فضل ردمان محمد الدبعي القائم بأعمال المدير العام للمدارس الأهلية يكتب لـ «الأيام»:نتوجه إلى من يهمه الأمر برفع اليد عن مدارس صنعاء الأهلية حتى تستمر بالعطاء كما كانت

> «الأيام» متابعات:

> يعود قيام التعليم الأهلي في اليمن إلى ظروف موضوعية فرضها شمالاً النظام الإمامي الذي ضيق دائرة التعليم وقصره على تأهيل الكادر المراد إعداده لتولي القضاء على أساس المذهب الهادوي الرسمي كما في دار العلوم وكذا إعداد الكادر المساعد للقضاة والحكام كالكتبة وغيرهم كما في مدرسة الأيتام. وفرضها جنوباً الاستعمار البريطاني حيث قصر فرص التعليم على أبناء المستعمرة دون غيرهم لإعدادهم للعمل ككتبة لدى دوائر المستعمرة الأمر الذي حال دون توفر إمكانية التحاق أبناء القادمين من الشمال للعمل في عدن في المدارس ونتيجة لذلك فقد كانت المبادرات الذاتية هي نقطة انطلاق التعليم الأهلي بدءاً من نادي الإصلاح العربي بمدينة الشيخ عثمان برعاية الشيخ العالم أحمد محمد العبادي والأستاذ الأديب الشاعر عبدالمجيد محمد سعيد الأصنج ونادي الإصلاح العربي بمدينة التواهي برعاية الحاج حمزة محمد ناصر والأستاذ أحمد عبده حمزة.

وبتلك البداية تنامي الوعي لدى الخيرين بأهمية إنشاء المدارس الأهلية ليكون طلابها حملة لمشاعل الحرية ومن تلك المدارس: مدرسة بازرعة الخيرية بمدينة عدن، والمدرسة الأهلية بمدينة التواهي التي أسسها حمزة محمد ناصر، ومدرسة النهضة بمدينة الشيخ عثمان التي أسسها عبده حسين الأدهل، والمعهد الإسلامي بمدينة عدن. وامتداداً لهذه المدارس برزت كلية بلقيس بمدينة الشيخ عثمان لتكون المعين الذي نهل منه العديد من القيادات الوطنية والشخصية البارزة بفتحها الأبواب أمام طلاب العلم على مصاريعها وقد كان بدء فكرة إنشائها ومضة نشر أشعة إشراقها المناضل الفذ أحمد محمد نعمان الذي أدرك بفضل تجربته النضالية في مواجهة الأئمة أن العلم هو السلاح الأكثر قدرة على تنمية الحس الوطني لمواجهة الأئمة والاستعمار معاً وانطلاقاً لتجسيد تلك الفكرة على أرض الواقع فقد تضافرت جهود الخيرين حتى أمكن تحقيق الحلم وأعلن عن بدء الكلية في حمل رسالتها عام 1961م تحت إدارة الأستاذ حسين علي الحبيشي والأستاذ محمد أنعم غالب والأستاذ سعيد قائد أحمد المقطري وإشراف الهيئة اليمنية للتعليم الأهلي والمكونة من الحاج شمسان عون وأحمد حيدر ثابت وسلام على ثابت ومحمد عثمان ثابت والحاج هائل سعيد أنعم وصلاح أسعد عبيد وعبدالقادر سعيد عبدالله وعبدالواحد محمد نعمان.

أما بعد الثورة فقد تم تأسيس مدارس صنعاء النموذجية الأهلية كمؤسسة لا تهدف إلى الربح لأنها لم تؤسس على نحو استثماري خاص بل أنها أنشئت لغاية محددة وهي الإسهام بالقدر المستطاع في حل مشكلة التعليم في ظل الظروف الصعبة التي كانت تمر بها البلاد وقد بدأت بحمل أعباء رسالتها بدءاً من عام 1972م في الموقع المعروف اليوم بفرع الزراعة التابعة لمدارس صنعاء النموذجية الأهلية بست غرف دراسية مقدمة مع المساحة الإجمالية من التعاون الأهلي وتوسعت الفصول الدراسية حتى أصبحت ثلاثة وثلاثين فصلاً مع مرافقها وفي عام 1982 قامت الهيئة بشراء أرضية في الجراف شرق الاستاذ الرياضي على مساحة أربعمائة لبنة أربعة وعشرين فصلاً مع مرافقها منذ ذلك التاريخ مازالت مؤدية رسالتها حتى اليوم تحت الإدارة المجربة المتمثلة بالوالد الأستاذ سعيد قائد أحمد المقطري الذي بفضل جهوده وجهاده استطاعت المدارس أن تضع بصماتها من خلال المتخرجين الموجودين في كل مرافق الدولة.

وقد جاءت فكرة إنشاء التعليم الأهلي بصنعاء امتداداً لفكرة إنشاء كلية بلقيس في عدن وعلى نحو يؤدي إلى غاية واحدة هي نشر العلم جنباً إلى جنب مع جهود حكومة الثورة بعيداً عن مغريات الربح إذ إن رسوم الدراسة محددة بالقدر الذي يفي بالتزاماتها ويسهم في توسيع دائرة نفعها لأن ربحها لا يعود أصلاً لصالح أحد بل لصالح المدارس وكان الرواد المؤسسون هم الأساتذة الأجلاء: حسين علي الحبيشي، محمد أنعم غالب، عبدالعزيز عبدالغني، علي لطف الثور. المرحوم عبدالله محمد الديلمي، أحمد محمد ثابت، المغفور له سعيد قائد المقطري الذي أوكلت إليه إدارة المدرسة وأضيف إلى المجلس حسين المسوري، وعبدالكريم الإرياني، وحسين العمري، ومحمد أحمد الجنيد، وعبدالملك الأصبحي، وأحمد قايد بركات، ومحمد الخادم غالب الوجيه، ومحمد سعيد ظافر، وعلي أحمد أبو الرجال، وأحمد لقمان. إضافة إلى مجلس الرعاية المكون من القاضي عبدالرحمن بن يحيى الإرياني، والشيخ محمد علي عثمان، والأستاذ أحمد محمد نعمان، والشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، والشيخ سنان أبو لحوم، والأستاذ محسن العيني، والسيد أحمد جابر عفيف، والسيد عبدالله عبدالمجيد الأصنج، والحاج هائل سعيد أنعم، والأخ سعيد الأصبحي. وكان المربي الفاضل المغفور له سعيد قائد المقطري محط إعجاب وتقدير الكثير إن لم نقل الجميع فثقة أولياء الأمور به لا حد لها وكانت أيام التسجيل لفصلي التمهيدي والأول الأساسي عدد ستة فصول لا يتجاوز ثلاثة أيام نظراً لشدة الإقبال وكان رحمه الله يرى أن التمهيدي هو الأساسي الذي يرفد الصف الأول وكان في عهده يتم نقل طالبات الفصل السادس إلى الفترة الصباحية في الزراعة ويبقى الطلاب في الفترة المسائية وفور إنهائهم للصف السادس ينقلون إلى مدرسة الجراف ليكونوا هم الأساس لاستمرارها وديمومتها. لقد كان رجلاً يمارس الحزم أشد درجاته عندما يكون الحزم ضرورة وكان رقيقاً يمارس الرقة أقصى حدودها وكان يلعب دور الأب والمربي في الوقت نفسه وكانت قراراته في الثواب والعقاب صائبة ثاقبة لم يتخذ من المكتب الذي شيد في الدور الثاني من الجناح الشمالي إلا للحظات عابرة كان موجوداً في الساحة يرعى الأطفال كحدقات عينيه ويوجه المدرسين ويرشد الطلاب ويقابل أولياء الأمور.

كان بسيطاً في مظهره وعميقاً في جوهره مثقفاً يجيب عن الأسئلة الملحة على الطلاب أو المدرسين، كان قادراً على غرس القيم النبيلة في نفوس طلابه والعاملين معه، تحمل آلام المرضى راضياً بما قدر الله له وربما كان يجد في موقعه تخفيفاً لتلك الآلام، كان يقوم بنفسه بتسجيل أسماء وعناوين طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية وكان حريصاً على أن تظهر المدرسة دائماً بأبهى حلة وكان يقدر بنفسه قدرات المدرسين فيحدد لكل المستوى الذي يجب أن يعمل فيه، كانت المساواة العادلة بين جميع الطلاب أبرز سماته لا فرق عنده بينهم إلا بمستوى التحصيل وحسن الخلق وكان هو المبادر بحل مشاكل العاملين معه وتقديم الدعم المادي والمعنوي. لم يكن أحد من العاملين يحس بالخوف مما قد يعترضه من مشاكل الحياة لأنه كان يثق به وبقدراته على حل مختلف المشاكل.

وبدأ اشتداد المرضى يبعده قليلاً عن العمل الذي أحبه والناس الذين أحبوه وأحبهم حتى وافته المنيه في 31 يناير 2005م رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وقبل أن تنتهي الأربعين يوماً من وفاته استولت أمانة العاصمة على المدرسة الأهلية فرع الزراعة ومنعنا من دخول المدرسة وتم تعيين مدير للمدرسة إضافة إلى عمله مديراً لمنطقة معين التعليمية بأمانة العاصمة وفي 2005/8/27م عقد اجتماع في منزل الآستاذ عبدالغزيز عبدالغني ضم الآتية أسماؤهم:

الأستاذ حسين علي الحبيشي، الأستاذ علي لطف الثور، حسين محمد المسوري، أحمد محمد الكحلاني، محمد محمد العمري، فضل ردمان محمد، وقد أقر في الاجتماع الآتي:

أولاً: أن المدارس الأهلية تابعة للهيئة اليمنية للمدارس الأهلية.

ثانياً: التعيينات والقرارات تصدر من مجلس الهيئة اليمنية للمدارس الأهلية برئاسة الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني وتوقيعه وعادت المدرسة في أول العام الدراسي 2005/ 2006م إلى ما كانت عليه سابقاً.

وفي بداية العام الدراسي 2007م -2008م فوجئنا بسيطرة مكتب التربية والتعليم بأمانة العاصمة على المدرسة الأهلية فرع الجراف، التي قامت بشرائها الهيئة اليمنية للمدارس الأهلية وموقعها شرق الاستاذ الرياضي منطقة الثورة أمانة العاصمة بموجب وثائق محفوظة لدينا وتقدم الأستاذ علي لطف الثور، والأستاذ حسين الحبيشي بشكوى إلى أمانة العاصمة معمدة من الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني رئيس الهيئة وقد أمر وكيل أمانة العاصمة بإعادة المدرسة كما كانت من الهيئة اليمنية للمدارس الأهلية بحسب المرفق ولكن مكتب التربية والتعليم بأمانة العاصمة رفض الأمر وادعى بأن لديه أوامر عليا لا نعرف من أين هي وما زالت المدرسة تحت سيطرة مكتب التربية والتعليم بالأمانة وبحسب تعليمات الأخ مدير مكتب التربية والتعليم بالأمانة ومساعديه.

في الأخير نتوجه إلى مجلس الهيئة ومجلس الرعاية وخريجي مدارس صنعاء الأهلية وكل من ساهم في دعم وبناء المدارس بالتوجه إلى من يهمه الأمر برفع يد مدير مكتب التربية والتعليم ومساعديه في منطقة الثورة عن مدارس صنعاء الأهلية حتى تستمر هذه المؤسسة التعليمية الرائدة في العطاء كما كانت سابقاً وبصماتها في جميع أنحاء اليمن تحت إدارة الأستاذ الوالد المربي عبدالعزيز عبدالغني حفظه الله.

مدير الشؤون المالية والإدارية في كلية بلقيس وسكرتير ومقرر الهيئة اليمنية للمدارس الأهلية والقائم بأعمال المدير العام للمدارس

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى