بدايات الصحافة العدنية وتطورها (تجربة «الصباح» أنموذجا)

> عدن «الايام» مصطفى غيلان:

> اختتم في مقر اتحاد الأدباء والكتاب قبيل عطلة عيد الفطر المبارك فعاليات برنامج ليالي عدن الثقافية، بفعالية كرست للصحافة اليمنية في عدن وتجربة صحيفة «الصباح» التي يرأس تحريرها سعيد الجريك.

أدار هذه الندوة الفنان التشكيلي والكاتب علي محمد يحيى الذي استهل كلمته بتقديم عرض موجز عن بدايات الصحافة العدنية وتطورها (تجربة «الصباح» أنموذجاً) مستعرضاً دورها في العمل السياسي والوطني والنضالي السلمي، وفنون التحرير الصحفي.

وفي مفتتح هذه الفعالية تحدث الأخ مبارك سالمين رئيس اتحاد الأدباء والكتاب فرع عدن عن هذه الفعالية المقامة معبراً عن شكره وتقديره لكل المشاركين فيها من الأدباء والكتاب الذين بلغ عددهم قرابة المائة مشارك في مختلف الأنشطة، لافتاً إلى ضرورة ارتقاء الاتحاد بفعالياته، والأخذ بأشكال التنظيم والإعداد والأداء التي غالباً ما يتم تسييرها بروح العمل الجماعي.

وعقب حديثه ألقى الأخ الأستاذ عبدالرحمن عبدالخالق الرئيس السابق للفرع أستاذ الصحافة في جامعة عدن كلية الآداب مداخلته حول الصحافة في عدن (تجربة «الصباح») التي تناول فيها الخلفية التاريخية لتاريخ الطباعة والصحافة في اليمن، وأوضح أنه في عام 1839م ضمت بريطانيا عدن و ما يسمى بالمحميات الشرقية تحت حمايتها ونفوذها، وبعد 13 عاماً أي عام 1852م جلبت الإدارة البريطانية مطبعة عرفت فيما بعد بمطبعة السجن، والسبب أن العاملين عليها هم من المساجين، ومن الأعمال الطباعية لهذه المطبعة طباعة كتاب (الماجور نور) وكانت تطبع باللغتين العربية والإنجليزية، وكان استيرادها استجابة لنمو حركة التجارة في عدن. وتابع: وبعد تولي استيراد المطابع افتتحت شركة قهوجي دنشو وإخوانه عام 1874م واقتصرت على طبع احتياجات الشركة، وكانت حروفها بالإنجليزية والكجرتية والعربية والعبرية، وفيها تمت طباعة أول صحيفة تصدر في عدن اسمها (جريدة عدن) الأسبوعية في أكتوبر 1900م، وقد أصدرها و. بيل (W.BEAlE) لكنها لم تستمر في الصدور سوى عام واحد، وغادر بيل عدن إلى بريطانيا، وعند عودته إلى عدن بعد 14 عاماً عاود التجربة فأصدر جريدة «البؤرة العدنية» (ADEN FOCUS).

ثم حسب قوله توالى إنشاء المطابع وإصدار الصحف والمجلات كمجلة «الكواكب الشهرية» المتخصصة في الشؤون العسكرية التي أصدرها اللفتنانت كولونيل بوراديل عام 1925م.

وقال:«في تقديري الشخصي أن الأستاذ إبراهيم راسم هو الذي حرك في 1937 دولاب الطباعة العربية الحديثة في عدن من خلال شرائه مطبعة الهلال وإدارة مطبعة أحد أصدقائه «مطبعة الكواكب»، فمن حروف مطبعته خرج ديوان (الأغاني اللحجية) للشاعر أحمد فضل القمندان ورواية (سعيد) للأستاذ محمد علي لقمان وكتلوج أغاني أسطوانات (أوديون) لحسين أحمد طه الصافي في عام 1929 وصدور الأعداد الأولى من صحيفة «فتاة الجزيرة» لصاحبها محمد علي لقمان الصادرة في الفاتح من يناير 1940م وهي أول صحيفة أهلية. وصدر منها لاحقاً صحيفة «إيدن كرونيكل» باللغة الإنجليزية، كما طبعت صحيفة «صوت اليمن» الناطقة باسم الجمعية اليمنية الكبرى ورواية (يوميات مبرشت) لعبدالله الطيب أرسلان».

وتتبع الأخ عبدالرحمن الصحافة متناولاً صحافة الأربعينات بظهور «فتاة الجزيرة» ومجلة «الأفكار» الشهرية التي أصدرها محمود علي لقمان في عام 1945 وصحيفة «اليمن» لسان حال الجمعية اليمنية الكبرى التي رأس تحريرها الزبيري، والتي توقفت على إثر هزيمة الحركة الدستورية عام 1948م وصحيفة «الفضول» التي رأس تحريرها عبدالله عبد الوهاب نعمان في 15 ديسمبر 1948م، كذلك جريدة «السلام» في كارديف لصاحبها الشيخ عبدالله علي الحكيمي ومجلة «المستقبل» التي صدرت في يناير 1949م رئيس تحريرها عائض سالمين باسنيد ومحررها الأول عبدالله باذيب.

ثم واصل حديثه بتناول صحف الخمسينات ومنها صحيفة «البعث» التي تأسست في عام 1955 وكان رئيس تحريرها الأستاذ محمد سالم علي.

والتي كان لها دور في خلق الوعي النقابي، وصحف «القات والفكر والعامل» التي جاء تأسيسها مع نشوء الحركة العمالية وتعبيرها السياسي (الجبهة الوطنية المتحدة) وصحيفة «الفجر» التي صدرت في أغسطس 1957م، أما أول الصحف اليومية فكانت صحيفة «اليقظة» وتحديداً في أول يناير 1956م لصاحبها عبدالرحمن جرجرة، وصحيفة «الأيام» لصاحبها محمد علي باشراحيل الصادرة في يناير 1958م.

ثم تطرق إلى عقد الستينات وظهور صحيفة «الصباح» التي تأسست في 7 مارس 1966م في أوج الصراع الوطني وفرض الدمج القسري بين الجبهة القومية ومنظمة التحرير في 13 يناير 1966م، وعاودت صدورها بعد إيقافها بعد الاستقلال في 17 فبراير 1970م ثم سنة 1980م وهذه هي المرحلة الثالثة لإعادة إصدارها.

شارك في هذه الأمسية الأخ شاهر محمد سعيد من خلال قراءة مبارك سالمين مداخلته التي تناول فيها سيرة سعيد الجريك ومراحل إصدار «الصباح» وتعثرات الإصدار.

وفي ختام حديثه قدمت الأخت نادرة عبدالقدوس مداخلتها التي تطرقت فيها إلى تاريخ الصحافة اليمنية والأدوار النسائية في العمل الصحفي والوطني، مثل ماهية نجيب وسعيدة باشراحيل.

كما تطرقت في مداخلتها إلى صحيفة «الصباح» ومراحل تطورها، ونماذج من تصدياتها للأوضاع العامة في اليمن.

وكانت الكلمة الختامية للدكتور جنيد محمد الجنيد نائب رئيس فرع الاتحاد، التي أشاد فيها بالمشاركة وتسيير هذا البرنامج الرمضاني وإدارته، وبصحيفتي «الأيام» و«14 أكتوبر» على التغطيات الصحفية لفعاليات البرنامج.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى