضوعية للاستجابة لدعوة الحوار التي دعا اليها الرئيس علي عبدالله صالح من أجل مصلحة الوطن وتطوره، كما دعا في الوقت نفسه الحكومة الى اتخاذ الخطوات الجادة لمعالجة المشكلات المتصلة بمحاربة الفقر والبطالة والفساد والتي تضمنها برنامج الرئيس الانتخابي، والاسراع في تنفيذ توجيهات الرئيس في استكمال معالجة ما تبقى من قضايا المتقاعدين وتفويت الفرصة على الذين يحاولون خلط الاوراق التي تحاول ربط القضايا المطلبية والحقوقية بشعارات تدعو الى التشرذم واشعال نار الفتن في الوطن .

واوضح رئيس جمعية تنمية الثقافة والادب بعدن «ان تزامن هذه المبادرة مع احتفالات شعبنا بأعياد الثورة ما هو الا تأكيد على استمرار النهج الذي خطته ثورة السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر اللتان نحتفل بذكراهما مستحضرين معهما صفحات النضال ولحظات التتويج التي حققها الثاني والعشرون من مايو 1990م باعتبارها لحظات يعتز بها شعبنا ويفخر مجتمعنا بمعانيها الكبيرة بوصفها لحظات انجاز تاريخية جددت في شعبنا كل معاني القيم الكبيرة التي استشهد من أجلها مئات من ابناء شعبنا الاخيار من اجل الانتصار على الظلم والتخلف وصولا الى النصر الكبير الذي رفع فيه علم ثورة الثورات علم الوحدة اليمنية هنا في عدن الوحدة اليمنية».

وتطرق الى ما تواجهه البلاد اليوم من تحديات وتعقيدات تتحدى اراده شعبنا ، وتستهدف زعزعة الأمن والاستقرار ويحاول البعض توظيفها لأغراض عفى عليها الزمن .. مشيرا إلى أن من يقف وراء تلك الأعمال مجموعة من الأشخاص لا يروقهم الاستقرار الذي تعيشه البلاد كونهم تمرسوا على زرع الفتن وفبركة المناورات والتكتيكات التي دأبوا كمتسلقين في التعامل بها أكانوا في السلطة أو المعارضة .. مؤكدا في ذات الوقت ان ارادة الشعب ستظل اقوى من هؤلاء كما كانت دوما في الماضي.

واختتم مبارك كلمة منظمات المجتمع المدني بالقول:«نجدد موقفنا وتأييدنا لبرنامج الرئيس الانتخابي وتأكيدنا على أهمية هذه المبادرة العملية والجادة نحو اصلاح منظومة الحكم كونها استوعبت مصفوفة الاصلاحات التي تضمنها البرنامج الانتخابي والهادفة الى تطوير النظام السياسي وتعزيز دور مؤسساته وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية في الحكم عبر تطوير السلطات المحلية ونظامها الانتخابي، واننا لن نقبل العودة الى الخلف والتراجع عن الوحدة والديمقراطية كما نرفض القبول بغير الدولة اليمنية الحديثة», مجددا دعوته الى جميع منظمات المجتمع المدني والاهلي الى التفاعل بجدية مع مبادرة الرئيس الذي اثبت قدرته وحكمته وسعة صدره منذ تسلمه الموقع الاول في الدولة والمسؤولية متجاوزا كافة المحاولات التي اعترضت المسيرة مقدما المبادرة تلو الاخرى من خلال قراءته العميقة لمتطلبات الواقع اليمني والذي يتطلب منا جميعا ان نستجيب الى متطلباته محتكمين دائما الى قاعدة الحوار السلمي الديمقراطي .

من جانبه حيا سمير عفاره في كلمته عن الشخصيات الاجتماعية المشاركة في هذا المهرجان, جدد فيها مباركة أبناء المحافظة وتأييدها ومباركتها اللامحدودة للخطوات الاصلاحية لمنظومة السلطة سواء العليا أو المحلية التي أعلنها فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية مؤخرا.. مشيرا إلى أن مجيء هذه المبادرة من فخامته ليس بغريب كونه صاحب المبادرات وصانع الوحدة والتحولات ومحقق الانجازات والانتصارات لليمن في تاريخها الحديث.

وقال:«إن هذه المبادرة تعكس التوجهات الجادة لفخامة الرئيس وحرصه على تطوير النظام السياسي الديمقراطي والانتقال بنظام السلطة المحلية خطوة عظيمة الى الامام من خلال تحويل هذا النظام الى نظام الحكم المحلي الواسع ليترجم بذلك ما جاء في برنامجة الانتخابي وجعله يلامس الواقع».. لافتا إلى أن الرئيس علي عبدالله صالح ضمن برنامجه الانتخابي أهدافا طموحة للتحديث الحقيقي بغية إحداث نقلات نوعية في المجال الديمقراطي والسياسي، وتطوير النظام السياسي والديمقراطي بما يعزز منظومة الحكم ويحقق لليمن وكل اليمنيين نصرا جديدا يسجل في سجل الانجازات والانتصارات التي حققها شعبنا اليمني منذ اعلان ثورته المجيده ووحدته العظيمة.

وأضاف:«إننا في هذا التجمع الشعبي الوطني الذي نؤيد من خلاله دعمنا ومساندتنا لهذه المبادرة, ندعو جميع الأحزاب التي قاطعت الحوار إلى الحرص على التواصل من اجل المشاركة بالمسئوليات والتحولات وإثراء هذا المبادرة القيمة, بدلا من المقاطعة التي تضعهم في زاوية ضيقة مع من يكرسون حالة التنافر والخصومة ويدفعون بالعمل السياسي والحزبي الى مواقع ضيقة لا تخدم الوطن والمواطن فضلا عن كون المقاطعة تعني تهرب تلك الأحزاب من تحمل مسئولياتها الوطنية».

كما دعا جميع أبناء الوطن ومنظمات المجتمع إلى مساندة هذه المبادرة العظيمة من أجل استقرار اليمن ومن أجل التنمية ومن أجل الاستثمار والامن والامان والسلام والمحبة وتعزيز الوحدة الوطنية وضد الفتن ومن يعمل على احيائها لزعزعة أمننا وحياتنا ومصدر عيشنا .

الى ذلك تقدم محافظ عدن أحمد محمد الكحلاني والامين العام للمجلس المحلي بالمحافظة عبدالكريم شائف مسيرة جماهيرية حاشدة, انطلقت من الشارع الرئيس لمديرية الشيخ عثمان وجابت عدداً من شوارع المحافظة, رافعة الشعارات المؤيدة لمبادرة فخامة رئيس الجمهورية.