تركيا..سنستنفد كل السبل الدبلوماسية قبل مهاجمة شمال العراق

> سرناك «الأيام» توماس جروف :

>
رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان
رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان
قالت تركيا أمس الإثنين إنها ستستنفد السبل الدبلوماسية قبل القيام بأي عملية عسكرية في شمال العراق للقضاء على المتمردين الاكراد الذي قتلوا 12 جنديا تركيا على الأقل في مطلع الاسبوع.

وحشدت تركيا قواتها بمحاذاة الحدود مع العراق استعدادا لاحتمال القيام بعملية ضد قواعد المتمردين الأكراد لكن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان قال إنه سيرجيء ذلك عدة أيام ليتيح للولايات المتحدة فرصة التحرك ضد الانفصاليين الأكراد.

ومن ناحية أخرى دعت واشنطن الحكومة العراقية اليوم إلى التحرك بسرعة لمنع المتمردين الأكراد من شن هجمات أخرى داخل تركيا.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض توني فراتو "لا نريد أن يكون هناك عمل عسكري أوسع على الحدود الشمالية."

وتدعو واشنطن والعراق تركيا إلى الامتناع عن القيام بعمل عسكري في المنطقة الكردية التي تتمتع بالحكم الذاتي وهي واحدة من المناطق القليلة في العراق التي تتمتع باستقرار نسبي منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للبلاد عام 2003.

وأبلغ مكتب الرئيس العراقي جلال الطالباني رويترز بأن متمردي حزب العمال الكردستاني الذين يقاتلون القوات التركية سيعلنون وقفا لاطلاق النار مساء اليوم (أمس).

ويتعرض أردوغان لضغوط من الجيش والرأي العام لتنفيذ عملية في العراق ضد حزب العمال الكردستاني الذي قتل نحو 40 جنديا في الشهر المنصرم.

وبعد الحديث مع وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس أمس وافق أردوغان على إرجاء هذا التحرك بضعة أيام. وتوجه اليوم إلى بريطانيا في زيارة رسمية.

ويقاوم أردوغان فكرة تنفيذ عملية عبر الحدود ونسب إلى وزير خارجيته علي باباجان اليوم قوله "سنلجأ لكل الوسائل الدبلوماسية قبل القيام بأي عملية عسكرية."

لكن القتال المستمر منذ عقود ضد حزب العمال الكردستاني الذي يريد وطنا مستقلا للأكراد في جنوب شرق تركيا مسألة مثيرة للمشاعر. وأكدت تركيا أن ثمانية من جنودها فقدوا بعد القتال الذي وقع في الآونة
الأخيرة.

وذكرت وكالة الفرات للأنباء المؤيدة لحزب العمال الكردستاني أن ثمانية جنود أسروا وذكرت أسماء سبعة رجال. ونفت تركيا وقوع أي من جنودها في الأسر خلال القتال.

وتراجعت الليرة التركية ثلاثة بالمئة إلى 1.2360 مقابل الدولار كما انخفضت بورصة اسطنبول خمسة في المئة اليوم بسبب القلق من إمكانية شن هجوم عبر الحدود.

وأسهم تشدد موقف تركيا في رفع أسعار النفط العالمية إلى مستويات قياسية خلال الأسبوع المنصرم. وقال حزب العمال الكردستاني إنه قد يستهدف خطوط الأنابيب التي تنقل الخام العراقي وخام بحر قزوين عبر تركيا.

انتشار قوات الكومندوس التركية
انتشار قوات الكومندوس التركية
وذكرت هيئة الأركان العامة أن 12 جنديا لاقوا حتفهم في القتال يوم أمس الأول وأن 34 متمردا قتلوا في هجوم للجيش دعمته طائرات الهليكوبتر والمدفعية على مدى اليومين الاخيرين.

ونشرت تركيا زهاء مئة ألف جندي تدعمهم دبابات ومقاتلات من طراز اف 16 وطائرات هليكوبتر بمحاذاة حدودها مع العراق تحسبا لتوغل محتمل.

وقال مراسل لرويترز إنه شاهد شاحنات عسكرية تنقل مدافع وأسلحة أخرى إلى الحدود.

وتقول تركيا إن ما يقدر بثلاثة آلاف من أعضاء حزب العمال الكردستاني يتمركزون في شمال العراق. وتعتقد أن القوات الأمريكية بمقدورها إن شاءت القبض على زعماء المتمردين في جبال قنديل واغلاق معسكراتهم وقطع طرق الامداد والتموين.

لكن واشنطن مترددة إذ أن مثل هذه الخطوات قد تزعزع استقرار إقليم كردستان وتضر بالسلطة الإقليمية هناك إذا بدت وكأنها تقف مع لتركيا ضد الأكراد.

وذكرت وسائل إعلام تركية أن أكثر من 200 متمرد شاركوا في الكمين الذي نصب صباح أمس في منطقة هاكاري الجبلية.

وفي أنقرة انضم ثمانية آلاف طالب إلى مسيرة ضد حزب العمال الكردستاني اليوم (أمس) وهي واحدة من عدة مسيرات نظمت على مدى الساعات الأربع والعشرين الماضية,وكرر زعيم المعارضة دنيز بايكال المطالبة بالقيام بعملية عاجلة عبر الحدود.

(شارك في التغطية جاريث جونز وإيفرين مسجي في أنقرة وإيما روس توماس في اسطنبول وتبسم زكريا في واشنطن) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى