ساركوزي وبوتين بين الوفاق والمواضيع الشائكة

> نوفو اوغاريفو «الأيام» فيليب الفروي وفالري ليرو :

>
الرئيسان الفرنسي نيكولا ساركوزي والروسي فلاديمير بوتين
الرئيسان الفرنسي نيكولا ساركوزي والروسي فلاديمير بوتين
حرص الرئيسان الفرنسي نيكولا ساركوزي والروسي فلاديمير بوتين مساء أمس الأول، خلال تناولهما العشاء قرب موسكو، على التقليل من خلافاتهما التي زادت من حدتها النبرة الحازمة لساركوزي.

ففي زيارته الرسمية الاولى الى روسيا، استعرض الرئيس الفرنسي ونظيره الروسي الذي استقبله في مقر اقامته في نوفو اوغاريفو في ضاحية موسكو، طوال ثلاث ساعات، ابرز المواضيع التي اختلفت وجهات نظرهما في شأنها في الاشهر الاخيرة، كالملف النووي الايراني وكوسوفو وحقوق الانسان في روسيا.

وفي ختام هذا اللقاء الاول، وصف ساركوزي للصحافة الفرنسية محادثاته بأنها كانت "مريحة وعميقة وصريحة ومثيرة".

وفيما تعارض روسيا، خلافا لفرنسا، تبني عقوبات جديدة في الامم المتحدة ضد طهران، لمنعها من حيازة السلاح النووي، تحدث الرئيس الفرنسي مساء أمس الأول بعد العشاء عن "تطابق" في وجهات النظر بين البلدين.

واعتبر ردا على سؤال ان "مواقفنا تقاربت في شكل كبير (...) شعرت فعلا بتطابق"،رافضا الادلاء بمزيد من التفاصيل حول مضمون محادثاته.

واعرب الرئيس الفرنسي عن التفاؤل الحذر نفسه في ما يتعلق بمستقبل كوسوفو، التي تشكل موضوع خلاف آخر. وقال "وجدت لدى بوتين نية لعدم اغلاق الباب امام حل يتيح تفادي الاحراج". واضاف "ناقشنا خيارا يمكن ان يسمح بتقارب وجهات النظر"، مكتفيا بالتوضيح ان الامر لا يتصل "بالضرورة" بتقسيم الاقليم الصربي.

واذا كانت فرنسا تؤيد استقلال الاقليم، فان صربيا وحليفتها روسيا ترفضان رفضا قاطعا الحديث عن استقلال تام للاقليم، وتهدد موسكو باللجوء الى حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن الدولي.

وحذر سفير روسيا في الامم المتحدة فيتالي شوركين من ان اعلان كوسوفو استقلالها من جانب واحد لن يكون "مقبولا"، مؤكدا ان المحادثات بين صربيا وألبان كوسوفو يمكن ان تستمر الى ما بعد الموعد المحدد في العاشر من كانون الاول/ديسمبر.

لكن رئيس الوزراء الكوسوفي اغيم تشيكو اعلن في لندن ان كوسوفو ستعلن استقلالها عن صربيا في الايام التي تلي استحقاق كانون الاول/ديسمبر للمحادثات حول وضع الاقليم اذا لم يتم التوصل الى اتفاق.

وناقش الرئيسان ايضا وضع حقوق الانسان في روسيا، وخصوصا اغتيال الصحافية آنا بوليتكوفسكايا قبل عام واعمال القمع في الشيشان.

وقال ساركوزي "اجرينا مناقشة اتسمت بقدر كبير من العمق والهدوء"، مضيفا "اوضح لي (بوتين) ان ثمة خصوصية روسية وان المجتمع الروسي في طور التغيير ولا بد من تشجيع هذا التطور (...) بالنسبة الي، اعتقد ان المجتمع الروسي حقق تقدما كبيرا لكن من المؤسف ان يتم تشويه هذا الامر باداء معين".

وبصورة عامة، اكد ساركوزي انه التقى "رجلا صريحا وشجاعا ... قادرا على ان يقبل ويفهم ان نتحدث اليه بالطريقة نفسها".

وكان بوتين صرح من جهته قبل العشاء ان "فرنسا كانت وتبقى وآمل في ان تبقى شريكا مميزا لروسيا في اوروبا والعالم"، موضحا ان روسيا لم ترسخ بعد علاقاتها مع الرئيس الفرنسي الجديد الذي كان اكثر انتقادا لروسيا من سلفه جاك شيراك.

وفي ايار/مايو الماضي، انتظر بوتين يومين قبل ان يهنىء الرئيس الفرنسي الجديد، للاشارة الى ان موسكو لم تهضم انتقاداته لروسيا خلال الحملة الانتخابية.

ولاعادة الحرارة الى العلاقات، شدد الرئيسان اللذان تعارفا الى بعضهما البعض خلال قمة مجموعة الثماني في حزيران/يونيو، على الوفاق.

وقال الرئيس الروسي لضيفه الذي يهوى رياضة الهرولة "نستطيع ان نمارس الرياضة معا". فأجابه الرئيس الفرنسي "هل تركض"؟، فرد بوتين "كلا، انا اسبح، ولدي حوض للسباحة هنا، وسأجعلك تزور كل شيء".

ثم دعا بوتين ضيفه الى الصعود في سيارته وهي من نوع مرسيدس 4-4 للقيام بجولة في ارجاء مقر اقامته. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى