مجلس النواب الحاضر الغائب في اليمن

> «الأيام» أحمد محمد اللبني/ صنعاء

> تعتبر اليمن من أوائل البلدان في منطقة الجزيرة والخليج التي لديها نظام حكم يشمل السلطات الثلاث (التشريعية - التنفيذية - القضائية) ذات استقلالية تامة، وقد مرت سنوات عديدة على مجلسنا التشريعي أو النيابي الموقر، وكما يعرف الجميع أن المجلس ينتخب من أفراد الشعب مباشرة وبالتالي فهو يمثل الشعب ويدافع عن مصالحه في كافة المحافل المحلية، ويكون الند أمام السلطة التنفيذية عندما تخطئ في حقوق المواطنين او لا تنفذ القوانين التي يصدرها الشعب ممثلاً بممثليه (مجلس النواب).

ومن صلاحية المجلس النيابي أن يستجوب أي فرد في السلطة التنفيذية مهما كان موقعه ومنصبه عندما يخطئ أو يقصر في أداء مهامه (ويا كثر أخطائهم ولا حول ولا قوة) . وهناك الكثير من اختصاصات مجلس النواب ليس هنا مجال ذكرها، الكل يعرفها، وما يهمنا أن نقول هذه الأيام بل هذه الأشهر والسنين أين مجلسنا الموقر مما يحدث، وأين دوره، وما فائدة سن القوانين والتشريعات التي امتلأت بها مكاتب الحكومة والمجلس والمكتبات في الشوارع إذا لم تنفذ . كم من أعضاء الحكومة وممثليها في كافة المرافق الذين قد تم استجوابهم، متى حمّلوا أية جهة مسئولية الأخطاء التي اقترفوها ونفذوا بهم قانون العقوبات التي تنص عليها تشريعاتهم، لم يستجوبوا أو يسحبوا الثقة منذ بداية عملهم حتى الآن من أي شخص، لديهم أدلة على فساد مسئولين كبار: وزراء ووكلاء ورؤساء مؤسسات ومدراء شركات، ولكن نجدهم يخافون أو لا يقدرون، إذن ما هي مهامهم، ولماذا لا يشعرون بأن الشعب الذي انتخبهم أصبح ينظر إليهم بسخرية وازدراء، ولماذا أصبح المواطن الذي انتخب ممثله في البرلمان يصعب عليه الالتقاء به وهو الذي يستجدي صوته ويبتسم له ملء شدقيه ليحصل على صوته؟ لماذا أصبح المواطن لا يستطيع أن يصل إلى هذا النائب إلا بشق الأنفس وإذا التقاه لا يعامله إلا بكبرياء وازدراء وعندما يطلب منه هذا المواطن خدمة مستحقة له عرقلها مسؤول في جهة ما يقوم هذا النائب بالدفاع عن المسؤول المخالف كأنه أبوه أو أخوه.. لماذا لا يكون لكل عضو من أعضاء مجلس النواب مكتب في دائرته وموظف يستقبل تظلمات وطلبات مواطني دائرته؟؟

أين هم مما يحدث هذه الأيام من اعتصامات ومظاهرات في كثير من محافظات الجمهورية بسبب انتشار ظاهرة الغلاء وارتفاع الأسعار وإحالة الكثير من المدنيين والعسكريين إلى التقاعد؟ إن مسؤولينا يديرون البلد بنظام القرن التاسع عشر ولا يعلمون أننا في القرن الواحد والعشرين ولا يعلمون أن العالم أيضاً أصبح كالقرية الواحدة وأن العالم يعلم كل صغيرة وكبيرة تحدث في تلك القرية وأصبح العالم كله يعرف أن مجلس النواب لدينا أصبح أضحوكة الجميع وكان من المفترض عليهم تقديم استقالاتهم أفضل وأكرم لهم وأن لا يترشحوا مرة أخرى ويتيحوا الفرص لغيرهم ممن قد يفيدون الوطن أكثر منهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى