رئيس وزراء تركيا يؤكد خطة للسماح بعملية للجيش في العراق

> أنقرة «الأيام» هيدير جوكتاس :

> أكد رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان أمس الأربعاء ان الحكومة تعد خططا للتفويض بعمل عسكري في شمال العراق لسحق المتمردين الاكراد الذين يستخدمون المنطقة قاعدة لهم.

ويتعرض اردوغان لضغوط كبيرة لاتخاذ اجراءات صارمة بعد سلسلة هجمات قاتلة من جانب المتمردين على قوات الأمن التركية لكن محللين سياسيين يقولون إن القيام بعملية عسكرية كبيرة ما يزال امرا غير مرجح.

وشن هجوم كبير سيؤدي الى توتر العلاقات مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الذي تأمل أنقرة في الانضمام إليه ويمكن أن يقوض الاستقرار الإقليمي. كما دعت روسيا إلى ضبط النفس.

وردا على سؤال بشأن خططه قال اردوغان للصحفيين لدى وصوله الى البرلمان "بدأت (الاستعدادات بشأن هذا الاقتراح) وهي مستمرة."

والبرلمان الذي يتمتع فيه حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه إردوغان بأغلبية كبيرة يجب ان يأذن للقوات بعبور الحدود الى العراق. ومنح هذا الاذن لا يعني تلقائيا ان القوات التركية ستدخل شمال العراق.

وقالت بعض الصحف ان الاقتراح قد لا يرسل الى البرلمان حتى الأسبوع القادم لاقتراب عطلة عيد الفطر.

وقال التلفزيون التركي ان الجيش التركي وهو ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي شن هجوما جديدا ضد متمردي حزب العمال الكردستاني المحظور في اقليم تونجلي في شرق البلاد الذي يغلب الاكراد على سكانه.

وقالت مصادر عسكرية انه جرت بعض عمليات القصف التي استهدفت مواقع لمتمردين في المنطقة الحدودية أيضا لكن على الجانب التركي فحسب.

وقال تلفزيون (سي. ان. ان.) التركي إن قوات حرس الحدود اعتقلت اليوم 20 شخصا يشتبه في انهم من مؤيدي حزب العمال الكردستاني كانوا يعبرون الى تركيا قادمين من العراق.

وكان اردوغان قد قال يوم أمس الأول ان جميع الاجراءات بما فيها العسكرية سيجري النظر فيها في القتال ضد حزب العمال الكردستاني الذي يعتقد ان نحو 300 من اعضائه يختبئون في شمال العراق.

وفشلت هجمات واسعة النطاق في شمال العراق في عامي 1995 و1997 شاركت فيها قوات قوامها 35 ألف جندي و50 ألف جندي على التوالي في طرد المتمردين.

وقال حسين بخشي من جامعة الشرق الأوسط الفنية في أنقرة "تركيا لا يمكنها الآن دخول شمال العراق دون موافقة الحكومة المنتخبة في بغداد لأنها ستنتهك القانون الدولي."

ووقع العراق وتركيا في الاونة الاخيرة اتفاقا لمكافحة الإرهاب لكن بغداد ترفض طلب أنقرة السماح لقوات تركية بمطاردة المتمردين عبر حدودهما المشتركة إذا اقتضت الضرورة ذلك.

كما ان أنقرة تدرك تماما ان بغداد تفتقر الى النفوذ في شمال العراق الذي تسكنه أغلبية كردية والذي رفضت حكومته التي تتمتع بحكم ذاتي مرارا طلبات تركية باتخاذ إجراءات صارمة ضد حزب العمال الكردستاني.

وقال محللون إن توغل الجيش التركي في شمال العراق قد يفيد حزب العمال الكردستاني. وقال بخشي "يحاول حزب العمال الكردستاني إظهار أنه لا يزال قوة يعول عليها وأنه لا يزال قادرا على الحاق الضرر بالجيش التركي."

كما أن التدخل العسكري سيؤجج الغضب بين الأكراد الأتراك ويقوض خطط الحكومة التركية لتنمية الاقتصاد في منطقة جنوب شرق تركيا التي تعاني من الفقر حيث يعيش معظم الأكراد.

وتلقي أنقرة باللائمة على حزب العمال الكردستاني في مقتل أكثر من 30 ألف شخص منذ ان بدأ الحزب الكفاح المسلح من أجل إقامة وطن للأكراد في جنوب شرق تركيا في عام 1984 . وقتل 15 جنديا في هجمات لحزب العمال الكردستاني منذ يوم الأحد.

وأشار بعض المحللين في ضوء توقيت إحدث التهديدات التركية بالتوغل في شمال العراق الى انها ربما تستهدف في جانبها الاكبر التأثير على أعضاء الكونجرس الأمريكي في واشنطن كي لا يؤيدوا قرارا بشأن المجازر التي ارتكبها الأتراك العثمانيون ضد الأرمن اثناء الحرب العالمية الأولى.

ومن المتوقع أن تؤيد لجنة العلاقات الخارجية في الكونجرس في وقت لاحق أمس الأربعاء قرارا يعرف المجازر التي ارتكبت في عام 1915 بأنها إبادة جماعية رغم تحذيرات من أنقرة وإدارة بوش بأن خطوة كهذه قد تضر بالعلاقات الثنائية.

(شارك في التغطية جاريت جونز)رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى