الجيش الاميركي يعلن قتل 49 "مجرما" خلال عملية عسكرية في مدينة الصدر

> بغداد «الأيام» عمار كريم :

> اعلن الجيش الاميركي ان قواته قتلت 49 "مجرما" في عملية عسكرية شنها فجر أمس الأحد في مدينة الصدر الشيعية، معقل جيش المهدي التابع لرجل الدين مقتدى الصدر.

وقال الجيش الاميركي في بيان ان "قوات التحالف تقدر عدد القتلى في ثلاث عمليات دهم منفصلة في مدينة الصدر فجر اليوم ب49 مجرما".

واكد البيان انه ليس لدى الجيش معلومات عن سقوط ضحايا مدنيين نتيجة هذه العمليات.

وفي هذه الاثناء، امر رئيس الورزاء العراقي باجراء تحقيق في الحادث حسبما افاد بيان صادر عن رئاسة الوزراء.

وافاد البيان ان اللجنة الوزارية للأمن الوطني عقدت اجتماعا برئاسة رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحه نوري المالكي و"ناقشت المداهمات التي نفذتها القوات المتعددة الجنسيات في مدينة الصدر واسفرت عن استشهاد وجرح عدد من المواطنين الابرياء".

وشدد المالكي في البيان "على ضرورة عدم استخدام القوة المفرطة في ملاحقة المطلوبين وبما يؤدي الى الحاق الضرر بالأبرياء وممتلكاتهم".

واكد ان "التنسيق بين القوات العراقية والمتعددة الجنسيات كفيل بتحاشي وقوع حوادث مؤسفه"، مشيرا الى انه "سيتم التحقيق بالعمليات التي حدثت في مدينة الصدر".

لكن الجيش الاميركي اكد انه "قتل حوالي 49 مجرما خلال ثلاث عمليات منفصلة شنتها قواته فجر الاحد في مدينة الصدر استهدفت خلية خاصة مسؤولة عن عملية قتل وخطف" ويشتبه بمسوؤليتها عن خطف جندي اميركي في تشرين الثاني/نوفمبر 2006 وجندي اخر في ايار/مايو الماضي.

وان احد الجنود المخطوفين من اصل عراقي يعمل مترجما خطف بعد ان غادر المنطقة الخضراء، دون تصريح او ابلاغ قيادته، لزيارة عائلته في بغداد. واتهم الجيش الاميركي انذاك ميليشيات شيعية بالوقوف وراء خطفه وشن عمليات في مدينة الصدر دون جدوى.

واكد البيان الاميركي ان "العملية استهدفت قياديا في خلية سرية تؤكد المعلومات الاستخباراتية انه يتلقى تمويلا من ايران لتنفيذ عمليات خطف وقتل مهمة في العراق".

لكن البيان لم يوضح ما اذا كانت القوات تمكنت من قتله او اعتقاله.

واضاف ان "القوات البرية بدأت خلال العملية تفتيش عدد من المنازل المستهدفة لدى وصولها الى المنطقة المستهدفة، وتعرضت لاطلاق نار من اسلحة خفيفة وقذائف آر بي جي من احد المنازل".

وتابع ان "القوات البرية استدعت دعما جويا ووجهت ضربات لمصادر النيران لوقفها".

لكن مصادر امنية عراقية اشارت في وقت سابق ان "قوة اميركية داهمت منطقة الكيارة والجوادر (شمال شرق مدينة الصدر) واشتبكت مع عناصر مسلحة ما اسفر عن مقتل عشرة اشخاص على الاقل واصابة اكثر من اربعين اخرين".

واضافت المصادر ان "العملية بدأت بعد منتصف ليل السبت الاحد واستمرت حتى الساعة السادسة بالتوقيت المحلي (الساعة الثالثة ت.غ.)".

واكدت ان "الاشتباكات العنيفية اسفرت عن اضرار لحقت بعدد من المنازل والسيارات المدنية".

من جهتها اعلنت مصادر في مستشفيي الشهيد الصدر والامام علي في مدينة الصدر "استلام عشر جثث على الاقل بينها طفل وفتاة واكثر من اربعين جريحا بينهم عدد قليل من الاطفال والنساء".

وافاد مصور فرانس برس الذي حصل على صور لبعض الضحايا ان صبيا في العاشرة بين القتلى اضافة الى فتاة كما ان هناك عددا من الصبية بين الجرحى الذين توزعوا على مستشفيي الامام علي والشهيد الصدر.

وكان الميجور وينفيلد دانيلسن المتحدث باسم الجيش الاميركي اعلن في وقت سابق ردا على التقارير التي اشارت الى سقوط ضحايا مدنيين "ليس لدينا اي دليل على وجود اي مدني بين القتلى او الجرحى"، مشيرا الى عدم توافر "معلومات لدينا حول عدد القتلى بين الارهابيين".
واضاف ان "قوات التحالف تبذل كل الجهود لحماية المدنيين الابرياء".

من جانبه، استنكر التيار الصدري العملية واعتبرها حلقة من سلسلة مؤامرات ضد التيار وحمل الحكومة العراقية المسؤولية.

وقال صالح العكيلي النائب في البرلمان العراقي عن الكتلة ان "ما حصل في مدينة الصدر هو حلقة ضمن سلسلة المؤامرات التي تقودها قوات الاحتلال الاميركي في العراق ضد ابناء التيار الصدري الذي اكد ويؤكد مطلبه الاساس ولا حياد عنه وهو جلاء المحتل".

واشار الى ان عدد القتلى في عملية الدهم اليوم كان عشرة فقط معظمهم من الاطفال والنساء وليس 49 كما اعلن الاميركيون.

واضاف ان التيار الصدري ونوابه "يدينون هذا العمل البربري ونحمل الحكومة العراقية وقوات الاحتلال مسؤولية ما حصل من اعتداء".

وتابع "هذه ليست المرة الاولى التي تستهدف فيها مدينة الصدر وليست الاولى التي تسكت فيها الحكومة العراقية دون ان تصرح ان كانت على علم او لا بما حصل".

وتعتبر هذه العملية الاكبر ضد الميليشيات الشيعية في مدينة الصدر بعد اعلان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر اواخر شهر اب/اغسطس الماضي تجميد جميع انشطة جيش المهدي لمدة ستة اشهر غداة مقتل 52 من الزوار الشيعة في اشتباكات بين ميليشيات وقوات الامن العراقية في كربلاء (100 كلم جنوب بغداد).

ويتهم الجيش الاميركي بصورة متكررة عناصر منشقة من هذا التيار بتنفيذ هجمات ضد القوات الاميركية بدعم وتمويل ايراني.

وكان الناطق باسم مقتدى الصدر انتقد في خطبة صلاة الجمعة في الكوفة عناصر متمردة في جيش المهدي.

وقال الشيخ صلاح العبيدي "اقدم نصحي الى جيش المهدي وبالخصوص المتمردين على قرار قيادته وخصوصا قرار التجميد وانصحهم بالالتزام بالتصرفات التي تحفظ لهذا العنوان العقائدي هيبته وقوته".

واكد في خطبته "ان من يحاول الاساءة للتيار سواء كان محسوبا عليه او لا سيكون اول الخاسرين واكثرهم ندما".. لكن لم يصدر حتى الان اي بيان عن مكتب الصدر في شان هذه العملية. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى