> صنعاء «الأيام» بشرى العامري:

جانب من الحضور
جانب من الحضور
اقامت المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) والمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة الايسيسكو بالتعاون مع وزارة الثقافة صباح أمس الاحد المنتدى الاقليمي الدولي حول حماية الموارد الوراثية والمعارف التقليدية والفلكلور.

وفي حفل الافتتاح تحدث د.محمد ابوبكر المفلحي، وزير الثقافة حول الحضارة اليمنية قائلا إن اليمن لما لها من تراث حضاري عريق استطاعت ابتكار الكثير من المعارف التقليدية مثل علوم الزراعة والفلك وطرق الري وتقنيات الطب الشعبي والعلاج بالأعشاب وغيرها من المعارف التي تمكن الانسان بواسطتها من ترتيب شئون معيشته وتسهيل بقائه سليما معافى.

وعن دور وزارة الثقافة في الحفاظ على هذا الموروث، قال إن وزارة الثقافة تبذل جهودا كبيرة في مجال المحافظة على اشكال التعبير الثقافي التقليدي وتوثيقه، وابتكار وسائل جديدة تضمن استمراره وتطويره دون أن يتعرض للتشويه والعبث، وهي مهمة صعبة ودقيقة وما يزيد من صعوبتها هو كثرة وتعدد أشكال التعبير وانتشارها في طول البلاد وعرضها، كما أن الكثير من هذه التعبيرات الثقافية الشخصية تتعرض للنسيان والاختفاء وتضيع كثير من الحرف والصناعات الشعبية بسبب عجزها عن الصمود أمام الصناعات المستوردة.

ومن أجل الحفاظ على هذا التراث الثقافي، قال الوزير: «عملنا على مراجعة تشريعاتنا الوطنية مثل قانون الحق وضمنّا مواد خاصة تتعلق بالحماية الفكرية لاشكال التعبير الثقافي والمعارف التقليدية، الا أننا ندرك أن هذا الاجراء وحده ليس كافيا، وأننا نحتاج إلى بذل جهود كبيرة موازية في مجال الجمع والتصنيف والدراسة، كما أننا نحتاج إلى تحويل كثير من مظاهر هذا التراث إلى أشكال حية وفاعلة نخرجها من مناطق الموروث إلى اسواق العمل والاستثمار ونشجع العاملين في هذه الميادين على الاستثمار في حرفهم وإتقانها وتطويرها».

ودعا الأخ وزير الثقافة إلى مزيد من الحوار والتفكير المشترك في هذه القضايا في اطار العمل الثقافي العربي والاسلامي.

وتحدث في الحفل السيد هادي عزيز، نائب مدير المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيكو) عن أهمية حماية الموارد التراثية والمعارف التقليدية والفلكلور، فقال: «إن الانسان ليس بطبعه خالدا، ولكن ما يتركه من آثار تعتبر خالدة وعندما تنخرط هذه الثقافات تترك آثارا تستطيع من خلالها أن تخلد نفسها عبر العصور، وتحت الظروف الحالية فإن التنوع البيئي والثقافي أصبح محددا من خلال سيطرة الدول الغنية التي تترك الكثير من الشك عن مستقبل الحضارة الانسانية».. منوها بأن هناك اعتقادا بأن الموروث الثقافي سوف يظل عامل توازن للهوية الثقافية.

إلى ذ لك تحدث السيد فرانسيس جوري، نائب المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو)، مستعرضا قضايا الملكية الفكرية ومشكلاتها، وقال: «إن الملكية الفكرية ليست الحل الاول والطريقة المناسبة لحماية الموارد الوراثية والمعارف التقليدية والفلكلورية، ولكنها أداة مهمة جدا نصل من خلالها إلى نوع من الحماية لهذه الموارد».. مشيرا بهذا الصدد إلى وجود نوع من الاحباط لعدم وجود نتائج فورية فيما يتعلق بضرورة إعداد اتفاقية دولية «فليس لدينا حتى الآن اتفاقية دولية تحمي الموارد الوراثية والمعارف التقليدية والفلكلور».

وأكد أن النظام القائم حاليا لحماية الملكية الفكرية لا يقدم الإجابة الكاملة حول حماية الموارد الوراثية والمعارف التقليدية والفلكلور ومع ذلك قدم مساهمة جيدة فيما يتعلق بالعلامات التجارية والصناعية والتوثيق وشهادة المنشأ ولكن التشريع مع ذلك لا يحل كل المشاكل.

وفي الختام تحدث د.علي محمد مجور، رئيس مجلس الوزراء راعي المنتدى مستعرضا ما تبديه الحكومة اليمنية من اهتمام بالثقافة والموروث الحضاري والفكري.

وقال رئيس الوزراء مجور: «لقد اهتمت بلادنا منذ تحقيق الوحدة المباركة بحقوق الانسان بشكل عام ولا سيما الحق في التعبير وحرية الفكر والبحث العلمي والحق في الحصول على المعلومات وكذلك بالحقوق الفكرية مثل حق المؤلف والمخترع والمكتشف، وقد وضعت القوانين اللازمة لضمان هذه الحقوق والحريات مثل قانون الصحافة والمطبوعات وقانون الملكية الفكرية وغيرها في سياق التوجة الديمقراطي الذي اختارته اليمن منذ قيام الوحدة».

وأضاف مجور قائلا: «إن اهتمامنا بقوانين حماية الملكية الفكرية يعبر عن توجهنا الجاد للاندماج في المنظومة الدولية والتآلف مع التطور العالمي وتقنيات الاتصال وثورة المعلومات وما يفرضه هذا التطور من تحديثات وتحولات». وأشار رئيس الوزراء إلى أن القرصنة والتقليد الأعمى لا يقودان إلا إلى المزيد من التخلف.

وأرجع رئيس الوزراء مجور، الفشل في الوصول إلى نقاط اتفاق للتفاوض بين العالم المتقدم والمتأخر هو تعبير عن اختلافات في السياسات بالدرجة الاولى.

وتطرق رئيس الوزراء مجور في حديثه إلى ما تبذله الحكومة من جهود للمحافظة على الفلكلور والتراث الثقافي والمعارف التقليدية التي تتعرض لمخاطر النسيان والضياع والمنافسة وفق أحكام السوق.. مشيرا في هذا الصدد إلى أن جزيرة سقطرى وما تمتاز به من وجود أعشاب ونباتات نادرة يستخدمها الاهالي في الطب الشعبي، اتخذت الحكومة الإجراءات لجعلها محمية طبيعية وبيئية.

وقال رئيس الوزراء مجور في ختام كلمته، إن اليمن انضمت إلى العديد من الاتفاقيات التي تعنى بالمحافظة على التراث وآخرها انضمامها إلى اتفاقية التراث الثقافي غير المادي التي وضعتها منظمة اليونسكو «ولقد حظينا من المنظمة بمشروع لجمع تراث الغناء الصنعاني، كما أن وزارة الثقافة تدرس حاليا امكانية إنشاء مركز وطني للتراث الوطني غير المادي».

هذا وسيتناول المنتدى وعلى مدى ثلاثة أيام عددا من الأبحاث منها رؤية شاملة حول المصادر الوراثية والمعارف التقليدية والاشكال الثقافية إضافة إلى استعراض التجارب الوطنية والاقليمية لبعض الدول العربية والأجنبية وبحث آخر حول تكوين الكفاءات من أجل حماية المعارف التقليدية وأشكال التعبير التقليدي.

ويهدف المنتدى إلى الوصول إلى رؤية موحدة لحماية حقوق المصادر الوراثية والمعارف التقليدية وكذا الطب الشعبي البديل وحمايته من أي استغلال والخروج بمشروع قانون يحمي البلدان النامية من استغلال معارفها التقليدية وحرفها المهنية.

حضر افتتاح المنتدى عدد من الوزراء والسفراء والمهتمين في الداخل والخارج.