تحرير المشاعر

> «الأيام» قادري علي محمد:

> فتشت عن ذكرياتي فلم أجدها إلا في كتبي الصفراء التي كتبتها يوماً بألوان الزهور الجميلة في وقت كان صباحاً، وفي فصل لم أعرف عنه شيئاً سوى تلك الكلمات القليلة التي قالها وهو يلوح بيديه يتوارى بعيداً.. بعيداً. سمعتها ولكني لم أميزها .. أدركت بعد ذلك أنه كان راحلاً.

فجأة! جاء الخريف ليعصف بنا .. فلم تعد تلك الزهور الجميلة إلى طبيعتها .. لكن الأحداث تبقى محفورة ومنقوشة في وجداننا نقرؤها بلغة العيون تلك اللغة البالغة الصعوبة بحلاوتها ومرارتها.

وفي آن واحد أصبحنا أسيري الأمس، وسجيني اليوم، على أمل بزوغ شمس دافئة وشجر كثيف نستظل تحته، نعيد جمع وصياغة وكتابة ذكرياتنا في كتاب جديد نتفق على وضع تسمية له أو عنوان فليكن (تحرير المشاعر) إنه كتاب يحمل حقيقة بعيدة عن الخيال، وخيالاً قريباً من الحقيقة، ومع هذا وذاك وتلك يبقى الواقع الذي عشناه والذي مازلنا نعيشه يمر بثلاث مراحل أولها قوة وفرح ومرح، وأوسطها حسرة وألم وندم، وآخرها رحيل لا رجعة منه.. فهل وعينا الدرس حقاً؟..

سؤال يظل مطروحاً بقوة والإجابة عنه مسئولية وأمانة تقعان على عاتق التاريخ.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى