هل حلت به لعنة الوصافة ؟! ..حسان بين نار الإلتفاتة وصوت المذنب المدعي للبراءة

> «الأيام الرياضي» شكري حسين:

> لا أدري ما إذا كانت (عقدة) المشاكل والهموم، التي أحاطت بنادي حسان في السنوات الفارطات، والتي بدأت بالتلاشي تدريجيا منذ قدوم إدارته (المستقيلة) قبل ثلاثة أعوام، قد عادت ونسجت خيوطها مجددا حوله لتحيل نهاره الجميل وشمسه المشرقة إلى ليل مظلم وسواد حالك.

ولا أعلم ما إذا كانت إدارة النادي المستقيلة مؤخراً قد وجدت نفسها واقعة على (مائدة) جميع حضورها من اللئام الذين لا يعرفون لأهل الفضل فضلهم، ولا يقرون لأهل الكرم كرمهم، شيمتهم الجحود، وديدنهم النكران، ودأبهم الخذلان.

نعلم أن القلق والحيرة والتوجس من القادم المجهول يلف جدران وأركان النادي العريق منذ تقديم إدارته للاستقالة قبل أكثر من خمسين يوما تقريبا وفشل جميع المحاولات التي من شأنها إثناء الإدارة عن استقالتها من منطلق أن وجودها قد مثل دافعا قويا لعجلة فريق القدم بالذات الذي عاود ملامسة فضاءات الألق بعد أن كان لسنين طويلة أسير الظلم ورهين التخبطات وحبيس المنغصات.

أتساءل ومعي الكثير عن مصير النادي الذي تلفه هذه الأيام سحب سوداء قاتمة لا يُرى فيها منفذ صغير للنور أو بصيص أمل يعيد له عافيته المسلوبة ومجده الغابر المترنح بين وطأة الخذلان وكثرة المشاكل.

لعنة الوصافة

اتصور أن لعنة الوصافة هي التي حلت بالفريق خصوصا وأن حملها قد القى بظلاله على تطلعات وآمال جماهيره التي رأت فيها بداية غيث لنجاح اولي ستتبعه نجاحات أخرى، وما لبثت أن رددت بعد الاحداث الاخيرة “الهمّ هو المكتوب عليك يا ولدي”. نعلم أن مركز الوصيف محل فخر واعتزاز الكثير من جماهير الأندية وتبذل لاجل الوصول إليه وملامسة فضاءاته والاستئثار بخيراته الكثير من الجهد والمال، لكن الامر في حسان يبدو مختلفا تماما، فبدلا من أن يكون ذلك دافعا للمزيد من الانتصارات ولبنة أولى في جدار ما تتوق اليه جماهير من نجاحات، شكل الإنجاز صدمة كبيرة بما اعقبه من اعتراضات ومشاكل وكان وبالا على الفريق وسني هدوئه وجمال استقراره.. أما لماذا؟ وكيف؟.. فنقول انه في غمرة اعتراض لاعبي الفريق الاول لكرة القدم على تأخر تكريمهم وعجز الادارة عن تلبية ذلك سريعا بحسب اعتقادهم وتخلي السلطة كما هو دأبها قديما وحديثا عن القيام بمسؤولياتها تجاه ممثل المحافظة والنظر إلى انجازه الاخير بشيء من الاجحاف وعدم الاهتمام، دفع ادارته لتقديم استقالتها، وهو ما يعني دون ادنى مبالغة انفراط عقد النجاحات التي حققها الفريق خلال السنوات الثلاث الاخيرة والمتمثلة في عودته السريعة إلى دوري الاضواء واحتلاله المركز السادس في الموسم قبل الماضي ثم المنافسة بشدة على لقب الدوري المنصرم، الذي كان على مقربة تامة منه لولا بعض لحظات الخمول وعدم الجدية عند بعض اللاعبين والتفريط ببعض النقاط السهلة وما صاحب مباراة شعب إب من احداث وغيرها.. إلى جانب ما حققته الادارة من استقرار في الجوانب المالية ورفعها لسقف الرواتب من 3000 إلى 20000 ريال، وايضا الحوافز التي وصلت إلى حد 10000 ريال لكل فوز يزيد احيانا أو ينقص في مرات قليلة، إلا أن الاستقالة المفاجئة بددت كل هذا وقوّضت حلم الفريق وأنصاره في تحقيق المزيد من النجاحات، اذ يحسب لادارة الشيخ طارق الفضلي انها نقلت الفريق بشكل كبير وأحدثت فيه الفارق، وما كان لذلك أن يتحقق لولا حرص رئيس النادي وتفاني نائبه زيد سيف اليافعي اللذين يعود اليهما الفضل في استقراره خلاله فترة عملهما نظير ما يمتلكانه من علاقات جمة ساهمت في تذليل الكثير من الصعاب.

صوت المذنب

لا أدري لماذا تذكرني شكوى اللاعبين من ادارة النادي بالمثل الصيني القائل “صوت المذنب الذي يدعي البراءة دائما هو الأعلى) على اساس أن الشكوى لم تكن في محلها ولا في وقتها، ومع تأكيدنا أن لاعبي الفريق الاول يستحقون بالفعل التكريم اللائق نظير ما قدموه من جهد وعطاءات كبيرة خلال منافسات الدوري، إلا أن استعجالهم التكريم وشكواهم التي بحسب وجهة نظري الشخصية في غير محلها لأسباب كثيرة اولها أن المجلس المحلي الذي اشتكى إليه اللاعبون لا يقدم ولا يؤخر في الامر شيئا وقد اثبتت الايام أنه كان بمنأى عن هموم النادي ومشاكله وأتحدى أحدا أن يقول أن المجلس المحلي كان قريبا من الفريق ويتلمس همومه باستمرار أو ساهم في حل مشكلة ما، بل هو أعجز من أن يدعم النادي ولو بمبلغ 10000 ريال شهريا، وثانيا الادارة كانت تسعى وتتخاطب مع بعض الخيرين من اجل اقامة التكريم اللائق والمناسب ولم تتجاهل عطاءات شباب الفريق لكنها صدمت بتملص السلطة المحلية في المحافظة وعدم اهتمامها بالتكريم، ومع ذلك لم تستسلم وكانت تسعى بجد إلى توفير المبلغ المناسب قبل أن تُصدم بموقف اللاعبين الذي اعتبرته اجحافا وجحودا لجهودها الكبيرة خلال سنوات عملها، ثالثا أن الفريق البطل أهلي صنعاء لم يُكرم إلا في العشر الأواخر من رمضان ولم نسمع أو نعلم أن أحدا من لاعبيه قد ابدى تذمرا أو رفع شكوى ضد ادارة ناديه، وهم المتوجون بالبطولة والمتربعون على عرشها، والادهى من ذلك أن مبالغ التكريم لم تصل إلى نصف ما كان سيحصل عليه لاعبو حسان في حال بقاء ادارتهم المستقيلة.. وهنا الفرق بين تفكير اللاعب ونظرته للمستقبل .. والغريب أن شكوى اللاعبين قد لاقت استحسانا كبيرا من قبل مدمني الفشل ودعاة التضليل، والنتيجة أن التكريم اصبح بين (حانا) التأجيل المستمر و(مانا) الضياع المنتظر.

أضاعوه وأي رجل أضاعوا

قد لا يعرف الكثير أن سيف زيد اليافعي يعد وبحق قلب النادي النابض وإكسير الحياة بالنسبة له.. وعلى يديه تسهلت الكثير من الامور وتدحرجت صخرة الألم وحلّت ايام السعد والهناء.

وزيد رجل عصامي يعشق الاخلاص ويذوب حبا في العمل، لذلك لم يكن غريبا أن يكون هو وحده في الواجهة، ولا أبالغ اذا ما قلت إنه كان يمثل الادارة بحد ذاتها، فعند حدوث أي مشكلة أو عارض تتجه الأعين نحوه وترصد ردة فعله.. كان حكيما وهو يتعامل مع بعض الاحداث بروح عقلانية كبيرة، كان رائعا وهو يمتص حدة الانفعالات المتطايرة هنا وهناك بذكاء خارق، وكان بديعا وهو يواجه الامور برباطة جأش وحدس بالغ، كان زيد بالنسبة للاعبين بمثابة الأب ذي القلب الكبير، يستمع إلى هموهم ولا يتذمر، ينصت إلى شكاواهم بوجه بشوش غير مكفهر، ويوزع ابتساماته وأفضاله على الجميع دون أن ينتظر من احد جزاء ولا شكورا، لأنه قد ذاب عشقا في حسان وهام في اسمه وتاريخه من قديم الزمان.. ذرف ذات يوم دموعا مالحة من أجل حسان وكان منظره مثيرا للشفقة والكلمات تتدحرج بصعوبة من فيه وهو يقول: كان أملي في الحياة أن ارى قائد فريق حسان يرفع درع الدوري، ويجهش بالبكاء.. ضحى بوقته وصحته وراحته من أجل إعلاء راية النادي وسط ظروف غير ملائمة، وبدلا من تقديم آيات الشكر والعرفان لمجهوداته جازوه بالجحود والنكران.. حاولت أن تمد لهم يدك وأرادت بعض الأسنان قضمها.. أردت أن تسقيهم ماء زلالا عذبا وسقوك سماً زُعافا، وكأني بك يا زيد تقول:

جازيتموني بالوصال قطيعة

شتان ما بين صنيعكم وصنيعي

ويا أبا طلعت أنت لم تخسر حسان، ولكن حسان هو الذي خسرك، وسيتذكر لاعبوه ولو بعد حين أيَّ رجل أضاعوا؟

التكريم والوظيفة

ينبغي على السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة بالمحافظ الجديد محمد صالح بن شملان، الذي استبشرت جماهير الرياضة في أبين بمقدمه، أن تسارع في عملية تكريم عناصر الفريق الاول الذين تحدوا الظروف وقهروا الإمكانيات، ولو بالتواصل مع الرجال الخيرين الذين أبدوا تعاطفا كبيرا مع حسان خلال السنوات الثلاث الاخيرة، كالشيخ أحمد صالح العيسي وحافظ معياد وأركان حرب اللواء 312 العميد أحمد علي الشمج وغيرهم، والعمل على لم شمل الفريق الذي تنتظره في الأيام القليلة القادمة استحقاقات هامة كبطولة كأس الاستقلال الثالثة التي تنظمها صحيفتا “الأيام” و”الأيام الرياضي”، وتعيين لجنة مؤقتة لادارة شؤونه على اعتبار أن تركه هكذا وبدون ادارة لفترة طويلة أمر غير صحيح ولا منطقي، والبحث الجدي في حل اشكالية الوظائف التي وُعد بها اللاعبون منذ أكثر من 3 سنوات بناء على التزام من قبل الرئيس الفخري للنادي العميد علي محسن الاحمر، وأيضا سرعة الالتقاء بلاعبي فرق النادي المختلفة والاستماع إلى همومهم ومناقشة أوضاعهم حتى يتسنى لهم الدخول في معمعان المنافسات القادمة وهم في وضعية افضل من ذي قبل، وإلا سنقرأ على حسان الفاتحة من الآن.. فما رأي المحافظ محمد صالح شملان؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى