أربع شمعات أضاءت ردفان

> «الأيام» أمـــــــين علي حسن /ردفــــــان - لـــــحج

> غروب شمس 13 أكتوبر 2007م ظهر الشفق من على جبال ردفان الشماء، مثلما ظهر قبل 45 عاما بدا لمشاهديه وكأنه حزين، كان شبيها بسحابة من الدم ينبهنا بشيء سيحدث في ردفان، فحشدت السلطة المركزية قواتها لقمع اعتصام سلمي، ففي الوقت الذي تجمع فيه عدد من الناس في المكان المخصص للاعتصام جاءت أطقم السلطة المركزية لتفتح النار على صدور هؤلاء الأبرياء وخلف ذلك استشهاد اربعة شهداء وجرح العديد، وخيم الحزن في تلك الليلة الكئيبة وبانت نبوءة الشفق حقيقة وها هي أرواحهم تصلي جماعة في جبال ردفان الشماء بجانب أرواح سبقتهم في عشق الحرية ورفض الظلام فأشعلت اجسادها لكي تضيء درب الحرية.

بزغ فجر 14 اكتوبر 2007م وما إن بدأت الشمس ترسل أشعتها الذهبية إلى جبال ردفان وبإصرار من يفضلون الموت على الحياة توافد عشاق الموت لأجل الحرية من كل ارجاء المحافظات الجنوبية والشرقية قائلين:«صباح الخير يا ردفان ها قد عدنا لنعانق جبالك».. جاءوا حاملين في قلوبهم أسمى أنواع النضال، ليعتصموا، وصلوا وقد فرش لهم إخوانهم في ردفان قطيفة فصلت مـن دمـاء الاحرار، فهتـفوا سويا دونـما خـوف من بنادق وأطقم وآليات السلطة، هتفوا للحرية وللسلام، ونددوا بالطغيان مطالبين بحقوقهم المسلوبة منذ 7 /7/ 1994م وبإخراج اخوانهم المناضلين من معتقلاتهم.

إن إصرار هؤلاء الأبطال سيشكل منعطفا تاريخيا وتحولا في تاريخهم النضالي، وسيضاف إلى رصيدهم النضالي السلمي، حضروا إلى ساحة الاعتصام عزلاً حاملين اكفانهم ليقولوا كلمة الحق، مشكلين بذلك ملحمة بطولية، فهنيئا لشهداء ردفان الأربعة الذين ضحوا بأرواحهم لأجل مطالبهم العادلة.

لم أجد لاستشهادهم وصفا سوى أنهم اربع شمعات أضاءت ردفان الأبي معلنة شرارة ثورة السلم الأكثر رقياً.. مذكرة انه مثلما كانت ردفان أول مدرسة للنضال، ستكون ردفان مدرسة للكفاح السلمي بإذن الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى