تراجع العنف في العراق ربما لا يدوم طويلا

> بغداد «الأيام» دومينيك ايفانز:

>
عراقية تبكي قريبها عند استلام جثته من مشرحة مستشفى في بعقوبة يوم أمس
عراقية تبكي قريبها عند استلام جثته من مشرحة مستشفى في بعقوبة يوم أمس
يعطي تراجع في اعمال العنف في العراق املا جديدا لعراقيين باتوا غير مبالين بعد اربع سنوات من اعمال العنف الدموية، ولكن الفضل في ذلك يرجع لمكاسب عسكرية يحتمل الا تدوم طويلا وليس نتيجة تقدم في تسوية نزاعات مريرة في البلاد.

ويقول مسؤولون امريكيون وعراقيون ان انخفاض عدد الضحايا في سبتمبر يبين ان زيادة القوات الامريكية والخطة الامنية العراقية الامريكية المشتركة التي تنفذ حول بغداد يؤتيان ثمارهما.

كما أن اعلان جيش المهدي وقف اطلاق النار لمدة ستة اشهر وحملة لحشد زعماء عشائريين للتصدي لمسلحي القاعدة السنة ساهمت في كبح اعمال العنف المتصاعدة.

غير ان اعداد القوات الامريكية بلغت اقصى مستوى بالفعل وينوي الرئيس الامريكي جورج بوش إعادة حوالي 30 الف جندي للوطن في يوليو المقبل.

وينتهي وقف اطلاق النار الذي اعلنه جيش المهدي في اوائل العام المقبل وقد لا يستمر التحالف الامريكي التكتيكي مع زعماء العشائر كما انه لم يختبر في المراكز الحضرية.

ويقول محللون انه ما لم تعالج الحكومة المشاكل الاساسية التي تؤجج أعمال العنف فإن انجازات زيادة القوات ووقف اطلاق النار والتحالف القبلي سوف تتبدد.

ويقول جوست هلترمان من المجموعة الدولية لادارة الازمات «سبب هشاشة هذه الجبهات الثلاث اننا رأينا جهدا عسكريا لقمع مرتكبي اعمال العنف ولم نر جهدا سياسيا للقضاء على مبررات شنهم هجمات.» وتابع «يمكنهم اعلان وقف اطلاق النار او تغيير تحالفاتهم مؤقتا.

ولكن ليس هناك محاولة للتوصل لحل وسط ..سيبداون من جديد حين ينسحب الامريكيون.»

وارسل بوش قوات اضافية للعراق متجاهلا دعوات محلية بخفض سريع لمستويات القوات قائلا ان هذه الخطوة تهدف لاتاحة فرصة للحكومة لتحقيق المصالحة بين السنة والشيعة.

غير ان حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي المتشرذمة فشلت حتى الآن في اصدار قوانين تهدف لاقتسام ثروة البلاد النفطية والسماح بانخراط اعضاء حزب البعث في الحياه العامة مرة اخرى.

ويشكو السنة الذين هيمنوا على السلطة حتى الاطاحة بالرئيس الراحل صدام حسين في عام2003 من تهميش دورهم في ظل حكومة يقودها الشيعة واضطهاد من جانب الميليشيات الشيعية.

وفي سبتمبر سجل اقل مستوى للضحايا المدنيين في العراق هذا العام ولكنه لا يزال ينم عن استمرار اعمال العنف دون هوادة.

وتشير الارقام التي جمعتها وزارات الصحة والداخلية والدفاع إلى مقتل 884 مدنيا في العراق الشهر الماضي اي نحو 30 مدنيا يوميا.

وقتل 66 جنديا امريكيا و78 من افراد قوات الامن العراقية.

وفر اربعة ملايين عراقي من ديارهم ولجأوا إلى الاردن وسوريا او انتهى بهم المطاف للنزوح داخل بلادهم.

وربما ساهم «التطهير» الطائفي للاحياء التي كان يقطنها الشيعة والسنة معا من قبل في تراجع أعمال العنف نظرا لتراجع فرص استهداف المسلحين لمن ينتمون لطائفة اخرى.

وقلصت تعليمات اصدرها الزعيم الشيعي مقتدى الصدر لجيش المهدي في اواخر اغسطس بوقف اطلاق النار بعضا من اعمال العنف بين السنة والشيعة.

ولكن قائد القوات الامريكية في العراق الجنرال ديفيد بتريوس قال أمس الاول الثلاثاء ان التزام انصار الصدر بوقف اطلاق النار جزئي فقط. وصرح للصحفيين «هناك دلائل على انصياع بعض العناصر للامر وهناك دلائل واضحة على اصرار آخرين على اعمالهم الاجرامية.» وابرز بتريوس قرار زعماء العشائر ومعظمهم من السنة بالانضمام للحملة الامريكية ضد مسلحين يشتبه انهم ينتمون للقاعدة كانجاز امني آخر. وكان عدد كبير من هؤلاء الزعماء يدعمون التمرد ضد القوات الامريكية من قبل.

ومن غير الواضح إلى متى سيصمد هذا التحالف.

وفي الشهر الماضي قالت جماعة دولة العراق الاسلامية وتقودها القاعدة انها قتلت احد الشيوخ البارزين الذين يتعاونون مع القوات الامريكية وهددت زعماء العشائر الآخرين الذين يتعاونون مع واشنطن.

كما ان التحالف اغضب الأغلبية الشيعية الذين قالوا ان القوات الامريكية تشكل ميليشيات خطيرة لا تخضع لمساءلة.

وجاء في بيان للائتلاف العراقي الموحد الذي ينتمي اليه المالكي صدر هذا الاسبوع ان عددا كبيرا من المقاتلين الجدد يثيرون قلاقل حول بغداد بحجة التصدي للقاعدة.

وأضاف البيان ان الائتلاف يرفض ويدين الاستعانة بهذه العناصر الارهابية التي ارتكبت افظع الجرائم بحق الشعب العراقي.

ويشكو بعض من تم تجنيدهم في الآونة الاخيرة من ان قوات الامن الشيعة تعرقل عملهم. ويؤكد استمرار عدم الثقة، الذي يقوض المؤسسات الامنية والسياسية العراقية على حد سواء، الشعور بالخطر الذي يتهدد البلاد حين يبدأ سحب قوات امريكية في الاشهر القليلة المقبلة.

وقال هلترمان «قلة من القوات العراقية يمكنها الاعتماد على الذات.

لا يمكن ان تبقى القوات الامريكية باعداد كبيرة بعد صيف 2008.

ولا اتوقع ان تكون القوات العراقية جاهزة للقيام بالمهام الامنية في ذلك الحين.» رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى