هلمّوا إلى النهوض مثل ماليزيا

> «الأيام» لينا صالح موسى/المنصورة-عدن

> قبل أكثر من 30 عاما كانت ماليزيا تعاني الجهل والفقر والتخلف الحضاري العلمي، ويعاني المواطن فيها تدهورا كبيرا في كافة الخدمات الصحية والمعيشية .

كانت حالتهم تلك أبشع من حالتنا الآن، فليتنا نعتبر!. اليوم ماليزيا أحد نمور آسيا العملاقة في كافة المجالات، والمواطن في ماليزيا يتمتع برفاهية يحسده عليها غيره في العالم المتخلف، فهو عصامي نهض من مستنقع الفقر وقفز قفزة عملاقة إلى المكانة التي يستحقها.

كيف استطاعت ماليزيا في 3 عقود أن تحقق هذا الإنجاز الضخم؟

سنجيبكم بما قاله رئيس وزراء ماليزيا السابق وباني نهضتها الحديثة السيد مهاتير محمد حين سئل نفس السؤال وأجاب: «بالاهتمام بالتعليم». ربما يتساءل البعض استنكارا: فقط التعليم؟ أقول: نعم فكل دول العالم المتقدمة بدأت نهضتها بالاهتمام بالتعليم والعلم. قال لي أحدهم ساخرا: هل باهتمامنا بالتعليم فقط سنقفز إلى مصاف الدول المتقدمة؟

الأفضل أن توجه الحكومة طاقاتها لبناء المستشفيات وشق الطرقات وتقوية الكهرباء التي نحن في أمس الحاجة لها أما التعليم فالبلد تطفح بالمدارس والجامعات والمعاهد فلماذا لم نحقق النهضة المرجوة؟ أجبته: وهل مدارسنا وكلياتنا أماكن يعتمد عليها في خلق نهضة في البلد؟

إنها مقبرة لكل نهضة، واسأل طلبة وخريجي جامعاتنا، فالوضع في مدارسنا وكلياتنا اليوم صار غير مقبول ويستلزم تحركا جادا ومسؤولا، وقد أكد لي أحد المتقدمين لامتحانات القبول أنهم في كليات عدن كان الناجحون 20 % فقط من نسبة المتقدمين الكبيرة وأن نسبة الـ 80 % المتبقية يتم قبولهم بأساليب أخرى حوّلت جامعاتنا إلى مؤسسات تجارية ربحية، مما سبب نفورا لشباب اليمن من مواصلة التعليم الجامعي. لقد صرنا نسمع أشياء لم تخطر على بال الأجيال السابقة مثل امتحان القبول بفلوس والكتب والملازم بفلوس وفتح ملف امتحان الطالب للتحقق من نجاحه أو رسوبه بفلوس.. وكأن الطالب هو الذي يصرف على الدولة وليس العكس!

رحم الله أيام زمان القريب حين كان نظام التعليم في الجنوب من أروع ما يكون وكان شعار مجانية التعليم مطبقا منذ الابتدائية حتى الدراسات العليا.

وأما الجامعة فكانت الدراسة فيها حقيقية والظروف مهيأة للطالب من كل النواحي وكان يمنح راتبا شهريا وطبعا لا يصرف منه فلسا واحدا داخل الجامعة لأن كل شيء يوفر له مجانا من رسوم وكتب وملازم ومواصلات، فلا ينشغل باله إلا بالتحصيل والتفوق، أما الآن فالطالب ينشغل بكل شيء إلا التحصيل العلمي.

لقد صرنا شعبا أمياً ليس لأن الأمية تجاوزت الـ50 % بل لأن حملة الشهادات الجامعية العليا من النسبة المتبقية المتعلمة عددهم محدود، فالطالب في كلياتنا يصدم بجمود المنهج وتحجر الأستاذ الجامعي وبرود طريقة التدريس ونظريتها التي تقتل أي أبداع وطموح. في الختام نقول تحيا ماليزيا .. تحيا روح الإرادة.. فهؤلاء فقط هم من يحبون وطنهم لأنهم نهضوا به.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى