> داكا «الأيام» سليم ميا :

بدأت عملية توزيع المساعدات أمس الثلاثاء على عدد من الناجين من الاعصار سدر في بنغلادش حيث تلقوا اخيرا مواد غذائية ومياه شرب وادوية، في حين لا يزال ملايين المنكوبين ينتظرون الاغاثة بعد الكارثة التي اوقعت ما بين خمسة وعشرة الاف قتيل بحسب الهلال الاحمر.

وازيلت من الطرقات الاف الاشجار المقتلعة التي كانت تقطعها ما سمح لفرق الانقاذ والعسكريين بتوزيع مساعدات عاجلة الى سكان كانوا حتى الان مقطوعين عن العالم.

وقالت دوغلاس كاسون كوتس من برنامج الاغذية العالمي في دكا ان "امكانية الوصول (الى السكان) تزداد كل يوم".

واعلنت الحكومة الانتقالية الحاكمة منذ كانون الثاني/يناير في ظل حال الطوارئ المفروضة في بنغلادش، التعبئة في صفوف القوات المسلحة بعد اسوأ اعصار شهده هذا البلد الفقير منذ 16 عاما.

غير ان الصليب الاحمر دعا الى الاسراع في الوصول الى ما لا يقل عن سبعة ملايين شخص يحتاجون الى مساعدات في الجنوب المنكوب ويعاني العديد منهم من الجوع والعطش.

ولكن قائد الجيش الجنرال معين او احمد اكد ان "لا احد يفترض ان يموت من الجوع لان الحكومة تمتلك ما يكفي من مخزونات الاعانات الغذائية".

ومن جانبها حذرت منظمة الامم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من ان نصف المنكوبين هم من الاطفال بينهم 400 الف طفل تقل اعمارهم عن خمسة اعوام.

وقالت هيذر بلاكويل من منظمة اوكسفام البريطانية في دكا محذرة "الكارثة ضخمة وسيستغرق الامر اسابيع قبل تكوين صورة واضحة عن الدمار الذي خلفه الاعصار".

وافادت الحصيلة الرسمية أمس الثلاثاء عن سقوط 3447 قتيلا وتوقعت السلطات "ارتفاع هذا العدد اكثر" وصولا الى "الاف القتلى".

وقال عبد الرب رئيس جمعية الهلال الاحمر في بنغلادش لوكالة فرانس برس الاحد ان "الحصيلة قد تتخطى خمسة الاف قتيل لكنها ستبقى ما دون عشرة الاف".

وقالت بلاكويل ان "الناس هنا يقاومون" بعدما عرفوا اعصار 1970 (نصف مليون قتيل) والمد البحري عام 1991 (138 الق قتيل) لكنهم "سيحتاجون الى اشهر قبل استعادة حياة طبيعية".

ولفت كاسون كوتس الى ان "البنى التحتية تكبدت اضرارا جسيمة وسيتعين توفير مساعدة بعيدة الامد حتى يتمكن السكان من النهوض مجددا".

واتى الاعصار العنيف الخميس خلال لحظات قليلة على عشرات الاف المنازل كما ازال عددا من القرى كليا عن الخارطة.

ويروي عبد الجليل في بلدة صيادي السمك بادما انه "في غضون ثلاثين دقيقة اصبحنا جميعا معدمين".

وارسلت البحرية سفنا محملة باطنان من المواد الغذائية والادوية لاسعاف المنكوبين فيما ارسل سلاح الجو مروحياته وتجهد قوات برية للوصول الى السكان المعزولين.

وبالرغم من هذه الجهود، لا يزال عشرات القرويين اليائسين في بلدة باتارغاتا ينتظرون الحصول على ماء وطعام.

وتؤكد السلطات والمنظمات الدولية ان عمليات الاغاثة ستتسارع في الايام المقبلة بفضل تحسين شبكات الاتصالات والنقل.

واعلنت التعبئة في صفوف الاسرة الدولية ايضا. وبلغت قيمة المساعدات المعلن عنها 140 مليون دولار بحسب وكالة الانباء العامة "بي بي اس" بينها مئة مليون دولار اعلنت السعودية عن تقديمها كمساعدة عاجلة الى بنغلادش الدولة الاسلامية ذات النظام العلماني البالغ عدد سكانها 144 مليون نسمة.

كما رفعت المفوضية الاوروبية مساعدتها الى 5،6 مليون يورو بعدما قدمت دول اوروبية عدة والولايات المتحدة وكندا بضعة ملايين.

وقال المفوض الاوروبي لشؤون التنمية والمساعدة الانسانية لوي ميشال ان "خبراء المفوضية الموجودين في المنطقة المتضررة افادوا عن دمار كامل في بعض القرى حيث يعيش بعض السكان وسط الانقاض".

وحذر من انه في حال عدم تقديم المساعدة لهم "فان الامراض وسوء التغذية قد تحصد عددا اكبر بكثير من الضحايا".

وتوقعت الحكومة "اضرارا جسيمة" على الصعيد الاقتصادي في هذا البلد المصنف من الافقر في العالم والذي يعيش 40% من سكانه باقل من دولار في اليوم. (أ.ف.ب)