الشدادي في ضيافة الرحمن

> «الايام» عفاف سالم يحيى/ابين

> ودعت أبين بقلوب مؤمنة وعيون دامعة ونفوس مكلومة تلك الأجساد الطاهرة والنفوس البريئة التي ما غادرت المحافظة إلاّ لنداء الواجب وامتثالا للقرار السياسي الذي قضى بتعيين أبوصلاح وكيلا مساعدا لمحافظة الحديدة، لكن القدير لم يمهلهم، وعادوا إلينا جثثا هامدة، نعم جثث هادمة يتفطر لها القلب.

لقد تعرضت العائلة لحادث مرور مروع اثناء ذهابهم إلى محافظة الحديدة بعد زيارة الاهل والاحبة والاصحاب في محافظة ابين وقضاء اجازة العيد بينهم، ولم يكن يدري أكرم ساعتها انه ذاهب في طريق اللا عودة وأنها نظراته الاخيرة لكل ما اعتاده وألفه وارتسم في مخيلته، ذاهب ليلقى حتفه بأيد عابثة طائشة همها ان تطير في الهواء لا أن تسير على الارض غير عابئة بأرواح مرتادي الطريق.

ودع أكرم الجميع الوداع الاخير منطلقا إلى الحديدة ليتسلم مهامه الجديدة، لكنه في الحقيقة كان منطلقا إلى الأرض التي كتب الله عز وجل أن تقبض فيها روحه.

لكن بشاعة الحادث جعلتنا نهذي ونولول ونتمنى لو أنه لم يذهب واكتفى بالمكوث في المحافظة التي أحبها وأحبه كل اهلها ومن دون استثناء حتى البسطاء والفقراء بكوا بحرقة وفجعهم المصاب.

رحل أكرم صاحب القلب الرحيم والخلق الكريم والنفس الصافية التي لم تفلح الدنيا ببريقها الأخاذ أن تغرها، فقد أغناه الله من الفقر وأسبل عليه نعمة القناعة وغرس في قلبه الرحمة بمن حوله والعطف على الفقراء والمساكين ومحبيه.

رحل أكرم إلى دار الخلد يؤنسه طفلاه أحمد ومروى تاركا في النفس حسرة، ولا نملك إلا ان نسأل الله العلي القدير أن يحشرهم في زمرة الشهداء والصديقين، وأن يكرم مثواهم، فهم اليوم في ضيافته سبحانه وتعالى ونسأل الله السلامة لفلذتي كبده ليخلدا ذكره وحتى لا يمحى أثره بمرور الزمن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى