وكالة الطاقة الذرية تسأل سوريا بشأن مفاعل نووي "غير معلن"

> فيينا «الأيام» مارك هاينريك :

> قالت متحدثة باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس الإثنين إن الوكالة لا علم لها بوجود اي مفاعل نووي غير معلن عنه في سوريا وٍانها سألت دمشق بشان معلومات أفادت بأنه كان هدفا لغارة جوية اسرائيلية.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز أمس الأول نقلا عن مسؤولين امريكيين وأجانب لم تذكر اسماءهم ولديهم سبيل وصول لتقارير مخابرات إن المفاعل كان مشيدا جزئيا وانه شيد على ما يبدو على غرار مفاعل في كوريا الشمالية يستخدم في تخزين وقود الأسلحة النووية.

وأكدت اسرائيل أنها شنت غارة جوية في السادس من سبتمبر ايلول على سوريا لكنها لم تصف هدف الغارة. وقال الرئيس السوري بشار الأسد إن الهدف كان مبنى عسكريا غير مستخدم.

وقالت المتحدثة باسم الوكالة الدولية ميليسا فليمينج في بيان صدر من مقر الوكالة في فيينا "ليس لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية معلومات عن اي منشأة نووية غير معلن عنها في سوريا ولا عن التقارير الأخيرة."

واضافت "الوكالة الدولية على اتصال بالسلطات السورية للتحقق من صحة هذه التقارير.

"من البديهي أننا سنتحقق من أي معلومات ذات صلة تصل الينا. تتوقع أمانة الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أي دولة لديها معلومات عن انشطة متعلقة بشؤون نووية في دولة أخرى ان تقدم هذه المعلومات للوكالة."

وقال دبلوماسي مقرب من الوكالة الدولية ومقره فيينا إن الوكالة بدأت اتصالات مع دمشق بعد فترة قصيرة من الغارة غير أن السوريين لم يقدموا أي توضيحات حتى الآن.

وربط مسؤولون أمريكيون بين الغارة وشكوك اسرائيلية بوجود تعاون نووي سري بين سوريا وكوريا الشمالية. وقالوا إن الموقع المذكور تم التعرف عليه في وقت سابق هذا العام في صور التقطتها الأقمار الصناعية.

وسوريا عضو في الوكالة الدولية التي تضم 144 دولة عضو منذ عام 1963 ولديها مفاعل نووي بحثي صغير معلن يخضع لعمليات التفتيش من قبل الوكالة التي تهدف لمنع تحويل تكنولوجيا الطاقة النووية المدنية لصنع قنابل نووية.

ونفت سوريا اخفاء اي نشاط نووي عن الوكالة الدولية او ان لديها اي اهداف فيما يتعلق بالانشطة النووية بخلاف توليد الكهرباء.

وقال الدبلوماسي المقيم في فيينا إنه إذا كانت سوريا تقوم حقا ببناء مفاعل جديد لكان لزاما عليها ابلاغ الوكالة وتقديم بيانات بخصوص التصميم بمجرد اتخاذها قرار بتشييد مفاعل.

وأضاف الدبلوماسي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه بسبب الحساسية السياسية للموضوع إنه لم ترد للوكالة الدولية أي صور التقطت عبر الأقمار الصناعية أو معلومات مخابرات أخرى من أي دولة بخصوص المفاعل المزعوم رغم أن تلك المساعدة ستكون هامة فيما يتعلق برصد هذا الموقع.

وقال "بسبب مستوى تمويل الوكالة الدولية (المنخفض) .. لا يمكن للمفتشين أن يجوبوا بلدا ويفحصوا كل مبنى. الوكالة الدولية ليست وكالة تحقيق تتحرك بشكل مستقل."

وتحقق الوكالة الدولية منذ عام 2003 في انشطة نووية سرية سابقة في ايران عضو الوكالة وحليف سوريا.

وتعهدت ايران بتوضيح نطاق برنامجها النووي بنهاية عام 2007 في محاولة لتجنب فرض المزيد من العقوبات الدولية الصارمة عليها من الأمم المتحدة لرفضها وقف تخصيب اليورانيوم وهي العملية التي تشك القوى الغربية في أن ايران توجهها لصنع قنبلة نووية. وتقول إيران إنها تريد فقط مصدرا بديلا للكهرباء.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن المنشأة السورية التي استهدفتها اسرائيل بدت بعيدة جدا عن الاكتمال مقارنة مع مفاعل عراقي دمرته القوات الجوية الاسرائيلية عام 1981.

وقال المحلل الأمريكي المتخصص في الشؤون النووية ديفيد أولبرايت لرويترز " يدور سؤال حقيقي للغاية حول ما إذا كانت سوريا قادرة فنيا وماليا على بناء مثل هذا المفاعل. من الصعب تبرير ضربة جوية على منشأة في مرحلة مبكرة للغاية من الانشاء واذا كان قد تم توريد مخططاتها بمعرفة كوريا الشمالية فمن غير المرجح استكمالها مطلقا." في اشارة الى اتفاق نزع السلاح النووي المبرم في وقت سابق هذا العام مع كوريا الشمالية.

وتابع "ربما أرادت إسرائيل توجيه رسالة لإيران. تريد الولايات المتحدة تخويف إيران (للتخلي عن النشاط النووي) .. وربما كانت هذه الضربة الجوية وسيلة لذلك." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى