حديث الذكريات مع عملاق الشباك عادل إسماعيل هدف الأخوين باعامر خدعت فيه فسكنت الكرة شباكي

> «الأيام الرياضي» خالد هيثم:

>
أثناء حديثه للزميل خالد هيثم
أثناء حديثه للزميل خالد هيثم
بعد غياب لأسابيع ها هم نجوم العيار الثقيل والزمن الكروي الجميل يعودون على صفحات «الأيام الرياضي»،ولأننا أردنا أن تتميز هذه العودة، فقد جاءت الظروف كما نشتهي بوجود واحد ممن لن تنساهم كرة القدم وجمهورها، لأنه سوبر وذو خصوصية في حراسة الشباك ولأنه عملاق وذو مقومات وشجاعة وضعته بين أفضل حراس المرمى على مر السنوات في كرة القدم اليمنية، إنه الكابتن الأخطبوط عادل إسماعيل لاعب فرق الروضة والانتصار والجزيرة وشمسان والمنتخبات.

«الأيام الرياضي» لم تكذب خبر سماعها بوجوده في عدن التي قدم إليها من بريطانيا حيث يقيم، فسألت عنه وذهبت إليه لتنبش في ذاكرته وتستخلص ما هو في السطور القادمة :

موعد وموهبة

في اعدادية المعلا عام 1967م كانت هناك موهبة حقيقية تلفت الأنظار إليها رغم صغر سنها الذي لم يتجاوز الثانية عشرة من العمر، فقد رصدت عيون الكابتن طارق مرتع الأستاذ ولاعب الشباب الرياضي المزايا الخاصة لأحد طلابه وهو يلعب كرة القدم ويذود عن المرمى باقتدار وبنيان لافت ومهارة وليونة وشجاعة تفرض نفسها على كل من يتابعه ويراه.

فكانت هناك رعاية خاصة من قبل طارق مرتع بهذه الموهبة التي تدعى عادل إسماعيل من خلال التوجيه والتشجيع والتحفيز لهذا الفتى اليافع الذي يمتلك مقومات التطور.

غازي عوض ومران خاص

في ظل القناعة التي تولدت عند مرتع بموهبة عادل إسماعيل وفي ظل العلاقة التي تربطه بالكابتن غازي عوض أحد أفضل نجوم كرة القدم في ذلك الوقت على أساس وجودهم كلاعبين في فريق الشباب الرياضي فقد كان مرتع يأتي بغازي عوض خصيصاً للتسديد عليه واختبار قدراته وتطويرها كونه يمتاز بتسديداته القوية، في ظل ذلك لم ينتظر هذا الفتى طويلا رغم صغر السن فتسلح بمقوماته وموهبته والتحق بنادي الروضة في منطقة القلوعة حيث سكنه في عام 1969م.

انطلاقة مبكرة

جاءت البداية الرسمية للكابتن عادل إسماعيل كحارس في صفوف نادي الروضة رائعة من خلال مشاركته في مسابقة كأس ناصر عام 70 وهي أول تواجد له مع الفريق وقد قال الكابتن عادل إسماعيل إنه يتذكر تلك المشاركة وكيف جاءت، فقد ابتدأت بلقائه الأول الذي جمع الروضة والهلال الذي يزخر بنجوم كبار كعوضين، صالح عمر، محمد عمر وآخرين، في هذه المباراة ابتدأ عادل إسماعيل المشوار وجاء الظهور قويا واستطاع أن يؤكد قدراته وهو يواجه عمالقة كرة القدم، ففي تلك المباراة جاءت ضربة جزاء لصالح الهلال انبرى لها الكابتن واللاعب الكبير عوضين فلعبها خارج المرمى فأعادها الحكم ليتصدى لها الحارس القادم بقوة عادل إسماعيل ليبدأ موسمه الأول بشكل رائع، ويستمر بعد ذلك مع فريقه الروضة الذي لم يكن في مستوى الفرق الأخرى، ومع ذلك كان هذا الفتى سدا منيعا يحول دون الخسائر الثقيلة، ويكفي أنه تصدى لسبع ضربات جزاء في هذا الموسم الأول.

رسم المشوار

لم يكن الكابتن عادل إسماعيل بما امتلكه من مقومات يحتاج لوقت طويل كي يرسم التألق بين الثلاث الخشبات، فقد كان بزوغه سريعا، وبعد الروضة جاء الانتصار بعد الدمج وتواجد مع مجموعة من اللاعبين مثل محمود ناصر، عبدالخالق حسين، علي سعيد الحبشي، أولاد بادر، الدفعة، قاسم عبدي وآخرين فواصل ما بدأه وزاد رصيده لتأتي مرحلة أخرى بدمج الانتصار والروضة في فريق الجزيرة مع مجموعة أخرى من النجوم المميزة أمثال عبدالله خوباني، أحمد محسن المشدلي، الشيباني، عبدالله عون، معتوق خوباني، والوزان وهؤلاء لم يستمروا كثيرا وكان عادل إسماعيل بالنسبة لهم صغيرا ثم جاء زكي أحمد قائد، جميل القحم، قاسم عبدي، بوتن، يحيى فارع، محمد الحبشي، جميل سيف، وتبدأ مرحلة جديدة في وجود حراس مميزين مثل محمد اليافعي وخالد هركلس، وبمرور الأيام أصبح الكابتن عادل إسماعيل الحارس الأساسي لفريق الجزيرة ويخوض معه مباريات عديدة زادت من رصيده الكبير على اعتبار أنه عند الدمج في نادي الجزيرة عام 73م كان قد أصبح لاعبا دوليا وصاحب سمعة طيبة في الوسط الرياضي.

شمسان والنضوج والتألق

في عام 1975م جاءت مرحلة الدمج بين الأندية ليصبح عادل إسماعيل لاعبا في نادي شمسان الرياضي وقائدا له من أول مباراة مع مجموعة من اللاعبين عبدالرزاق إبراهيم، جميل سيف، عادل سعيد، خالد البراق، مراد بامدهف، محمد عبده، فضل عبدالفتاح، يحيى فارع، محمد الحبشي وآخرين لم يتذكرهم.

مع البرتقالي سطر عادل إسماعيل مع رفاقه أروع المستويات وصنعوا لنادي شمسان تاريخا ناصعا فقد توجوا أبطالا للدوري موسم 81م وكانوا فريقا منافسا على صدارة الترتيب حتى عام 86م.

في مشوار عادل إسماعيل مع شمسان يتذكر يوم فاز على التلال في نهائي سباعي كأس 22 يونيو، وسجل هدف الفوز من ضربة جزاء ارتدت من القائم الداخلي فلم تحتسب إلا بعد أن أكد الحكم المساعد أنها هدف، يومها تسلم الكأس من الرئيس علي ناصر محمد.

آخر محطة في المشوار

آخر المحطات الكروية للكابتن عادل إسماعيل في صفوف طليعة تعز الذي انتقل إليه عام 86م وخاض معه تجربة طويلة امتدت لست سنوات قدم فيها الكثير، وابتدأت بمباراة ضد فريق المجد القوي في تلك الفترة، حيث وصل إلى تعز ليلة المباراة، ومع ذلك لعب أساسيا وتألق وساهم في إبقاء شباك الطليعة نظيفة حتى نهاية المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي، استمر عادل إسماعيل مع الطليعة حتى عام 1992م عندما أنهى مشواره الكروي الطويل الزاخر والرائع.

مشوار دولي

تميز الحضور الدولي للكابتن عادل إسماعيل بتواجد مبكر جداً جاء بعد ظهوره في الملاعب مع نادي الروضة مباشرة، فبعد موسمه الأول استدعي في عام 1971م للمرة الأولى إلى المنتخب المشارك في الدورة المدرسية في العراق مع مجموعة اللاعبين جميل القحم، خالد قاسم،حسن جلعوم، باجل حزام، فارض صعيدي، عبده إسماعيل، جميل سيف، إبراهيم عبده صعيدي (رحمه الله) وآخرين.

هذه المشاركة دشنت التمثيل الخارجي لعادل إسماعيل مع المنتخبات كلاعب أساسي في كل المنتخبات حتى العسكرية الشرطوية والجامعية، فاستمرلاعبا دوليا واستلم في العام 80م شارة قيادة المنتخب لجيل رائع مميز خلفا للكابتن والنجم الكبير عوضين حتى نهاية المشوار الدولي الذي شارك من خلاله في المحافل العربية والآسيوية، وقدم أفضل المستويات وحمى العرين كما يجب وصنع لنفسه إسما كبيرا بين كبار كرة القدم في تلك الفترة التي كانت مميزة بلاعبيها ونجومها الكبار لتصل مبارياته الدولية إلى ما بين 80-70 مباراة علما أن الكابتن عادل اختير للعب في صفوف منتخب شمال الوطن خلال لعبه مع الطليعة إلا أن هناك من وقف أمام مشاركته حسب قوله بسبب نجوميته.

مباريات لا تنسى

الكابتن عادل إسماعيل يعتز بكل المباريات التي خاضها، وقال إنه عندما كان يخوض أي مباراة ويقدم فيها أداء ومستوى فإنه يسعى في المباراة التي تليها إلى تقديم الأفضل، لذلك قال إنه يتذكر الكثير من المباريات التي يعتز بأدائه فيها.

ومنها مباراتان دوليتان الأولى أمام المنتخب السعودي في كأس فلسطين، وفيها كان الفوز حليف منتخبنا وكان أداء الحارس العملاق من عوامل الفوز بعدما وقف أمام هجمات نجوم المنتخب السعودي، يومها جاءته العديد من العروض للاحتراف الخارجي.

والثانية كانت ضد المنتخب المصري في تونس، ولهذه المباراة قصة، حيث وصل المنتخب إلى تونس وتوجه إلى الملعب فوجد لاعبي منتخب مصر يقومون بالإحماء، فسألهم المدرب المرحوم علي محسن ماذا تفعلون، فقالوا سنواجه اليمن، فتفاجأ الجميع، ومع ذلك لعبنا رغم الإجهاد وقدمنا مباراة رائعة، ولم نخسر سوى في الشوط الثاني أمام نجوم مصر حسن شحاتة، فاروق جعفر، طه بصري، عمار عبدالله وغيرهم.

أهداف في شباكه

كغيره من الحراس كانت الكرات تهز شباكه ولكن الكابتن عادل إسماعيل قال إن تسجيل الأهداف عليه كان معظمه من خارج الجزاء لأنه كان يعتبر منطقة الجزاء ملكه، ويحرص على التركيز وبشدة في حالات الانفراد وضربات الزاوية التي يذهب المدربون إلى أن تلعب إلى خارج الجزاء عندما أتواجد في المرمى.

ومن الأهداف التي قال إنه خدع فيها هدف الأخوين عبدالله وفرج باعامر في مرمى شمسان في مطلع الثمانينات، بعدما واجه عبدالله باعامر إلا أنه مرر لأخيه ليسجل في المرمى الفاضي.

خارج الذكريات

قال الكابتن عادل إسماعيل في حديثه البعيد عن الذكريات إن كرة القدم اليمنية متراجعة يوما عن يوم وإنه يأسف لتراجع أندية عدن، فهل يعقل أن يحقق التلال بطولة الدوري ثم يهبط إلى دوري الثانية، ذلك تأكيد على أن هناك فجوة تتوسع وتضر بالأندية ومسار كرة القدم فيها، كما أني آسف لما وصل إليه الحال في شمسان.

- المنتخبات تعاني من الاختيارات وعدم البحث عن اللاعب الذي يمكن أن يتطور ويكون قادرا على خدمة المنتخب لسنوات، هناك من هم مسلطون وكأنهم فرض على كرة القدم.

- لعلي أتذكر يوما أنني كنت مدربا للحراس مع المنتخب في قطر فتواجد رئيس بعثة من هؤلاء المتسلطين وكان يتدخل فيما لايعنيه فحصل اختلاف وتصرف بأمور من العيب أن نذكرها.

- مدرب الحراس نفتقده في أنديتنا ومنتخباتنا وهذه من معوقات تطور الحراس، وظهور حراس مميزين.

- تواجدي في الأجهزة الفنية للمنتخبات ممكن إذا وجهت لي الدعوة.

- دعوة خاصة أوجهها لقيادات شمسان عبدالجبار عوض، أحمد محسن، حميد شيباني، عبدالصمد قاسم، أنيس خوباني، عثمان صالح، والآخرين ألا ينسوا شمسان ويلتفوا حوله ليستعيد وضعه، فهم الأولى والمرجعية، كما أتمنى ألا ينسوا الشخصية الشمسانية عبدالعزيز الخال ولو بطلة وزيارة وسؤال كما حصل قبل شهور.

متفرقات في الحديث

- سعيد دعالة هو أفضل لاعب رأيته، فهو صاحب إمكانيات خاصة.

- محمد عبده زيد ونصر شاذلي شخصيتان أحببتهما في مشواري وحياتي الرياضية.

- لم أعمل يوما حسابا لأي مهاجم، وكنت أنظر لكل من في الملعب.

- قبل أن ألعب سمعت عن حارس كبير إسمه نديم حزام ومن الحراس الذين رأيتهم سيد محمود ولوسي.

- جميل سيف، أبوبكر الماس، نورالدين، علي نشطان، الهرر، الخلب، باعامر، عبدالله مسعود، عزيز عبدالرحمن، عدنان سبوع، حسين جلاب، زكي أحمد قائد، عادل سعيد، عزيز سالم، حسين عمار، عبدالرزاق إبراهيم زملاء المشوار.

- وليد عبداللاه، نضال نصيب، حلمي محفوظ، حراس جاءوا بعدي وتمنيت أن يسيروا على نفس المنوال إلا أن ذلك لم يتحقق لأسباب مختلفة.

- الحارس عبادل كان ممن شجعوني في مشواري.

- كل المدربين الذين تعاملت معهم أصحاب فضل عليّ بعد رب العالمين.

- لن أنسى حادثة عرقلتي للكابتن جمال حمدي في تمرين لمنتخب الشطر الشمالي سابقا، فبعدها انتظرني الجمهور خارج أسوار ملعب الظرافي للنيل مني بعدما نقل حمدي إلى المستشفى.

بطاقة النجم

الإسم: عادل إسماعيل محمد

مواليد: 1955م

الوظيفة: بدون - مهاجر

لاعب: الروضة، الانتصار، الجزيرة، شمسان، طليعة تعز والمنتخبات.

الحالة الاجتماعية: متزوج وأب لولد وبنت.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى