من أبي العتاهية إلى إمام المسلمين

> «الأيام» أسامة بن محمد الكلدي/ عدن

> ما أشبه الليلة بالبارحة، فها هو أبو العتاهية (ت 210 أو 211هـ) ينصح لخليفة زمانه، ويذكره بما يجب عليه تجاه رعيته، وكأنه يحكي بذلك واقعنا اليوم، وينصح لحكام زماننا فيقول :

من مبلغٌ عني الإمام نصائحاً متواليه

إني أرى الأسعار، أسعار الرعية غاليه وأرى المكاسب نزرة وأرى الضرورة فاشيه

وأرى هموم الدّهر رائحة، تمرّ، وغاديه

وأرى المراضع فيه عن أولادها متجافيه

وأرى اليتامى والأرامل في البيوت الخاليه

من بين راج لم يزل يسمو إليك، وراجيه

يشكون مجهدةً بأصوات ضعاف عاليه

يرجون رفدك كي يروا مما لقوه العافيه

من يرتجى للناس غيرك للعيون الباكيه

من مصبيات جُوّع تمسي، وتصبح طاويه

من يرتجى لدفاع كرب ملمة، هي ماهيه

من للبطون الجائعات، وللجسوم العاريه

من لارتياع المسلمين، إذا سمعنا الواعيه

يا ابن الخلائف، لا فُقدت، ولا عدمت العافيه

إن الأصول الطيبات، لها فروع زاكيه

ألقيت أخبارا إليك من الرّعية شافيه

ونصيحتي لك محضة ومودّتي لك صافيه

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى