> ماذا عساي أن أكتب عمن ارتبط اسمه بالكرة والملعب، وماذا يمكنني أن أسطر عمن اختلط بعرق اللاعبين وحماسهم. فهو يكن للمستديرة حبا جنونياً لا حدود له ويتابع باهتمام دورانها أينما حل (فريقه) وارتحل محبوه.فلا يخلو ذلك المقعد في المدرج الجنوبي بملعب (الاتفاق) من تواجده سواء في التمارين أو المباريات، فهو دوماً يحرص كل الحرص على الحضور الدائم والمتابعة المستمرة يحيي ويصفق للأداء الجميل واللعبات الحلوة.

تضحيات جمة، مواقف عظيمة، أدوار بارزة تحسب لهذه الشخصية الرياضية الفذة منذ أكثر من ستة عقود عاشقها مع معشوقته، فلم تلن له قناة ولم يضعف له عزم دون أن (يسهن) كلمة إطراء أو ينتظر شهادة شكر من أحد.

إنه كبير المشجعين بمدينة حوطة أحمد بن زين بوادي حضرموت الوالد عيضة صالح بن غودل (بو سعيد)، الذي كان يعد أحد أبرز الأركان الرئيسة في رابطة المشجعين بناديي النصر ثم الشباب بالحوطة في خمسينيات القرن الماضي إلى جانب المغفور لهما بإذن الله حيمد سالم الجريدي وصالح سعيد بن جوبح وآخرين.ولأنه كان يعمل في مهنة الفلاحة، فلربما أسرع بالتنسيق والتناوب مع والده الطيب في انجاز عمله وإنهاء مهامه في وقت مبكر بمزرعته التي لا تبعد سوى امتار عن ملعب النادي كي يتمكن من حضور مباراة أو تدريب هنا أو هناك، كما لا ننسى هنا أيضاً ذكر السيارة صفراء اللون التابعة لصديقه الوفي (عامر بن قبوس) التي ارتبط بها ارتباطاً وثيقاً وتعود على متنها التنقل مع زملائه إلى ملعب (جواس) خاصة.

(بو سعيد) يحلو الجلوس معه ولا يمل حديثه الشيق وهو ينبش في أوراق الزمان الغابر ويذكرك باللاعبين والإنجازات المحققة وقتئذ، لكنه ينفي تماما وجود أي مقارنة مع رياضة الأمس ورجالها الذين كانوا ابطالاً بحق، غيورين وأوفياء للكرة ومنطقتهم. أما اليوم افتقد اللاعب الإخلاص الخالص لفريقه وفانلته. ولهذا فقد كان يردد:«لا أحد يتكلم عن لاعب زمان..».

ختام القول نوجهه إلى ذوي الشأن بالمنطقة الذين غفلوا أو تغافلوا عن تقديم التكريم اللائق والإشادة الكاملة بهذا الرجل الأنموذج الذي ظل وفياً ومحباً للكرة والأندية والفرق الرياضية بالمدينة، حتى أنه كان يتردد إلى الملعب في الاسابيع الماضية وهو يعاني تدهورا في صحته، سائلين الله لشيخ الرياضيين عبر هذا (المنبر) السامي العافية الدائمة وطول العمر.. ورمضان كريم.