> يغرق مستشفى طورالباحة في ظلام دامس منذ مساء الجمعة الماضي عقب انفجار المولد الكهربائي الذي كان مصدر الكهرباء الوحيد للمستشفى، حيث ظل المستشفى طيلة السنوات الماضية يعتمد على مولدين صغيرين تغذيه قرابة 18 ساعة في اليوم الواحد إلا أنهما تعطلا منذ أشهر، ثم زود بمولد صغير لاتزيد طاقته عن 12 كيلووات غير أنه انفجر ليل الجمعة ولم يعد بالإمكان تصليحه مما أدى إلى حرمان المستشفى من الكهرباء وتوقف أجهزة خدماته من مختبرات وأشعة وجهاز التصوير فوق الموجات الصوتية ليل نهار، وتحولت جميع أقسامه وعياداته وعنابر الترقيد فيه إلى موطن للأشباح مظلم.وفيما كان المواطنون يتعاونون صباح أمس لتشغيل المختبر وجهاز تصوير فوق الموجات الصوتية وكذا عيادة الطبيبة الأجنبية الخاصة بالنساء لعدة ساعات من تيار مولد خاص ظلت بقية الأقسام والعيادات بدون كهرباء ما أجبر المرضى المرقدين على مغادرة المستشفى دون استئذان.

«الأيام» زارت المستشفى عدة مرات ظهر وليل أمس وحاولت الاتصال بعدد من مسئولي السلطة المحلية إلا أن أياً منهم لم يرد فيما يبدو خوفاً من مساءلتهم عن التصريح لـ «الأيام» وليس عن أوضاع المستشفى. وخلال الزيارة اطلعت على مشاهد تبعث على الحسرة والأسى بعد أن تحول المستشفى إلى عمارة شبه مهجورة يلفها الظلام الدامس وتوقفت جميع أقسامه وأجهزته.

أما المشهد الأكثر إيلاماً فكان لطفل يعاني فقر الدم المنجلي يرقد في مستشفى بدون كهرباء!

وأكد الطبيب المناوب د. محمد علي راجح بأنه يشعر بالأسف والإحراج عند قدوم مريض أو حالة إسعاف ولايستطيع هو وبقية زملائه المناوبين تقديم أبسط الخدمات في هذا الوضع، وزاد الممرض عبده أحمد علي أن انفجار المولد كان بسبب الإهمال وضعف الصيانة الفنية.

يشار إلى أن كهرباء طور الباحة التي تعمل لبضعة ساعات ليلاً فقط كانت قد فصلت عن المستشفى منذ نحو عامين بسبب ضعف طاقتها وتخلف المستشفى عن تسديد مديونية كبيرة تراكمت عليه لفرع الكهرباء.