متمردون يقتلون 17 جنديا تركيا وأردوغان يجري محادثات طارئة

> تونجلي «الأيام» فريد دمير :

>
قتل متمردون أكراد 17 جنديا تركيا على الاقل واصابوا 16 آخرين في كمين نصبوه أمس الأحد قرب الحدود العراقية مما اضطر رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان للدعوة لإجراء محادثات أزمة لبحث توجيه ضربة عسكرية لقواعد المتمردين داخل العراق.

وجاء الهجوم وهو من بين أعنف الهجمات لمتمردي حزب العمال الكردستاني المحظور خلال أكثر من عشر سنوات بعد أربعة أيام من تأييد البرلمان في أنقرة لطلب يسمح للقوات بدخول شمال العراق لملاحقة المقاتلين المختبئين هناك.

وقال اردوغان للصحفيين "اننا غاضبون جدا..ومنحنا برلماننا سلطة التصرف وفي هذا الإطار سنفعل أي شيء يتعين علينا القيام به."

وقال إن مسؤولي الجيش والحكومة سيجتمعون الساعة الثامنة مساء (1700 بتوقيت جرينتش) برئاسة الرئيس عبد الله جول لتحديد طريقة رد تركيا.

وقال وزير الدفاع التركي وجدي جونول للصحفيين في كييف بعد محادثات مع وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس ان 17 جنديا قتلوا واصيب 16 ولا يزال 10 آخرون في عداد المفقودين.

وسئل وجدي جونول عما إذا كانت تركيا ستشن ردا عسكريا على هجمات اليوم فقال "ليس بصورة فورية.. إنها (القوات التركية) تخطط (لتوغل) عبر الحدود."

وقال "نود أن نفعل هذه الأشياء مع الأمريكيين."

وحثت الولايات المتحدة حليف تركيا في حلف شمال الأطلسي وحكومة بغداد أنقرة على عدم ارسال قوات إلى شمال العراق خشية أن يؤدي ذلك إلى زعزعة استقرار المنطقة الأكثر سلما في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 للاطاحة بصدام حسين.

وقالت الحكومة العراقية انها تقوم باتخاذ خطوات هامة لإنهاء ما وصفته "باعمال ارهابية" للمتمردين الاكراد الذين يستخدمون الشمال الجبلي كقاعدة لشن هجمات على تركيا.

وساعد موقف تركيا المتشدد على دفع اسعار النفط العالمية الى مستويات قياسية خلال الاسبوع الماضي. وتمر خطوط الأنابيب التي تنقل الخام العراقي وخام بحر قزوين عبر شرق تركيا.

وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة إن 32 متمردا قتلوا في اشتباكات مستمرة. وقصفت تركيا مناطق داخل العراق صباح أمس الأحد ولم ترد تقارير عن وقوع اصابات.

وقال عبد الرحمن جادرجي المسؤول البارز في حزب العمال الكرستاني بشمال العراق ان المتمردين قتلوا 40 جنديا. ولم يتسن التحقق من هذا الرقم من مصدر مستقل.

وقالت وكالة انباء فرات المؤيدة لحزب العمال الكردستاني ومقرها في غرب اوروبا انه تم أسر ثمانية جنود.

وقال مصدر بارز في حزب العمال الكردستاني لرويترز "لا يمكننا اعطاء تفاصيل عن عدد الذين اسرناهم وكل مانستطيع قوله انهم ليسوا داخل العراق. انهم في تركيا."

وفي واقعة أخرى اليوم أسفر انفجار لغم عن مقتل مدني واحد وإصابة 13 آخرين على الأقل في حافلة صغيرة تسير وسط موكب زفاف قرب المكان الذي قتل فيه الجنود.

ويعتقد ان نحو ثلاثة آلاف من متمردي حزب العمال الكردستاني مع زعمائهم يتمركزون في معسكرات في المنطقة الجبلية بشمال العراق.

وقال الزعيم الكردي العراقي مسعود البرزاني ان اقليمه المتمتع بالحكم الذاتي سيدافع عن نفسه اذا قامت القوات التركية بغزوه.

وقال البرزاني للصحفيين بعد اجتماع مع الرئيس العراقي جلال الطالباني "اننا لن نقع في شرك الحرب بين حزب العمال الكردستاني والاتراك لكن اذا اصبح اقليم كردستان مستهدفافسندافع عن مواطنينا."

ونشرت تركيا ما يصل إلى 100 ألف جندي وعدد من الدبابات والهليكوبترات بامتداد الحدود لمحاولة منع المتمردين من العبور الى داخل تركيا.

ومع بلوغ عدد القتلى في صفوف القوات العسكرية والأمنية التركية نحو 40 خلال الشهر المنصرم وحده تتعرض حكومة أردوغان لضغوط داخلية شديدة لمطاردة حزب العمال الكردستاني داخل شمال العراق.

وقال دولت بهجلي زعيم حزب الحركة القومية معبرا عن رد فعل احزاب المعارضة "ينبغي الآن بلا ريب تنفيذ عملية عبر الحدود."

وتوعد نائب رئيس الوزراء جميل جيجيك برد سريع على كل هجوم للمتمردين لكنه حث المواطنين ايضا على التزام الهدوء.

وبدا اردوغان غير راغب في بدء توغل داخل العراق وقال دبلوماسيون غربيون ان تركيا تشعر بالقلق حول المخاطر الامنية والاقتصادية والدبلوماسية لمثل هذه الخطوة لكن الهجمات الاخيرة للمتمردين جعلت من الضربة العسكرية أمرا حتميا.

وقال مراد يتكين وهو معلق في صحيفة راديكال اليومية الليبرالية لقناة ان.تي.في "لا يمكنا توقع أن تظل تركيا صامتة إزاء مثل هذه الهجمات."

وأضاف "هذا الهجوم الذي يأتي في يوم تجري فيه تركيا استفتاء هو استفزاز واضح للغاية. إنه يظهر أن حزب العمال الكردستاني غير مهتم بالمبادرات الديمقراطية."

وأظهرت النتائج الجزئية ان الناخبين الاتراك أيدوا بقوة في الاستفتاء الذي أجرى أمس الأحد خطط انتخاب رؤساء تركيا في المستقبل مباشرة من جانب الشعب بدلا من البرلمان.

وتلقي أنقرة باللائمة على حزب العمال الكردستاني في مقتل أكثر من 30 ألفا منذ أن شن الحزب حملته المسلحة لإقامة وطن مستقل للأكراد في جنوب شرق تركيا عام 1984,وتصنف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني على أنه منظمة إرهابية.

(شارك في التغطية مكتبا بغداد و كييف) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى