> شرم الشيخ «الأيام» رون بوسو :

الرئيس المصري حسني مبارك مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت
الرئيس المصري حسني مبارك مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت
اكد الرئيس المصري حسني مبارك أمس الثلاثاء انه على استعداد لزيارة اسرائيل مثلما فعل سلفه الرئيس الراحل انور السادات قبل ثلاثين عاما فيما قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت انه يامل في التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين خلال عام 2008.

وقال الرئيس المصري في مؤتمر صحفي مشترك مع اولمرت في شرم الشيخ انه "على استعداد لزيارة اسرائيل لو ساعد ذلك فى حل القضية الفلسطينية" مضيفا "ان العلاقة بين مصر واسرائيل مستقرة وليست عندنا مشكلة في زيارات متبادلة من اسرائيل الى مصر او من مصر الى اسرائيل".

وكان مبارك يرد على سؤال حول ما اذا كان على استعداد للقيام بزيارة الى اسرائيل مثلما فعل السادات عندما قام بزيارة تاريخية الى القدس في 19 تشرين الثاني/نوفمبر 1977.

وجاء لقاء مبارك واولمرت قبل اسبوع من الاجتماع الدولي حول الشرق الاوسط المقرر عقده في مدينة انابوليس الاميركية.

واعرب مبارك عن "ارتياحه" للمحادثات "الصريحة والبناءة" التي اجراها مع رئيس الوزراء الاسرائيلي حول عملية السلام.

واشار مبارك الى ان "الاجتماع الدولى المقبل يواكب الذكرى الثلاثين لزيارة الرئيس السادات للقدس داعيا للسلام العادل والدائم والشامل" مؤكدا انه "حان الوقت لاعطاء دفعة جديدة لجهود السلام تبعث الامل فى تحقيقه وتلتزم بروحه واسسه ومبادئه".

من جهته، قال اولمرت "آمل في التوصل الى اتفاق نهائي مع الفلسطينيين عام 2008".

واضاف ان "المفاوضات لن تكون بسيطة، ستكون هناك خلافات وازمات ولكن اذا عملنا بحذر فهناك امل ان نصل الى اتفاق".

غير ان رئيس الوزراء الاسرائيلي شدد على انه لن يتم تطبيق اي اتفاق ما لم تستعد السلطة الفلسطينية قطاع غزة الذي اصبح تحت سيطرة حماس منذ منتصف حزيران/يونيو الماضي.

وقال "لن يتم تطبيق المعاهدة قبل تنفيذ الالتزامات الواردة في خارطة الطريق".

وتابع "وهذه الالتزامات (الفلسطينية) تنطبق ايضا على قطاع غزة وغزة يجب ان تكون جزءا من الدولة الفلسطينية وبالتالي فانه من الطبيعي ان يحارب الفلسطينيون الارهاب وهذا يشمل قطاع غزة".

ووجه اولمرت الشكر للرئيس المصري على جهوده من اجل ان "يتمتع الاجتماع بدعم قوي من كيانات ذات نفوذ في المنطقة وفي العالم"، في اشارة الى احتمال مشاركة عدد كبير من الدول العربية في اجتماع انابوليس.

وابدى مبارك بعض التفاؤل كذلك، وقال "انني اتطلع مخلصا لنجاح الاجتماع الدولي في انابوليس في اطلاق مفاوضات سلام جادة تتناول قضايا الوضع النهائي في اطار زمني محدد ووفق آلية للمتابعة متفق عليها".

واشار الى ان محادثاته مع اولمرت تاتي قبل اسبوع من اجتماع انابوليس "وفي اطار اتصالات مصرية متواصلة بالجانبين الفلسطيني والاسرائيلي والاطراف الاقليمية والدولية من اجل نجاح هذا الاجتماع، ولكي يسفر عن نتائج ملموسة تكسر جمود عملية السلام على المسار الفلسطيني الاسرائيلي، وتفتح الطريق لاحراز تقدم مماثل على باقي المسارات".

واضاف الرئيس المصري ان "انابوليس بداية لمفاوضات جادة، والمفاوضات بدأت بالفعل منذ فترة" معربا عن امله فى "نجاح هذه المفاوضات فى غضون عام كما ابلغتنا وزيرة خارجية الولايات المتحدة الامريكية "كوندوليزا رايس "حتى تستمر عملية السلام" .

ورفض مبارك الحديث مسبقا عن فشل الاجتماع الدولي، وقال "لننتظر حتى نرى ما سيحدث في انابوليس (..) توجد بعض العقبات علينا ان نعمل على تسهيلها حتى تستمر عملية المفاوضات".

واعلن مصدر مقرب من الرئاسة المصرية ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس والعاهل الاردني عبد الله الثاني سيصلان الخميس الى شرم الشيخ لاجراء محادثات مع مبارك حول اجتماع انابوليس.

وسيشارك عباس في اعمال الاجتماع الوزراي للجنة متابعة مبادرة السلام العربية التي ستبدأ بجلسة تشاورية مساء الخميس في القاهرة قبل الاجتماع الرسمي صباح الجمعة.

يذكر ان السعودية اعلنت من قبل انها قد لا تشارك في مؤتمر انابوليس ما لم يكن له جدول اعماله محددا وما لم يضع سقفا زمنيا لانهاء المفاوضات حول تسوية نهائية للنزاع الفلسطيني-الاسرائيلي.

كما اعلنت سوريا انها لن تشارك في اي اجتماع دولي لا يوجد على جدول اعماله مسالة الاسنحاب الاسرائيلي من هضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل منذ العام 1967.

واستبعدت واشنطن ان يتم التطرق الى موضوع الجولان في انابوليس.

وردا على سؤال عن كيفية قيام دولة فلسطينية فى ظل سيطرة حماس على قطاع غزة، قال مبارك ان "حركتي حماس وفتح بينهما بعض المشاكل ولا بد عند قيام الدولة الفلسطينية ان تكون هناك دولة واحدة تضم غزة ورام الله برئيس واحد، وطبعا هذا سيأخذ بعض الوقت".

واكد اولمرت ان "اجتماع انابوليس ليس مفترضا ان يكون مكانا للمحادثات (الفلسطينية-الاسرائيلية) وانما المفاوضات ستبدأ بعده".

واضاف ان اسرائيل تعتبر ان مبادرة السلام العربية "مهمة جدا في اطار الجهود المبذولة للتوصل الى اتفاق سلام".

وقال "ليس لدي شك في انه خلال السنة المقبلة ستساهم هذه المبادرة كثيرا في العملية بيننا وبين الفلسطينيين. (أ.ف.ب)