القدوة الصالحة رضانا

> «الأيام» فهيم منصور الصلوي - دار المصطفى للدراسات الإسلامية /تريم - حضرموت

> يا من ارتضى أن يكون قدوته ممثلاً أو لاعباً أو فناناً ما أحسنت الاختيار للقدوة الصالحة، لقد استبدلت الذي هو أدنى بالذي هو خير.. ?{?لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً?}? الأحزاب 21.

يا من ارتضى لنفسه أن يعيش مع رفقاء السوء فزينوا له القبيح وقبحوا له الحسن، وباعدوا له القريب وقربوا له البعيد، ما أحسنت انتقاء الرفقاء.. ?{?الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين?}? الزخرف 67.

لقد استبدلت الذي هو أدنى بالذي هو خير!

واختر من الأصحاب كل مرشد

إن القرين بالقرين يقتدي

فصحبة الجهال داء وعمى

تزيد للقلب السقيم سقما

يامن ارتضى لنفسه أن يعيش عيشة الضنك والتعب والقلق بعيداً عن ذكر الله ومجالسة العلماء وأهل العلم

يا من.. يا من.. يا من.. دعني أهمس في أذنك وأقول لك ?{?ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما أنزل من الحق?}? الحديد 16.

أخي الشاب.. قل بلى قد آن قل.. بلى قد آن.

ولتدرك المهمة التي أكرمك الله بها في الدنيا لتحوز الأجر والجنة في الآخرة.

ولن يتأتى لك ذلك إلا إذا رجعت إلى قدوتك العظمى (محمد صلى الله عليه وسلم) فهو الجدير بأن يكون قدوة لك يا من ضيعت عمرك ببحثك عن شخصية تكون فيها الشجاعة أو الكرم أو الجمال أو الكمال أو الإحسان، أو أن تكون هذه الشخصية صاحبة ذوق رفيع فما والله ثم والله ثم والله هناك صاحب شخصية أعظم ولا أكرم ولا أشجع ولا أجمل ولا أكمل ولا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم!

فلو أتيحت لي الفرصة لتحدثت إن شاء الله في حلقات قادمة عن كل خصلة من خصاله صلى الله عليه وسلم، وكذلك أقول لمن لم يجد إلا رفقاء السوء:

يا هذا إن ممن هو مثلك لا يليق به أن يجالس قوماً كالعقارب والحيات والسباع الضاريات، هلا استبدلت قوماً غيرهم إذا أردت أن تعيش عيشة السعداء.. ?{?إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم?}? الرعد 11.

يا من أخذت مشاغل الدنيا منه أغلى شيء فجعلته في غم وكرب وقلق وصراع نفسي، عاش بعيداً عن الصالحين بعيداً عن بيوت الأمن والأمان.. ?{?في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة?}? النور 36/37.

أقول انتبه ثم انتبه بارك الله فيك، واعلم أن الله هو الرزاق والمدبر، اعرف حقه يكفيك ما أهمك وما لاتهتم به، وقد قالوا قديماً من أصلح ما بينه وبين الله كفاه الله ما بينه وبين الناس.

وأخيراً أقول لك:

يا طالب الرزق في الآفاق مجتهداً

اقصر عناتك فإن الرزق مقسوم

الرزق يسعى إلى من ليس يطلبه

وطالب الرزق يسعى وهو محروم

فوض أمرك إلى الله تعالى فهو المرجو سبحانه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى