هل أنت راض عن نفسك؟

> «الأيام» محمد علي الجنيدي:

> هل أنت راض عن نفسك؟ سؤال أطرحه على كل إنسان كبيراً في السن كان أم صغيراً ذكراً كان أم أنثى، سؤال يجب الإجابة عنه بكل صدق وصراحة وبدون هروب أو فرار أو مراوغة مع الأخذ بكل الأمور التي يجب أن تسأل نفسك عنها عن حال مستقبلك وعن أسرتك وصلة رحمك وعن أصدقائك وعن عملك وأهم من هذا وذاك عن ربك سبحانه وتعالى فعلينا محاسبة الذات فيما إذا كنت تريد معرفة إن كنت راضياً عن نفسك أم غير راض عنها.

الحمد لله على كل حال إن ما كتبه الله عز وجل لكل إنسان هو نصيبه في الدنيا يجب الرضاء به أكان خيراً أم غير ذلك ولكنا راضون عن ما قسمه الله لنا والحمد لله فالله عز وجل هو الرزاق العادل قسم الرزق بين العباد بالتساوي فإن أعطى الغني المال أعطى الفقير الصحة والعافية وإن أعطى أحداً سلطة أعطى غيره راحة البال والطمأنينة، فبعد الرضاء عن ما كتبه الله لك هل أنت راض عن نفسك فهل أديت واجبك تجاه خالقك هل أقمت شرائع العبادة والطاعة.. هل أقمت الصلاة هل آتيت الزكاة، هل أبواك راضيان عنك، هل وصلت رحمك، هل نصرت صديقك هل أغثت أخاك المستضعف، هل ربيت أولادك على الأخلاق الحميدة والعادات الكريمة، هل أديت عملك بكل تفان وإخلاص وأمانة وشرف، هل سلكت طريقاً معبداً لمستقبل خال من الشوك والعثرات، هل أفدت مجتمعك ووطنك، هل قلت كلمة حق في وجهة جبار ظالم، هل ضحيت في سبيل حرية الأمة العربية والإسلامية، هل ساهمت ولو بجزء صغير لنصرة أخوانك المستضعفين في فلسطين والعراق ولبنان، هل وهل وهل؟ أسئلة كثيرة تنتظر منك إجابة لتعرف ما إذا كنت راضياً عن نفسك أم غير راض.

للأسف الشديد سنجد أن غالبيتنا قد ارتسم على وجهه نوع من الخجل والحرج لإدراكه عجزه عن أداء ولو جزء مما ذكر، لماذا ونحن أمة حباها الله عز وجل من بين سائر شعوب العالم بقرآن نهتدي به وسنة نمشي على خطاها، لماذا تحول الطموح إلى رغبة في التملك وتحول الحلم كابوساً والأمل يأساً ليصبح الطمع والجشع صفة ملتصقة بنا، لماذا ونحن خير أمة أخرجت للناس أمة محمد صلى الله عليه وسلم أمة خصها الله من بين سائر شعوب العالم بثروات وخيرات ونعم لم نستغلها أو نستفيد منها.

فبعد ما تناولناه إن كنت راضياً عن نفسك فلابد أنك قد قمت بكل الأمور التي ذكرت وإن لم تكن راضياً عن نفسك فلابد من شعورك بالتقصير تجاه نفسك فإن كنت كذلك فأمامك المكان والزمان لإصلاح نفسك، بشرط أن يكون السعي مسبوقاً بنية خالصة صافية فالنية تسبق العمل وأن يكون مصحوباً بإرادة قوية وعزيمة عالية ومبادئ نزيهة وستجد فيما بعد راحة بال وطمأنينة ورضاء عن النفس لا محالة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى