> قال الجيش الامريكي انه قتل 11 شخصا في هجوم بطائرة هليكوبتر على مجموعة من الرجال شوهدوا وهم يزرعون قنبلة على الطريق في منطقة شمالي بغداد أمس الثلاثاء. لكن الشرطة وبعض السكان قالوا إن القتلى مزارعون ونساء وأطفال.

وأقر الجيش الأمريكي بأن القتلى بينهم خمس نساء وطفل لكنه القى باللائمة على المسلحين لاستخدامهم منزل المدنيين ملاذا من هجوم القوات الامريكية. واضاف ان عضوا معروفا من خلية لزرع القنابل قتل ايضا.

وهذه الغارة الجوية هي الثالثة التي تسفر عن قتلى في صفوف المدنيين خلال اسبوعين وتأتي في الوقت الذي يخضع فيه اعتماد الجيش الأمريكي على القوات الجوية لاستهداف المسلحين لتدقيق متزايد من جانب الحكومة العراقية وبعثة الأمم المتحدة في العراق.

وعبر مسؤولون في الأمم المتحدة عن قلقهم من عدد المدنيين الذين يقتلون في غارات جوية وقالوا إنه يجب توخي المزيد من الحذر في العمليات العسكرية لحمايتهم.

وقالت الميجر بيجي كاجيليري المتحدثة باسم الجيش الامريكي في شمال العراق إن طائرة هليكوبتر هجومية من طراز اباتشي رصدت خمسة رجال يزرعون قنبلة على الطريق بالقرب من مدينة سامراء على بعد 100 كيلومتر شمالي العاصمة العراقية.

وأضافت المتحدثة أن الهليكوبتر "اشتبكت" مع الرجال وواصلت اطلاق النار بعدما ركضوا الى منزل قريب.

وقالت "اختاروا دخول منزل للاختباء مع مدنيين. وهم بذلك قد عرضوا اناسا على الارض للخطر. نبعث بتعازينا لاسر هؤلاء الضحايا ونأسف لاي خسائر في الارواح."

لكن الشرطة وسكان في قرية دجلة كانت لهم رواية مختلفة عن الواقعة إذ قالوا إن مجموعة الرجال الذين هاجمتهم الهليكوبتر كانوا ثلاثة مزارعين خرجوا من منازلهم الساعة 4:30 صباحا بالتوقيت المحلي (01:30 بتوقيت جرينتش) لري حقولهم.

وقال عبد الرحمن اياده أحد اقارب الضحايا إن رجلين قتلا في اول ضربة وركض الناجي عائدا لمنزله حيث تجمع سكان آخرون.

وأضاف لرويترز أن الضربة الجوية الثانية دمرت المنزل تماما مما اسفر عن مقتل 14 شخصا من بينهم ستة افراد من عائلة ابراهيم جاسم وخمسة من عائلة أخرى.

وصرح النقيب عبد الله العيسوي وهو ضابط شرطة محلي بأن حصيلة القتلى هي 16 شخصا هم سبعة رجال وست نساء وثلاثة أطفال.

ويحقق الجيش الامريكي بالفعل في غارة جوية أخرى أوقعت خسائر في الارواح وأدت الى مقتل تسعة أطفال وست نساء يوم 11 اكتوبر تشرين الاول الجاري خلال عملية استهدفت زعماء للقاعدة على بعد 80 كيلومترا شمال غربي بغداد.

كما احتجت الحكومة العراقية على غارة شنتها القوات الامريكية في مطلع الاسبوع على حي مدينة الصدر الشيعي ببغداد قتلت خلالها القوات الامريكية المدعومة بطائرات الهليكوبتر من وصفتهم بما يصل الى 49 مسلحا. لكن الشرطة العراقية ذكرت ان عدد القتلى 13 وان كلهم مدنيون ومن بينهم طفلان.

ويقول منتقدون إن القوات الأمريكية تطلب عادة شن غارات جوية على مبان يعتقد أن مسلحين يختبئون فيها دون اتخاذ الحذر المناسب لمعرفة من قد يكون داخل هذه المباني أيضا.

ويقول الجيش الأمريكي إن المسلحين يستخدمون المدنيين عمدا كدروع ضد القوات الامريكية المهاجمة.