قرى قوّر - المقاطرة محافظة لحج تنتظر دولة الإنسان

> الشمايتين «الأيام» محمد العزعزي:

> معنى قوّر: ورد الاسم في قاموس «تاج العروس» بمعنى الأرض المقطعة المستديرة أي مقطعة الأوصال، وفي الصحاح: الجبل الصغير الأسود، وفي لسان العرب تعني أصاغر الجبال وأعاظم الآكام وهي أرض خشنة الحجارة. منطقة قوّر/ الزريقة: أقرب جغرافيا إلى الشمايتين تعز وتتبع مديرية المقاطرة الدائرة (71)م/لحج إدارياً وهي تتبع الوازعية م/تعز في الانتخابات النيابية الدائرة (63) وبهذا فهي مجزأة بين محافظتين، معقدة التضاريس وتمزقها الأودية والأخاديد الانكسارية وتحفها الجبال من كل جانب المكسوة بالأشجار والنباتات النادرة وتزدان بالخضرة لتزداد ألقاً بموسم الأمطار وتتكون من ثماني قرى كبيرة يسكنها (2000) نسمة تقريباً وهي طاردة للسكان وفرضت البيئة الجبلية أسواراً للمنفى داخل الوطن ويقاوم أهلها العصور الحجرية والعزلة حكماً بالإعدام وإن سألتهم عن خير الثورة ردوا عليك ببراءة: الحمد لله لغياب القمح والصحة، وبيوتهم مملوءة بالأطفال واختفاء الغاز ودقيق الحنطة. يمنيون في المنفى لا يزالون يقاومون الموت والزمان وينتظرون دولة الإنسان ويبنون وطناً تجرفه الأمطار وعوامل النسيان.. فلا ماء ولا صحة.. ولا تعليم.. ولا كهرباء ولا تلفون.. ولا طرقات، يعيش أهلها عصور الماضي أملاً بالمستقبل.

«الأيام» استطلعت الأوضاع في المنطقة وتلمست المعاناة:

مياه الشرب

قال عبدالجليل علوان الزريقي:«قرى قوز محرومة من شربة ماء نظيفة فلا توجد آبار جوفية ومكائن ضخ وشبكة مياه الشرب ويعتمد الناس على العيون وينقل الأطفال والنساء الماء فوق الرؤوس وعلى ظهور الحمير من أماكن بعيدة عن بيوتهم ويبني السكان (سقايات) قرب المنازل لتجميع مياه الأمطار واستخدامها في الأغراض المنزلية وسقي الأشجار وينعدم ماء الشرب النظيف ونعاني مشقة يومية في جلب الماء».

الصحة

يحلم أهل القرى المعزولة خلف جبل منيف بفتح وحدة صحية. وقال بشير عبده أحمد (مدرس):«نفتقر إلى وحدة صحية لإنقاذ حياة كثير من الناس بإسعافات أولية وتوفير لقاحات الأطفال الضرورية وتطعيم النساء ضد مرض الكزاز وقابلات مدربات لاستقبال حالات الولادة. وقبل ست سنوات بنت فاعلة خير وحدة صحية ولم تفتتح حتى اليوم وقام مدير الصحة بالمديرية بزيارة قبل عام إلى المنطقة ووعد بفتح المبنى أو بناء وحدة جديدة ونسأل هل صحيح أن الأثاث والأجهزة معتمدة بمكتب المحافظة؟ وتنتشر الأمراض المختلفة وأهمها: الكلى والملاريا والتيفود ونسعف المرضى إلى التربة- تعز ويتحمل المواطن عناء وخسارة نقل للحالات الطارئة تزيد عن (10) ألف ريال ذهاباً ويحرم الأطفال من العناية الصحية وإن شاء الله تستجيب قيادة المديرية لطلبنا. وأنا شخصياً لي تجربة مؤلمة فقد ماتت خالتي في الطريق أثناء إسعافي لها إلى التربة وخسرت أكثر من (70) ألف ريال والسبب عدم وجود وحدة للإسعافات الأولية بالمنطقة ورداءة الطريق فمن ينقذنا؟».

الطريق

حسين محمد سعيد قال:«الطرق التي تربط القرى وعرة وكلها للمشي بالرجل وشق إخواننا الطريق الرئيسي بمساعدة هيئة التعاون للتطوير أيام إبراهيم الحمدي في سبعينات القرن الماضي، الطريق الوحيدة تربط قور بالقريشة وتعاون الأهالي بأيديهم في عهد المرحوم عبدالرحمن الصريمي وطارش سعيد سيف ومحمد الفقيه وتغلق الطريق بموسم الأمطار وتساقط الصخور ويعزلها عن محيطها وتصل السلعة بمرحلتين الأولى بالسيارة والثانية إلى المنازل بالحمير ويصل سعر اسطوانة الغاز إلى (1300) ريال والقمح إلى (6500) ريال لصعوبة المواصلات».

شبكة الضمان الاجتماعي

قال سعيد نعمان عضو المجلس المحلي: «إن نصيب كل قرى قور من حالات الضمان حالتين فقط لا زالت قيد المعاملة». وعن عدد الحالات القديمة أجاب بأنه لا يعرف بدقة عن عدد المستفيدين.

وبحرج شديد أضاف الأخ طه مقبل أن الحالات القديمة بلغت ثلاثاً فقط كلها قادمة من خارج المديرية «وننتظر من الجهات الرسمية الاهتمام بهذه المنطقة وارتفاع أسعار المواد الغذائية زاد من توسيع دائرة الفقر في قور وكل قرى ومدن اليمن وإن شاء الله ترخص الأسعار».

بداية الغيث

وصلت هذا العام نهاية رمضان معونة برنامج الغذاء العالمي بالتعاون مع وزارة التربية لدعم الطالبات مكونة من (104) أكياس قمح، (104) كيلو تمر وزعمت على (58) مستفيدة واعتبرها المواطنون بداية خير وأول الغيث قطرة وشكر أولياء الأمور كل من سعى وبذل جهداً لتقديم المساعدة.

أمنيات

- تمنى مجلس الآباء وإدارة المدرسة وأولياء الأمور أن يعاد فتح السابع والثامن من التعليم الأساسي بمدرسة الروضة قور الوحيدة بعد أن وعدت إدارة التربية بالمديرية ووصول الموجهين للتأكد من خبر نشرته «الأيام» في رمضان.. الوفاء بالوعد وتوفير معلمين حتى لا تستمر المعاناة.

- وتمنى عدد من الخرجين الجامعيين بعد مرور سنوات من البطالة وملفاتهم بالخدمة المدنية منذ فترة، أن يتم توظيفهم هذا العام ليتمكنوا من خدمة مناطقهم.

- الطريق الوحيدة أصبحت تاريخية وغير صالحة لمرور السيارات وأمنيات مقرونة بالأمل والرجاء أن يعاد الشق والتوسعة والسفلتة وعمل عبارات مياه لخدمة المناطق وربط المديرية بالمحافظة.

- كما يتمنى المحرومون من التعليم فتح مدرسة ثانوية ومركز محو الأمية ومركز زراعي ومعهد نسوي وبناء سدود وحفر آبار ومد شبكة مياه الشرب وتوصيل الكهرباء والاهتمام بصحة المرأة والطفل.

شجرة نادرة: تعتبر شجرة الفروش أهم الأشجار النادرة ذات رائحة عطرية فإذا جفت الفروع والجذور تحرق وتعطي رائحة العود وعودها يشبه (الصندل السوداني).

عند الانتهاء

تحدث أحدهم بما يشبه الفخر بمرارة عن أمجاد ولت للأجداد في مقاومة العثمانيين وتمردهم على الإمامة ومشاركة بعضهم في الثورة ومن الشهداء سيف سنان وعلوان ناصر في حصار السبعين ومن هنا مر عبدالله عبدالعالم ورفاقه إلى عدن وسياسيون والآن انطفأت قور وهاجر معظم أبنائها ليستقروا بأماكن تحظى بالخدمات وتوفر فرص عمل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى