اللي ما له بدلة ما له عيد

> سعيد عولقي:

> اللجان المشكلة لمعالجة قضايا الفساد وكل قضايا السلب والنهب لقيت الكثير من اللغط والأخذ والرد والرأي والرأي المعاكس، بمعنى أنه أصحابنا في «الجسة» أفردوا لها عدة مرات الكثير من الوقت والجهد وشربوا الكثير من الماء غير المعدني والشاي العصمللي منه والملبن، وكان هذا أحسن ما يكون مثلما يقول عبدالله الهوجلي الجل جلي جل جل جلا.. قلنا له كيف تشوف ياعبدالله الوضع ما شي يعني وإلا تعبان؟ قال:«با أشتري لي فوطة جديد للعيد».

كان الأخ حسن فرور يدير الجلسة فرمينا له بالسؤال وما قاله عبدالله مجيباً على سؤالنا، وطلبنا منه تعليقه على ما ورد في الكلام الهوجلاني فأجاب:«أنتم ناقشوا الكلام وعبدالله هوجلان خلوه على حسابي أنا با أتفاهم معه!» ووجه كلامه إلى عبدالله متسائلاً:«مش قد سدينا أنا وأنته نروح السوق سواء؟» قال هوجلان:«نعم نعم.. جزاك الله خيراً» قال فرور: «بس خلاص ليش عاد الفحس والدحس» قال سالم باحميد:«بس يبغى لك فوطة زينة ذا عيد مش أي كلام!» قال هو جلان:«بس خلاص نحنا قد اتفقنا لأنه العيد الصغير له فوطة صغيرة والعيد الكبير له فوطة كبيرة» ضحك أصحاب «الجسة» ثم قال حسين النعج:«ذلحين أنتو خرجتوا من موضوع الجسة وقدنا إلا على فوطة صغيرة وفوطة كبيرة.. قولوا لنا هذه اللجان أيش باتسوي مع الفاسدين اللي نهبوا ثروة البلاد وجابوا لنا كل هذي البلاوي والمشاكل والشكاوي، هذا هو الموضوع المهم!» قال يوسف مرفدي: «الفاسدين زيهم زي الفوط، في منهم الزغير وفي منهم الكبير وكل واحد على قدر القياس حق كرشه!» الأخ حسن فرور تدخل بتوضيح كلمة الفساد وأسهب.. والخلاصة أنه الشيء الفاسد هو الشيء الخايص.. والبديهي كما قال أنه الخايص يروح الكدافة.

المشكلة عندنا هنا أنه الخايص والبايص والفايص والعايص واللايص حتى العجعجي هو اللي عايش في نعمة الله وأمانه، وما يمكن أحد حتى لو يكون من أخيص الخيص يخرج من السلطة لو دخلها.. مستحيل.. كيه بس حتى وروا لنا «سمبل» واحد أو «نامونة» منشان نفتخر قدام الأمم المتحدة ونقول لهم إننا نخصخص الخياصة، ما فيش أبداً، وكأنهم من لوازم النظام ودعائم الدولة.. وبعدين أيش في ياحسن فرور لو لبس عبدالله هوجلان فوطة زغير وإلا كبير في عيد زغير وإلا كبير.. المهم أنه يكون له بدلة في العيد والمثل السوري يقول «اللي ما له بدلة ما له عيد!» وعبدالله با يتقفع أحسن تقفيعة يوم العيد.. وبا يجيب له حسين النعج من ذاك القات المطول من اللي من الذراع إلى الكف، وخليه يخزن لما يقرح اللجع.

قال المرفدي يوسف:«طيب أجينا معاكم في هذا الكلام الخطرشة.. إذا حاربت الدولة الفاسدين وأخرجتهم من الشغل، كم با يصفى معانا من المسائيل النظاف؟» قال أحمد الماحل (وهو عضو جديد في الجسة ويشتغل في الأمن العام اللي يسهر ما ينام) «بايصفى معانا ما بين خمستعشر إلى ستعشر نفر.. لكنهم كلهم فص قلص (يعني بالانجريزي فرست كلاس)» قلنا: أوهوه ماله خير كبير إذا بقوا لنا خمستعشر.. يانعمة الله دومي.. تصدقوا أنه البلاد باتمشي زي الحلاوة الطحينية والمارون جلاسيه، بدل ما هي تترنح زي الكشكبنطازة دادح كلو شع كم منه شعارك.

طيب ياجماعة.. بالله ياحسن خليك معنا وبطل الصفاط أنت والمهبوش هذا.. شوف مثلاً إذا طلعوا نص الخلق اللي في السلطة فاسدين، قال فرور:« نعلمهم الأدب ونربيهم» قلت: «وإذا كانوا خايصين مرة واحد ورمة كثير وجيفة ونتانة وأخص وأزرط؟» قال فرور:«في هذه الحالة لازم يشلهم (بيتب رنجس زنجالي) ويكرع بالخيبة في النقرة..» قلت له:«هذا حكم قاسي، بانخلي واحد محامي من الصماصيم يرفع استئناف ويدافع عنهم لما يطلعهم براءة، برضه ياجماعة العدل لازم يأخذ مجراه، ونحن في بلاد العدل والديمقراطية وسلطة القانون، والكل سواسية أمام القانون زي المشط» قال يوسف مرفدي:«مادام ونحنا ما شاء الله في هذي النعمة اللي يخرجهم من النقرة يدخل بدالهم والحق حق.. مالك ياحسن!» قال فرور مجيباً:«أنا معك الحق حق.. إنما ل ايخفى عليكم أنه أنا حاسس كذا أنه يعني ولا بايمسكوا شعرة من رأس أي واحد من ريوس هذونا الفاسدين، واسمحوا لنا نتسلى قليل ونغني مع بعض التحريف والاعتذار للأغنية (يا فاسدين يا سارقين الأرض هذي أرضكم منها أجا روتي الصباح، ويا المزارع يا المزارع يا اللي زرعك كله قارع) وإلخ..».

بانجلس إلى الصبح مراعين للإجراءات اللي باتتخذ ضد الفاسدين، هذا إذا كان في عندنا فاسدين!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى