البرادعي في الهند مع استمرار المواجهة بشأن اتفاق نووي مع امريكا

> نيودلهي «الأيام» اليستير سكراتون :

>
وصل محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الى العاصمة الهندية أمس الأربعاء قادما من مومباي مع تصاعد القلق من خلاف مستمر بين الحكومة والشيوعيين قد ينسف اتفاقا نوويا مع الولايات المتحدة أو يؤدي الى اجراء انتخابات مبكرة.

ويلتقي البرادعي مع وزير الخارجية الهندي براناب مخيرجي في اطار زيارة مقررة منذ فترة طويلة تزامنت مع تهديدات من اليسار بسحب التأييد الذي يقدموه للحكومة في البرلمان اذا مضت نيودلهي قدما في اتفاقها النووي مع واشنطن.

وتراجعت الحكومة والشيوعيون في محادثات أمس الأول عن حافة صدام مما خفف من مخاوف من اجراء انتخابات وشيكة لكن زادت من جانب آخر مخاوف من ان الحكومة تعرض الاتفاق النووي للخطر بمناقشات مطولة.

وعلقت صحيفة انديان اكسبريس قائلة "لا وقفة بل السير ببطء" بينما قالت صحيفة تايمز اوف انديا "حب البقاء تغلب على الاتفاق (النووي)" بعد ان وافق الجانبان على تأجيل المحادثات بينهما الى 22 اكتوبر تشرين الاول الجاري.

وقال المحلل السياسي ماهيش رانجاراجان "بالامس شهدنا اول اشارة على ان الانتخابات ليست وشيكة. قد تقرر الحكومة السير ببطء مما قد يدخل الاتفاق في غيبوبة."

وفي ابراز لعلاقات أكثر دفئا مع واشنطن سيسمح الاتفاق للهند باستيراد وقود نووي ومفاعلات من الولايات المتحدة رغم ان الهند اجرت تجارب على الاسلحة النووية ولم توقع معاهدة حظر الانتشار النووي.

وحذر الشيوعيون الحكومة من بدء التفاوض مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة بشأن وضع المفاعلات النووية المدنية في الهند تحت مراقبة الامم المتحدة وهي خطوة أولى ضرورية لتفعيل الاتفاق.

وأمام الهند مهلة غير رسمية تنتهي بنهاية اكتوبر تشرين الاول الجاري للبدء في تأمين الحصول على موافقات من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجهات أخرى لاستكمال الاتفاق.

وذكرت وسائل الاعلام الهندية ان البرادعي سيجتمع مع رئيس الوزراء الهندي مانومهان سينغ في نيودلهي لكن متحدثا باسم الحكومة قال "لم يتقرر شيء بعد."

ويقول معلقون ان اجتماع البرادعي مع كبار المسؤولين في الحكومة قد يثير غضب الشيوعيين أكثر اذا ناقش الجانبان الضمانات التي تطلبها الوكالة الدولية.

ويصر الشيوعيون على أن الاتفاق النووي سيجعل الهند تابعة للمصالح الأمريكية لكن الحكومة الهندية بدت عازمة على تنفيذ الاتفاق والذي سيكون اكبر انجاز لها على صعيد السياسة الخارجية إن تحقق.

ويمثل الاتفاق حجر زاوية في علاقات أكثر دفئا بين الهند والولايات المتحدة اللتين لم تربطهما علاقة جيدة خلال الحرب الباردة.

وحرص البرادعي على انتقاء الفاظه أمس الأول في بداية رحلته حين زار مومباي.

وقال للصحفيين "الوكالة الدولية للطاقة الذرية مستعدة للمحادثات حينما تطلب مني الهند ذلك. أجريت دوما مناقشات مثمرة مع الحكومة الهندية وهذا ما سيحدث في المستقبل ايضا."

ويمكن لاجراء انتخابات مبكرة في الهند أيضا ان تعطل الاتفاق بادخال البلاد في حالة عجز سياسي لكن هذا لن يقضي على الاتفاق بالضرورة. فالحكومة يمكنها رغم ذلك المضي قدما في الاتفاق دون موافقة البرلمان.

ويقول مؤيدو الاتفاق انه يجب الانتهاء منه قبل ان تنتهي فترة رئاسة بوش مع حلول عام 2009 .

وبعد التفاوض مع الوكالة الدولية ينبغي على الهند أيضا الحصول على موافقة مجموعة الامداد النووي الدولية المكونة من 45 دولة التي تتحكم في التجارة النووية المدنية على مستوى العالم. وبعد ذلك يعاد الاتفاق إلى الكونجرس الامريكي للحصول على موافقته النهائية.

وانتقد كثيرون خارج الهند الاتفاق من بينهم اعضاء في الكونجرس الأمريكي قالوا إن الاتفاق يكافيء الهند ويضعف من الحملة التي تقودها الولايات المتحدة لكبح الطموحات النووية لدولة مثل ايران. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى