الشاعر القدير والتربوي الفاضل مثنى صالح ناجي الشعيبي..له عدة أعمال جاهزة للطبع والعشرات من الزوامل والمساجلات الشعرية والاوبريتات الغنائية والمسرحيات حبيسة الجدران

> «الأيام» محمد الحيمدي:

> الشاعر القدير والتربوي الفاضل مثنى صالح ناجي الشعيبي من جيل الرعيل الأول، جيل النضال والكفاح والصدق والمعاناة، قدم للوطن الكثير والكثير بقناعة دون منة أو مقابل، كرس معظم شعره لمناهضة الحكم الإمامي والاستعمار البريطاني، ثم كرسه بكثافة ووعي في التحريض لقيام الثورة والدفاع عنها في شمال الوطن وجنوبه، وطوعه أكثر فيما بعد للدفاع عن الثورة اليمنية ومنجزاتها والدفاع عن حقوق الإنسان اليمني في الحياة والعيش الكريم والمواطنة المتساوية في وطن حر موحد مستقر، كان شعره وما زال سلاحاً قوياً للدفاع عن قضايا المقهورين والفقراء ضد الظلم والقهر، ومن موقعه كتربوي أسس مع مجموعة قليلة من التربويين عدداً من المدارس والمعاهد التي شكلت الأساس المتين واللبنة الأولى لتطوير الحركة التربوية والتعليمية في اليمن، زامل الكثير من قادة الفكر والسياسة والأدب عندما كان تلميذاً في مدرسة زنجبار بمحافظة أبين أبرزهم الشهيدان سالم ربيع علي ومحمد هيثموالمناضل علي صالح عباد (مقبل) والكاتب الصحفي عبدالرحمن خبارة، ود. عبدالله عبدالرحمن المفلحي، ورغم ما قدمه للوطن والثقافة والشعر والتربية والتعليم لم يحظ بأي نوع من الرعاية والاهتمام من قبل الدولة، فكان مصيره التهميش والتواري، ولم تلتفت إليه حيث إن له أكثر من ديوان شعر ومسرحية وأوبريت غنائي ولكنها حبيسة الأدراج (والكراتين) لم تجد من يطبعها لترى النور قبل أن تضيع وتُدرس، ولا نقول طبع هذه الأعمال جميعها، ولكن ولو تحقيق حلم شاعرنا بطباعة ديوان واحد من دواوينه المحبوسة، وهو حلم حياته الكبير قبل وفاته، بل أن أكبر ظلم وجزاء عاناه ويعانيه شاعرنا هو حرمانه من حقوقه في الدرجة الوظيفية والمعاش برغم خدمته التي تقارب نصف القرن، ومؤهلاته التربوية والعلمية الكثيرة والمتعددة، وحتى وسائل الاعلام تجاهلته وظلمته وبخست حقه كواحد من فرسان الشعر الشعبي الوطني والاجتماعي في اليمن، ورائد من رواد الحركة التربوية والتعليمية، لهذا وكثير من الاسباب أبحرت «الأيام» وسافرت في عالم ودروب هذا الشاعر المبدع، لتكون «الأيام» أول صحيفة تنصف هذه الشاعر، المهضوم شهرة الكبير شعراً وأدواراً، فكان اللقاء التالي:

< متى كتبت أول قصيدة؟

-أول قصيدة كتبتها كانت في أوائل الستينات بعنوان (طاعة الوالدين).

< هل أنت تكتب القصيدة أم القصيدة تكتبك؟

- أكتب القصيدة بدافع من الشعور والاحساس ومن المعاناة أحياناً وكل قصيدة لها مدلولها ومعناها وتعبر عما فيها. أي أن هذه المؤثرات هي التي تدفعني إلى كتابة القصيدة.

<نلاحظ أن شعرك السياسي هو الغالب لا سيما في السنوات الأخيرة ما رأيك؟

- صحيح أنا أميل إلى الشعر السياسي لأني كنت ومازلت مطالباً شعبياً ورسمياً وسياسياً لكتابة هذا اللون أو الغرض الشعري، نتيجة للواقع اليمني الذي تعد السياسة فيه كالخبز والهواء بل أكثر أهمية من الماء، فقد ألقيت 95قصيدة في أكثر من مناسبة سياسية منها قصيدة ألقيتها عند مجيء الرئيس الليبي معمر القذافي إلى الضالع عام 81م وأخرى ألقيتها في الحفل الجماهيري الكبير الذي أقيم في الحبيلين بمناسبة الذكرى العشرين لثورة 14 أكتوبر والذي حضره الرئيس الاثيوبي مينجستو هايلا مريام وكل قادة الجنوب عام 83م.

< من تذكر من الشعراء الذين تساجلت معهم بالشعر؟

- لي العديد من المساجلات الشعرية مع معظم شعراء الضالع والشعيب أبرزهم الشاعر عبيد الشاعري والمرحوم الشاعر مطهر مسعد علي، والشيخ يحيى قاسم الجعفري والشاعر علي قاسم بلعيد والشاعر محمد عبدالله السقلدي، ومثنى قداد وصالح ناشر الشرف.

<من أبرز الفنانين الذين غنوا من شعرك؟

- هم كثر أبرزهم عبدالحكيم موفق من يافع، عثمان ناصر من ردفان، جلال الجحافي من جحاف، هاشم هرهرة من لحج، السلال خله من الحصين، موسى طاهر ومحمود مثنى والفنان القدير حسين ابوبكر وأخوه عبدالمنعم، وغنى لي جميع فناني الشعيب ومعظم فناني محافظة الضالع.

< سمعنا أنك التقيت شاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني، ممكن تحدثنا عن ذلك اللقاء؟

- نعم التقيت بشاعر اليمن الكبير الفقيد البردوني عندما وجهت له وعدد من الشعراء اليمنيين الكبار دعوة خاصة من د. عبداللاه مثنى حسين الذي كان يشغل منصب سكريتر العمل الجماهيري بمنظمة الحزب الاشتراكي فرع محافظة لحج وذلك في 77/8/11م في مزرعة 22 يونيو، وكان حاضراً الرئيس الشهيد سالم ربيع و معظم قادة الجنوب، وكان اللقاء بمثابة ندوة أدبية حيث ألقيت ثلاث قصائد اعجب بها البردوني وأبدى ملاحظاته على بعض التشبيهات والكلمات، وكانت ملاحظات اشادة وايجاب، كما حضرت ندوة أدبية أقامتها كلية التربية الضالع في 99/9/27م أشرف عليها وأدارها د. مبارك حسن الخليفة الذي أبدى اعجابه بقصائدي وطالبني بإلقاء المزيد في الندوة واستغرب عدم نشري قصائدى عبر وسائل الإعلام، وتجاهلها لي كشاعر برغم جودة أشعاري وسني المتقدم، حسب قول د. الخليفة.

< لمن تقرأ من الشعراء؟

- أقرأ للمرحوم المحضار، والجرادة، ولطفي، والمقالح والبردوني، وأحمد شوقي، وحافظ ابراهيم، والحضراني، وغيرهم كثير.

< الكيانات الابداعية التي تنتسب إليها؟

- عضو مؤسس في اتحاد الأدباء والكتاب محافظة لحج قبل الوحدة، أما الآن لم نتلق أي طلب لعضوية أي كيان أدبي أو ثقافي ولا أعرف ما السر.

< كم تقدر عدد أعمالك أو قصائدك الشعرية؟

- لي 252 قصيدة، هذه المدونة والمحفوظة وموزعة على أربعة دواوين (لم تطبع) شعرية، إضافة إلى عدد من القصائد المفقودة والعديد من المسرحيات الشعرية والاوبريتات الغنائية.

< لماذا لم يطبع لك أي من هذه الأعمال؟

- يعود ذلك إلى ظروف عدة منها ظروفي المادية الصعبة وعدم اهتمام الجهات المسؤولة بالشعر والشعراء، رغم أن مسؤولي هذه الجهات يصرفون الملايين على أمور تافهة، فلو اقتطعوا جزءاً من المبالغ التي تصرف على القات ورحلاتهم الترفيهية وبناء الشقق الفاخرة ..الخ ، لتم طباعة آلاف الكتب في شتى صنوف المعرفة.

< سمعنا أن الشيخ حميد الأحمر وعدك بأن يتكفل بطباعة أحد أعمالك، هل هذا صحيح؟

- نعم أبدى الشيخ الفاضل حميد الأحمر استعداده لتبني إصدار أحد أعمالي الشعرية على نفقته الخاصة، وذلك عندما سمع قصيدتي التي ألقيتها في المهرجان الكبير لأحزاب اللقاء المشترك في الشعيب في 2007/6/15م ويقوم حالياً الأخ محسن البدهي عضو الهيئة الإدارية لمحلي الضالع بمتابعة الإجراءات الخاصة بذلك، كما وعدني ابني المبدع أ.د. عبدالكريم أسعد قحطان أستاذ الأدب العربي بجامعة عدن بمتابعة رئاسة الجامعة لتتولى اصدار أحد أعمالي.

< الفنانون الذين يغنون شعرك هل يدفعون مقابل الحق الأدبي لك؟

-لم يدفعوا لي أي مقابل، فأنا لم أطلب ذلك وهم لم يبادروا بذلك رغم انتشار الكثير من الكاستات في اليمن ودول الخليج التي تحمل اشعاري بل أن أحد هؤلاء أصدر (كاسيت) كل الاغاني فيه من أشعاري، فلم يدفع لي حتى ريالاً واحداً، وأنا لا يهمني الكسب المادي بقدر أن لا يهدر حقي المعنوي والادبي حيث ينسبون بعض اشعاري لشعراء آخرين واحياناً ينسبها هؤلاء الفنانون لهم، وأحياناً لا يذكرون اسمي نهائياً.

< هل من كلمة أخيرة تود قولها؟

- أشكر كثيراً صحيفة «الأيام» الغراء التي دائماً تعمل على اظهار الحقيقة، وإماطة اللثام عن المبدعين المطمورين الذين كادوا يتوارون، وتتورى أعمالهم وابداعاتهم أو تظل خلف جدران النسيان، كما اطالب وزير التربية والتعليم التوجيه بمنحي كامل حقوقي التي حرمت منها و التي منحها لي قانون المعلم ، حيث إن راتبي هو 20 الف ريال فقط، وهذا ظلم مقارنة بخدمتي في حقل التربية التي تتجاوز الاربعين عاماً، كما أناشد الجهات المسؤولة عن الشأن الثقافي بالمديرية والمحافظة ووزارة الثقافة الاهتمام بالمبدعين لاسيما أولئك الذين كان لهم دور كبير في النهوض بالجانب الثقافي والادبي، وذلك بتقديم الدعم الكافي لهم والعمل على طبع أعمالهم، أو حتى تقديم جزء من الدعم الذي للاسف الشديد يمنح لآخرين من أشباه الشعراء، حيث نجد أن هذا الدعم يخضع في الغالب لمقاييس تعتمد على الكيل بمكالين والقرابة والمحسوبية والمناطقية والحزبية الضيقة بعيداً عن الاستحقاق والمصداقية والمفيد المثمر الذي يخدم الجانب الثقافي ويرتقي به، حيث نجد العديد من الاصدارات تضج بها المكتبات والاكشاك لأشخاص نكرة يسمون أنفسهم شعراء، وعندما تقرأ ما كتبوه تتأسف بحرقة على الملايين التي أهدرت عبثاً في مثل هكذا كلام هراء وفارغ يسيء للشعر ولرسالته السامية الرفيعة، بل أنه يفسد ذائقة الناس ولا سيما الشباب ويدمر أخلاقهم، وأتأسف أكثر على أولئك المبدعين الحقيقيين وهم يموتون حسرة وكمداً وأعمالهم الرائعة حبيسة منازلهم وأدراج مكاتب الجهات المسؤولة عن الثقافة والمثقفين في اليمن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى