قوى خارجية تلقي بظلالها على مساعي لبنان لاختيار رئيس

> قوسايا «الأيام» اليستير ليون:

>
تلقي قوى خارجية بظلالها على نضال لبنان للوصول الى اتفاق بين مجموعات متنافسة قبيل جلسة مجلس النواب الاسبوع المقبل لانتخاب خلف للرئيس اميل لحود وهو حليف مقرب لسوريا. ويواجه لبنان المحاط بسوريا واسرائيل صراعا امريكيا للتصدي للنفوذ الايراني والسوري.

مثل هذه المنافسات الاقليمية كانت دائما تغري الزعماء اللبنانيين الذين يتنافسون على السلطة في اطار نظام معقد يوزع المناصب الرئيسية بين 17 مذهبا مسلما ومسيحيا على السعي الى اقامة تحالفات مع قوى خارجية قد يتعذر ابعاد نفوذها.

ابقت سوريا على جيشها في لبنان لمدة 29 عاما الى ان اجبرت على الانسحاب عام 2005 بعد اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري لكنها مازالت تظهر نفوذها في الدولة التي كانت مهيمنة عليها في السابق عبر العديد من الحلفاء اللبنانيين والفلسطينيين.

وعلى التلال التي تحيط بقرية قوسايا المسيحية تقوم ميليشيات فلسطينية موالية لسوريا بتدريباتها ويطلق افرادها النار يوميا داخل معسكرهم المحاذي للحدود اللبنانية السورية. وقال جندي لبناني وهو يمنع الزائرين من المرور عند بوابة حديدية في مقابل الطريق المؤدي الى المعسكر الجبلي”هذه هي آخر نقطة تفتيش وهناك توجد المعسكرات.” وخلال العام الماضي حاول الجيش ان يعزل معسكرات التدريب المحاذية للحدود ولكنه لم يقترب من المنظمات الفلسطينية التي تتخذ من تلك المنطقة مركزا منذ اكثر من عشرين سنة.

وقالت هدى عبده وهي زوجة مختار قوسايا “هم لم يأذونا لكن الفلسطينيين يقيمون على اراضينا هناك .

بالتأكيد نريدهم ان يرحلوا.”

وقال تحقيق للامم المتحدة في يونيو الماضي ان هذه المعسكرات تشكل عقبة كبيرة بوجه تأمين الحدود ومنع تهريب الاسلحة.

وتقوم سوريا منذ امد طويل بإمداد حزب الله بالسلاح وجزء كبير منها يأتي من ايران وهي الداعم الاساسي للحزب الشيعي الذي قاتل اسرائيل لمدة 34 يوما السنة الماضية.

ومن الطبيعي ان دمشق تساند حزب الله وحلفاءه في الصراع حول الرئاسة التي يحتفظ بها لمسيحي ماروني.

وتساند السعودية وهي علاقتها فاترة مع سوريا الاغلبية النيابية السنية- الدرزية-المسيحية التي يقودها نجل الحريري سعد وهي تبقي حوالي مليار دولار في المصرف المركزي لضمان استقرار الليرة اللبنانية.

وقال بول سالم مدير مركز كارنيجي للسلام الدولي “السوريون لا يريدون رئيسا معاديا لسوريا او اي شخص سيتابع مسألة الامن على الحدود بزخم بطريقة لا تناسبهم.” واضاف ان السوريين يريدون ايضا رئيسا لن يضع ثقله وراء محكمة دولية لمحاكمة قتلة الحريري وعدد من الشخصيات المعادية لسوريا.

وقال سالم “يمكن لهم ان يجدوا طرقا للاستفادة من فراغ دستوري حيث لا يكون هناك رئيس او يكون هناك رئيسان وانهيار للنظام في لبنان.” ولكن في المقابل فإن اي صراع طائفي لن يكون في مصلحة ايران التي ترى ان حزب الله قد يخسر بذلك مصداقيته العربية كرمز للمقاومة ضد اسرائيل وامريكا في حال حارب كميليشيا شيعية.

وقال سالم ان “هم ايران هو المحافظة على حزب الله حيا وقويا من اجل اي مواجهة مستقبلية مع اسرائيل او الولايات المتحدة.” وقادت ايران عملية اعادة بناء في مناطق شيعية رئيسية في لبنان بعد حرب حزب الله مع اسرائيل في العام 2006.

في سهل البقاع تثير الجرافات سحب الغبار على طريق سريع شمالي بعلبك تعرض للقصف من قبل الاسرائيليين.

والآن فإن الايرانيين يعبدون ويوسعون الطريق البالغ طوله 24 كيلومترا.

وقال مهندس الموقع الايراني الذي عرف عن نفسه بانه الاخ مراد لرويترز عن طريق مترجم “نحن في خدمة الشعب اللبناني قبل الحرب وبعد الحرب.” ورحب سكان شيعة في قرية التوفيقية القريبة بالمشروع الايراني وشكوا من اهمال الدولة اللبنانية لتوفير المياه والطاقة والبنى التحتية اللازمة.

وقال علي البزال (35 عاما) الذي يعمل جزارا لرويترز “نتمنى ان تساعدنا الحكومة بقدر ما يساعدنا الايرانيون.” وفي بيروت رفض حسام خوشنفبس وهو مهندس ايراني عين من قبل الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لكي يقود عملية اعادة البناء الافصاح عن تكلفة انفاق ايران على حوالي 1481 مشروعا في لبنان.

وقال بينما كان يوقع على شيكات في مكتبه “الاهم هو التركيز على انجاز العمل بدلا من الحديث عن المال.” والجهود الايرانية مرئية بشكل اكبر بالمقارنة مع المساعدات الامريكية وهي في غالبها مساعدات عسكرية للجيش اللبناني.

وفي شهر مايو سارعت واشنطن الى تقديم الذخائر للقوات التي كانت تحارب المسلحين الاسلاميين في مخيم للفلسطينيين في شمال لبنان.

وقدمت 321 مليون دولار كمساعدات عسكرية في العامين الماضيين و60 مليونا للشرطة.

ولكن جيش لبنان المهمل منذ زمن طويل ليس لديه طائرات نفاثة او دفاعات جوية او عتاد حديث وضعفه هذا مناسب لاسرائيل وسوريا ويعطي دفعا لمقولة حزب الله بانه هو القوة الوحيدة القادرة على منع او ردع القوة العسكرية الاسرائيلية.

قال نزار عبد القادر وهو ضابط متقاعد يؤيد بناء جيش قوي “نحن بانتظار الامريكيين من اجل تحقيق وعودهم والاوروبيين لمساعدتنا.” ولدى الولايات المتحدة وهي حليف قوي لاسرائيل عدة بواعث قلق في المنطقة مثل الحرب في العراق والنزاع النووي مع ايران بالاضافة الى محاولات احياء عملية السلام في الشرق الاوسط وتريد معرفة من سيكون الرئيس اللبناني التالي قبل تحديد ما اذا سيغدقون على لبنان بالمزيد من العتاد العسكري.

ورغم افتقاره الى قيمة استرايتجية فإن واشنطن تنظر الى لبنان كنجاح نادر في الشرق الاوسط وهي تأمل بأن مجلس النواب سيعزز هذا النجاح عبر اختيار رئيس مناوئ لسوريا.

ويقول سالم ان الامريكيين لا يريدون خسارة الدولة للحرب الاهلية او للانهيار ولكنهم ايضا حذرون من اعطاء اي تنازلات لسوريا او ايران في لبنان. واضاف “الوضع يبعث بشدة على القلق.” رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى