إلى كل مسلم بعد رمضان

> «الأيام» ابراهيم احمد بامفروش:

> الوقفة الأولى: رمضان ضيف ..رمضان حل علينا ضيفاً عزيزاً، ولكل ضيف يوم لا بد أن يغادر فيه، وأنا وأنت يا عبدالله على هذه الدنيا ضيوف لا بد أن نغادرها، فلنستعد لهذا اليوم بالطاعة والصلاح والتقوى والإيمان.

الوقفة الثانية: رمضان والإنسان

رمضان يشبه الإنسان، حين يأتي يفرح أهله بقدومه ويضحك الجميع بمولده، ورمضان كذلك يفرح كل مؤمن بقدومه ويتبادلون التهاني بحضوره، وعندما يغادر الإنسان هذه الدنيا يبكي على فراقه القريب والحبيب، ورمضان كذلك يبكي على وداعه كل مؤمن.

الوقفة الثالثة: رمضان لك أو عليك

رمضان انطلق بعد أن حل ضيفاً عزيزا غالياً علينا لمدة 30 يوماً، ولكن هل سيكون شاهداً لنا بالحسنات والقيام والصيام أم سيشهد بالسيئات والمعاصي والغفلة عن طاعة الله ورحل وهو يبكي حسرة علينا وعلى أحوالنا؟.. نسأل الله أن يتقبل منا رمضان كما بلغنا رمضان ووفقنا لصيامه وقيامه وتلاوة القرآن آناء ليله وأطراف نهاره.

الوقفة الرابعة: احذر أن تكون كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً

احذر أخي أن تكون مثل امرأة مجنونة كانت بمكة، اسمها ريطة بنت سعد، كانت تغزل طول يومها غزلاً قوياً محكماً ثم تنقضه انكاثاً، أي: تفسده بعد احكامه، فقال تعالى: ?{?ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً تتخذون أَيمانكم دخلاً بينكما أن تكون أمّة هي أربى من أمّة إنما يبلوكم الله به وليُبيّننّ لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون?}?. أخي الحبيب ماذا تقول لامرأة جلست طوال شهر كامل تصنع ملبساً من الصوف بالمغزل حتى ما إن قرب الغزل من الانتهاء نقضت ما صنعته.

هذا المثل يمثل حال بعضنا فبمجرد انتهاء شهر رمضان سرعان ما يعود إلى المعاصي والذنوب فهو طوال الشهر في صلاة وصيام وقيام وخشوع وبكاء ودعاء وتضرع، وهو بهذا قد أحسن غزل عباداته.. لدرجة أن أحدنا يتمنى أن يقبضه الله على تلك الحالة التي هو فيها من كثرة ما يجد من لذة العبادة والطاعة، ولكنه ينقض كل هذا الغزل بعد مغرب آخر يوم في رمضان.

الوقفة الخامسة: احذر أخي من أن تكون مثل بلعم بن باعوراء

وهو رجل من بني إسرائيل، ذاق حلاوة الايمان وآتاه الله آياته، ثم انقلب على عقبيه واشترى الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة، وانسلخ من آيات الله كما تنسلخ الحية من جلدها.قال تعالى:?{?واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطانُ فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنّه أَخلدَ إلى الارض واتّبع هواهُ فمَثَلُهُ كمَثَل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مَثَلُ القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصُص القصص لعلّهم يتفكرون?}? الاعراف: 176.175

وهذا التحذير القرآني ينطبق على من ذاق حلاوة طاعة الله تعالى في رمضان فحافظ فيه على الواجبات وترك فيه المحرمات، حتى إذا انقضى الشهر المبارك انسلخ من آيات الله وأصبح صاحباً ورفيقاً للشيطان.

الوقفة السادسة: أخي المسلم احذر الشيطان بعد رمضان

إن الشياطين يطلق سراحها بعد رمضان وتفك قيودها، ولكن كيد الشيطان ضعيف كما أخبرنا ربنا سبحانه، ومن اعتصم بالله عصمه الله من مكايد الشيطان، وهو عدو يغفل عنه الكثير ولا يعمل له حسابا إلا من رحم ربي رغم علمنا بعدواته لنا وتحذير الله لنا بقوله:

?{?إن الشيطان لكم عدوٌّ فاتّخذوه عدواً إنما يدعو حِزبه ليكونوا من أصحاب السعير?}? فاطر6.

الشيطان عنده رسالة وهي أن يدخلك النار، وعنده أهداف واضحة لتلك الرسالة وهي أن يجعلك تقع في المعاصي والذنوب التي تكون سبباً في دخولك النار وكي تهدم كل ما فعلته في رمضان من طاعات، وأنا وأنت ما هي رسالتنا في الحياة؟ ما هي أهدافنا؟ ما واجبنا تجاه ديننا؟ أم أننا نعيش لنأكل ونشرب ونتزوج.

الوقفة السابعة: لا تهجر القرآن بعد رمضان

لا تكن ممن يقرأ القرآن في رمضان فقط وتهجره سائر العام، فالقرآن انزل لنتلوه في رمضان وغير رمضان.. أنت استطعت أن تقرأ كل يوم جزءا أو جزئين أو ثلاثة واجتهدت في ذلك وخصصت وقتا لذلك من يومك، فحاول أن تجعل لنفسك وردا يوميا ثابتا من القرآن ولا تكن ممن قال عنهم الله جل جلاله على لسان النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم:?{?وقال الرسول يا ربّ إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً?}? الفرقان 30 .

الوقفة الثامنة: من المقبول في رمضان ومن المردود؟

من علامة قبول الطاعة، الطاعة بعدها، فاحرص على الخير والطاعة والخير والقرآن والإيمان والصدقة والصيام بعد رمضان لتوكن من المقبولين إن شاء الله. حاول بعد رمضان أن تحدث تغييراً في حياتك إلى الأحسن وأن تنتصر على نفسك وشيطانك.

لا تغتر بعبادتك ولا تقل لقد صمت رمضان كاملاً، بل احمد الله أن وفقك وبلغك شهر رمضان، شهر الخير والاحسان، واحمده أن وفقك ايضاً لصيامه وقيامه، فكم من محروم وممنوع، واستغفر الله فتلك عادة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد كل طاعة.. الاستغفار.

الوقفة التاسعة: لا تنسَ صيام ست من شوال

من الأعمال الصالحة التي تشرع لنا بعد رمضان صيام ستة أيام من شوال، فعن أبي أيوب رضي الله عنه قال، قال صلى الله عليه وسلم:

«من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال فذلك صيام الدهر» رواه مسلم، وذلك أن شهر رمضان بعشرة أشهر، لأن الحسنة بعشر أمثالها، وستة أيام بستين يوماً أي: بشهرين، وذلك يعادل أجر صيام سنة كاملة، فلا يفوتكم هذا الفضل العظيم.

ولا يشترط في هذه الأيام الستة التتابع، ولا أن تكون مباشرة بعد يوم العيد، بل يجزئ صيام أي ستة أيام من شوال ويمكن أن يجعلها في أيام الاثنين والخميس أو في غيرها.. فليس هناك غاية لانقطاع العمل الصالح إلا الموت، فاحذر - أخي- من التهاون في الطاعات بعد رمضان، واحذر من المعاصي بعد رمضان كما كنت تحذر منها اثناءه، واعلم أن الدنيا مزرعة للآخرة، فمن زرع خيراً وجد خيراً، ومن زرع شراً وجد شراً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى