كبرياء الدموع

> «الأيام» ناصر عيدروس العنبري /أبين -مودية

> إن الرجال عندما تبكي لا يكون هذا ضعفاً وقلة رجولة ولكن الوضع الذي هم فيه هو الذي أجبرهم على البكاء فكان حقاً على دموعهم أن تنزل وتخفف من جراحهم وآلامهم فتجدها بلسمهم في هذا الوقت العصيب الذي شاخ فيه الجبناء وتعالى فيه أراذل القوم وتباهى فيه أصحاب النفوس المريضة وكأنهم وجدوا ضالتهم في هذا الزمن المشئوم وليس عيباً أن تنزل دموع الرجل فقد تنزل ولكنها دموع يصاحبها الشموخ والإباء يصاحبها الصبر، دموع تحكي قصة المعاناة وتفاصيل الظلم وتبين تجاعيد وجه التاريخ الذي لا يرحم صغيراً ولا كبيراً قوياً أو ضعيفاً، من أحسن فسيشكره الناس ومن أساء فلن يتردد كل حر عن شتمه والتاريخ سيكون له بالمرصاد .

انزلي يا دموع سيلي فأمامك الطريق، لا نستطيع أن نمنعك، ردي للروح بعض ما أخذ منها وتذكري قول الشاعر الشعبي:

والله ابنه بكى ذي مابكى وابنه ضحك ذي كان من أول يبكونه

والله ابنك سكت والا ابني حكى انك أكلت القرص والقرطاس والتونه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى