مبدأ إقرار العدل والمساواة

> «الأيام» عبدالسلام محمد القملي:

> قال أابوبكر الصديق رضي الله عنه:«الضعيف منكم قوي عندي حتى أرجع عليه الحق إن شاء الله والقوي منكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله».

إن من أهداف الحكم الحرص على إقامة قواعد النظام التي تساهم في إقامة المجتمع المسلم ومن أهم هذه القواعد الشورى، والعدل، المساواة، والحريات، ففي خطاب الصديق للأمة أقر هذه المبادئ، فالشورى تظهر في طريقة اختياره وبيعته في المسجد الجامع، بمحضر من جمهور المسلمين وأما عدالته فتظهر في نص خطابه ولاشك أن العدل في فكر أبي بكر هو عدل الإسلام الذي هو الدعامة الرئيسية في أقامة المجتمع الإسلامي والحكم الإسلامي فلا وجود للإسلام في مجتمع يسوده الظلم ولا يعرف العدل .

إن إقامة العدل بين الناس أفراداً وجماعات ودولاً، ليست من الأمور التطوعية التي تترك لمزاج الحاكم أو المسؤول وهواه، بل إن إقامة العدل بين الناس في الدين الإسلامي تعد من أقدس الواجبات وأهمها، وقد أجمعت الأمة على وجوب العدل، وهذا الحكم تؤيده النصوص القرآنية والسنة النبوية . إن من أهداف دولة الإسلام إقامة المجتمع الإسلامي الذي تسود فيه قيم العدل والمساواة ورفع الظلم ومحاربته بكافة أشكاله وأنواعه، وعليها أن تفسح المجال وتيسر السبل أمام كل إنسان يطلب حقه أن يصل إليه بأيسر السبل وأسرعها دون أن يكلفه ذلك جهداً أو مالاً وعليها أن تمنع أي وسيلة من الوسائل التي من شأنها أن تعيق صاحب الحق من الوصول إلى حقه .

لقد أوجب الإسلام على الحكام أن يقيموا العدل بين الناس دون النظر إلى لغاتهم أو أوطانهم أو أحوالهم الاجتماعية، فالحاكم يعدل بين المتخاصمين ويحكم بالحق، ولا يهمه إن كان المحكوم لهم أصدقاء أم أعداء، أغنياء أم فقراء، عمالاً أم أصحاب عمل . فمبدأ المساواة الذي أقره الصّديق في بيانه الذي ألقاه على الأمة يعد أحد المبادئ العامة التي أقرها الإسلام وهي من المبادئ التي تساهم في بناء المجتمع المسلم وسبق به تشريعات وقوانين العصر الحاضر .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى