هل تعود الانتخابات الأخيرة على بولندا بالهدوء ؟

> وارسو «الأيام» ايفا كرافتسكي :

>
زعيم الليبراليين دونالد توسك
زعيم الليبراليين دونالد توسك
لزم الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي الصمت تجاه نتائج الانتخابات البرلمانية التي أجريت في بلاده قبل يومين ولم يعرها أي تعليق حيث لم يهنأ الليبراليين الفائزين فيها كما يتطلبه منه منصبه وتتطلبه تقاليد اللياقة التي يبالغ البولنديون في تقديرها.

ورغم أن من حق الرئيس البولندي أن يستشار بشأن الوزراء المسئولين عن الحقائب الاستراتيجية مثل وزارة الخارجية والدفاع والداخلية فإنه لم يتدخل حتى الآن باقتراح بشأن أصحاب هذه المناصب الهامة مما يجعل التزام القصر الرئاسي الصمت يزيد الأمور إبهاما كلما مر المزيد من الوقت على الإعلان عن نتائج الانتخابات.

كان من المنطقي أن يكلف الليبراليون الذين حصلوا على أكبر نسبة من أصوات الناخبين بتشكيل الحكومة البولندية الجديدة. غير أن هذه الخطوة بالذات تعتبر من المشقة بمكان بالنسبة للرئيس ليخ كاتشينسكي لأنها تعني انتهاء فترة سيطرة أسرة كاتشينسكي على مقاليد الحكم في البلاد بعد أن استمر عامين يحكم بولندا بمساعدة أخيه التوأم ياروسلاف كاتشينسكي الذي كان يتولى منصب رئيس الوزراء.

ولم تكن العلاقة الأسرية هي الرباط الوحيد الذي يربط الأخوين التوأم اللذان في سن الثامنة والخمسين حيث اشتركا عام 2001 في تأسيس حزب القانون والعدالة المحافظ وأرادا به آنذاك بناء "الجمهورية الرابعة" كحقبة جديدة من التاريخ البولندي لتنشأ بولندا جديدة تخلف بولندا التي كانت قبل الحرب العالمية الثانية وبولندا الشيوعية التي تمخضت عنها الحرب وبولندا ما بعد الشيوعية التي تلت انهيار الاتحاد السوفيتي.

عندما فاز ليخ كاتشينسكي على زعيم الليبراليين دونالد توسك -الذي منالمحتمل أن يصبح رئيس الوزراء البولندي الجديد - في الانتخابات البرلمانية عام 2005 بادر ليخ كاتشينسكي بتحية أخيه التوأم ياروسلاف مساء يوم الانتخابات قائلا:" السيد رئيس الحزب:"أبلغكم بإتمام المهمة".

ورغم أن ليخ كاتشينسكي سيظل رئيسا لبولندا حتى عام 2010 إلى أن أخاه ياروسلاف سيضطر لإخلاء مكتب رئيس الوزراء البولندي لخلفه المحتمل توسك.

يقال إن الأخوين كاتشينسكي كانا يتهاتفان يوميا مع بعضهما البعض كل من مكتبه وأن كلا منهما كان يصف شقيقه كأهم مستشار للآخر. لذا فمن الطبيعي أن ألا تكون لحظة تعيين الرئيس كاتشينسكي خليفة أخيه لحظة سعيدة.

علق ياروسلاف كاتشينسكي على نتائج الانتخابات في الإذاعة البولندية أمس الثلاثاء بالقول إن هذه الانتخابات تعتبر دليلا على أنه "من الممكن أن ترتكب أخطاء في الديمقراطية". وتحمس ياروسلاف كاتشينسكي عند إعلانه أن "الجمهورية الرابعة خسرت إحدى معاركها ولكنها ستكسب الحرب".

وسرعان ما تعالت بالفعل أصوات في وسائل الإعلام البولندية بشأن الاستراتيجية المحتملة في "حرب القصور" بين حزب القانون والعدالة والحزب الليبرالي حيث يمنح الدستور البولندي للرئيس سلسلة من السلطات التي يمكن من خلالها تصعيب عمل الحكومة. وعلى ذلك علقت مجلة "بريتسجلاد" البولندية على نتائج الانتخابات بالقول:"يخطأ من يظن أن الانتخابات ستعود بالهدوء على بولندا ولن تنتهي اللعبة إلا باستسلام أحد الطرفين إما الأخوان كاتشينسكي أو معسكر الجمهورية الثالثة ..".

اعتبر ياروسلاف كاتشينسكي خلال لقائه مع الإذاعة البولندية تحالف خصومه و وسائل الإعلام البولندية "المعادية" سبب هزيمة حزبه القانون والعدالة.

وربما كان الإعلان عن تشكيل لجان تقصي الحقائق التابعة للهيئة البولندية لمكافحة الفساد وسيلة لتصفية حسابات سياسية.

حتى التلفزيون الرسمي البولندي الذي أقال منه ياروسلاف كاتشينسكي الكثير من الأصوات الناقدة له لم يسلم من اتهام كاتشينسكي له بالتآمر مع الفائز في الانتخابات البرلمانية حيث اعتبر ياروسلاف كاتشينسكي مجرد المقطع الإعلامي الذي دعت فيه القناة الرسمية للتلفزيون البولندي للمشاركة في الانتخابات مخاطبة المواطن البولندي بالقول:"اذهب للانتخابات.. غير بولندا" دعوة لخلع الحكومة البولندية التي كان يرأسها. (د.ب.أ)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى