الوريقة عادة رمضانية في شبام باقية منذ قرون

> «الأيام» علوي بن سميط:

>
من عادات شهر رمضان التي يحرص عليها الصغار قضاء ساعات طويلة يرددون فيها اهازيج على ايقاع الطبل بجولة في شوارع المدينة، وهي عادة الوريقة التي تقام ليلة 28 رمضان (يوم 27 صباحا) بمدينة شبام حضرموت. الوريقة عادة انقرضت في كثير من مناطق حضرموت، وفي الاصل ارتبطت بالمسحراتي (المفلح) الذي تعطى له أجوره نهاية الشهر جراء عمله في ليالي الشهر الكريم بإيقاظ الناس للسحور.

وفي أواخر اليومين أو الثلاثة الايام يتحرك المسحراتي في كل المناطق بحضرموت يحيط به الصبيان والبنات الصغار فيعطي له كل بيت زكاة الفطر أو اجرة نظير جهده. في عصر الفضائيات والكهرباء وأدوات ضبط الوقت يبدو أن عددا من المناطق آثرت الاعتماد على ذلك، إلا ان مدينة شبام، وكما هي العادة في الحفاظ على هوية موروثها العام وخصوصا التراثي المرتبط بالشهر الفضيل، ظلت ومنذ قرون تحافظ على تراث عادة الوريقة التي انتقلت من جيل لآخر.

وبحسب الوالد جمعان سالم خراز (95 عاما) فإنه يعرّف الوريقة بأن هذه التسمية ظهرت مؤخرا بعد أن بدأ الناس بالتعامل بالنقد الورقي فيعطى الاجر بها بعد أن كان الاجر إما بمحصول القمح او الذرة.. ولربما كان هناك وجهات نظر أخرى في تعريف الوريقة لدى آخرين، ولكنني أتفق مع الوالد جمعان الذي قضى عمره الطويل بإذن الله كحارس لتراث المدينة الشعبي مع ممارسته منذ شبابه كمسحراتي وقائد لعادة الوريقة.. الوريقة تسمى في مناطق أخرى بالشامية، أي ان اجر المسحراتي ذرة شامية، وفي مناطق (يوم القعود) أي ان يقعد الناس في بيوتهم بانتظار المسحراتي لإعطائه اجره، لهذا فتعريف جمعان خراز للوريقة هو الأقرب للصحة.. عموما فإن الوريقة معظم المناطق تقيمها ليلة 27 رمضان وأخرى ليلة 28 رمضان، ومع هذا فإنها تؤدي الهدف ذاته والاختلاف في تطويرها وإدخال ألحان عليها وهو ما تميزت به شبام، التي ظلت تحافظ عليها منذ القرن العاشر الهجري وربما قبله، وكلنا مازلنا نتذكر عندما كنا صغارا ونحن نتغنى بهذا الصوت: وريقة حيا حييتي.. وريقة منين جيتي.. وريقة من الضييقة)، وهو ما حصل بالفعل امس الأول الثلاثاء بمدينة شبام عندما قاد الوريقة الشابان صبري جمعان خراز ومحفوظ خراز من الصباح الباكر حتى أذان الظهر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى